جاءت عملية ابن
الأردن الشهيد ماهر الجازي على جسر الملك حسين الواصل بين الأردن ودولة الاحتلال، ولتي
أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الأمن الإسرائيليين على المعبر، لتسلط الضوء من جديد
على أكبر جبهة مع الاحتلال والتي يبلغ طولها 309 كم، وإلى أي مدى يمكن لهذه الجبهة
أن تحتفظ بحالة الهدوء.
لم يكن الحدث
غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع
غزة وما شهدته
الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل
والتبرير الذي اعتمده
نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة. نتنياهو
لا يفوت فرصة ليستغل الأحداث لتبرير سياساته الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني بأنها
صراع مع أيديولوجيات متطرفة تغذيها إيران والإرهاب العالمي، ونسي اعترافه شخصيا
بأنها حرب لقمع تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة فلسطينية.
لم يكن الحدث غريبا على المشهد، فهو رد فعل متوقع في ظل المشهد الدموي في قطاع غزة وما شهدته الضفة الغربية في الأيام الأخيرة، وكان يمكن توقعه منطقيا بعيدا عن التهويل والتبرير الذي اعتمده نتنياهو بأن المبرر هو الأيديولوجية الإيرانية المتطرفة
لم يتوقف نتنياهو
عند هذا التبرير، بل ذهب بعيدا في تعليقه على العملية لاستغلال الحادث لحشد الشارع
الإسرائيلي الذي أمعن نتنياهو في تقسيمه وتفتيته، بقوله إن العملية تكشف أن
الأعداء يستهدفوننا جميعا.
التعليق الأهم
والأخطر على هذا العملية كانت باستعادة نتنياهو الخطاب الديني في إدارة الصراع
لتبرير الحرب التي يخوضها بصورة غير مسبوقة، ينافس فيها حلفاءه من التيار الديني
القومي المتطرف بن غفير وسموترتش، خطاب لم يكن لنسمعه من زعيم يدعي أنه جزء من
العالم الديمقراطي الليبرالي؛ بقوله: "سنستخدم سيف داود معا وبمساعدة الرب
سننتصر".
وقال نتنياهو في تصريحه:
"هناك من يسألون: هل نحمل السيف إلى الأبد؟" [سفر صموئيل الثاني 2: 26]
الجواب لدى نتنياهو: "في الشرق الأوسط، بدون السيف، لا يوجد بقاء للأبد".
هنا ذهب بعيدا ومن دون أي تحفظ ليقلب موازين المنطقة كلها رأس على عقب ويدمر
معادلات طالما جرت حروبا من أجل تثبيتها في المنطقة، خطاب يقلب رأس الهرم ليعيد
للمنطقة صورتها الحقيقية قبل أن تدخل المشهد المزور منذ توقيع اتفاقيات كامب ديفيد،
ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات الإبراهيمية، هذه الاتفاقيات التي جاءت لدمج دولة
الاحتلال في المنطقة بما ينسجم مع النظرية الأمنية الإسرائيلية التي أسسها بن
غوريون؛ الذي كان يرى أن أحد متطلبات الاستقرار يكمن في القدرة على الاندماج في
المنطقة.
نتنياهو يريد أن يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف
نتنياهو يريد أن
يعيد إسرائيل إلى مرحلة النشأة الأولى لينافس المؤسس الأول بن غوريون من خلال
الادعاء بأنه يخوض حرب الاستقلال الثانية، لكن هذه المرة حسب نظريته التي تقوم على
استمرار الصراع، وأن السلام فقط يقوم بحد السيف وإخضاع الأعداء الذين لا يفهمون
إلا هذه المنطق.
استعاد نتنياهو خطاب
زئيف جبتونسكي "الجدار الحديدي"، والذي يؤمن بأن بقاء إسرائيل مرتبط
بقوة السلاح وليس بقدرتها على الاندماج في المنطقة كما كان يخطط رواد الصهيونية
الأوائل.
هذا الخطاب أثار
حفيظة الكثيرين في دولة الاحتلال واعتبروه انتكاسة كبيرة لمساعي توسيع الاتفاقيات
الإبراهيمية، علاوة على تعريضه الاتفاقيات القائمة للخطر، وهو بمثابة إنجاز لأصحاب
الطوفان.