إصدار كتائب
القسام لفيديو الجندي
الإسرائيلي من أصل إثيوبي، أبرهام منغستو، يطالب فيه حكومته بالتحرك من أجل إطلاق سراحه ورفاقه، هذا
الفيديو أثار جملة من التساؤلات حول الهدف والتوقيت: ولماذا أبرهام منغستو وليس
غيره؟ فأين الأسيران شؤول أرون، والهدار جولدن؟! بدون الدخول في تفاصيل الفيديو!!
بداية أعتقد أن
حماس
تدرك جيدا أن الجانب الإسرائيلي لن يعطي كثير اهتمام لمصير الجندي الإسرائيلي من
أصل إثيوبي، فسلوك الدولة العنصري لا يقف عند العنصرية ضد العرب، بل يطال اليهود أنفسهم
خاصة من أصول إثيوبية، ولا سيما أن هناك جدلا في الأوساط الدينية حول حقيقة هويتهم؛
هل هم يهود أصلا؟ لذلك تدرك حماس كما يدرك العارفون أن الاهتمام من جانب نتنياهو
وحكومته بهذا الجندي يأتي من باب الحرج السياسي كونه محسوبا على المجتمع
الإسرائيلي، وليس من باب ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه كما هو الحال بالوصول
إلى الجنديين شاؤول وهدار.
بتقديري أن الهدف
الأول لهذا التحرك هو وضع الملف على طاولة رئيس الأركان الجديد هيرتسي هاليفي في أول
يوم يتسلم فيه قيادة الأركان؛ كتحد جوهري، وسيتحول الملف إلى ملف اختبار ومعيار لقياس
مدى نجاح رئيس الأركان، مما سيضغط أكثر على رئيس الأركان للتحرك نحو إنهاء هذا
الملف.
حماس بهذا الشريط ألقت الكرة في ملعب الحكومة الإسرائيلية أمام جمهورها، في معادلة واضحة: إذا كان بإمكان حماس أن تقدم فيديو لجندي تدعي الحكومة الإسرائيلية أنها تهتم بمصيره، فإن الطريق معبدة للذهاب إلى معادلة كأنها ترسل رسالة بأن هذه المعادلة تضغط على الطرفين
الهدف الثاني
تحريك ملف التفاوض الذي توقف عند الحكومة السابقة؛ بنشر فيديو عن مصير الجنود
الذين تدّعي إسرائيل أنهم جثث، ولذلك لن تدخل في صفقة مشابهة لصفقة شاليطـ
بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى من بينهم قياديون في المقاومة. فحماس وهي تدرك هذه
المعادلة لا تريد أن تعطي معلومات حول مصير الجنديين الآخرين بدون ثمن مستحق،
وتريد أن تؤكد أن الجندي منغستو حي يرزق. وعلى الجانب الإسرائيلي، التحرك من أجل
العودة إلى مسار التفاوض في ظل وجود معطيات مادية تفرض على الحكومة الإسرائيلية
التفاوض من أجلها؛ ليس حبا في منغستو ولكن بهدف الوصول إلى مصير الجنود هدار وشاؤول!!
حماس بهذا الشريط
ألقت الكرة في ملعب الحكومة الإسرائيلية أمام جمهورها، في معادلة واضحة: إذا كان
بإمكان حماس أن تقدم فيديو لجندي تدعي الحكومة الإسرائيلية أنها تهتم بمصيره، فإن
الطريق معبدة للذهاب إلى معادلة كأنها ترسل رسالة بأن هذه المعادلة تضغط على
الطرفين. وهذا ما تريده حماس، لأنه ليس من مصلحتها الاستمرار على حالة الانسداد في
الأفق.
حماس هنا فرضت
على نفسها معادلة تقديم معلومات عن مصير الجنود وعلى الجانب الإسرائيلي أن يتعاطى
مع هذه المبادرة، فإذا كان الجنود الأسرى قتلى فلن تستطيع حماس أن تقدم مثل هذا
الفيديو. وهذا سيرفع الحرج عن الحكومة الإسرائيلية في الذهاب إلى صفقة
تبادل أسرى
أحياء، وهنا الطريق ستكون معبدة نحو مسار حتمي، وهي صفقة جثث حسب ما تدعي الحكومة
الإسرائيلية وتنفيه حماس.
ولكن هذه
المعادلة تختلف، فحماس تدرك أن هذين الجنديين مهمان بالنسبة للجانب الإسرائيلي، فإذا
كانت حماس تدرك أن منغستو لن يُدفع مقابله ثمن، لكن الشريط تم توظيفه لإحراج
الحكومة الإسرائيلية وبالتالي طلب المقايضة بمعلومات حول مصير الجنديين هدار وشاؤول
سيكون منطقيا ومبررا.
ملف الجنود الأسرى في ظل هذه المعادلة المفتوحة سيبقى رهينة بيد الحكومة الإسرائيلية، إما التقدم باتجاه الصفقة أو بالاستمرار في حالة السكون ولم يعد من السهل على الحكومة الإسرائيلية التخفي خلف الادعاء بأنهم جثث هامدة. وهنا تبرز أهمية التوقيت بالإضافة إلى توقيت تولية رئيس الأركان الجديد
وعلى الجانب
الإسرائيلي؛ دفع الثمن للبضاعة فكل بضاعة لها ثمنها، وعليه فإن ملف الجنود الأسرى
في ظل هذه المعادلة المفتوحة سيبقى رهينة بيد الحكومة الإسرائيلية، إما التقدم
باتجاه الصفقة أو بالاستمرار في حالة السكون ولم يعد من السهل على الحكومة
الإسرائيلية التخفي خلف الادعاء بأنهم جثث هامدة. وهنا تبرز أهمية التوقيت
بالإضافة إلى توقيت تولية رئيس الأركان الجديد.
هناك مَعْلَم مهم قد
يُسهم في الوصول إلى صفقة، هو تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي لديها
القدرة والاستقرار الكافيان من أجل الدخول في مفاوضات حول مصير الجنود، سواء كانوا
جثثا أو أحياء، ولم يبق إلا مسألة الثمن!!