كشفت صور وفيديوهات من داخل قطاع غزة عن حفرة ضخمة وآثار حفر في مدينة
رفح جنوب القطاع٬ بعد انسحاب جيش الإسرائيلي من مناطق التوغل في خانيونس.
وأظهرت مقاطع الفيديو حفرة عملاقة شرق خانيونس، حيث توغل جيش
الاحتلال لمدة 22 يوماً، ما أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من
الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، وتدمير البنية التحتية.
وأظهرت الفيديوهات آثار الحفر بالآليات في قاع الحفرة، حيث بدت المنطقة وكأنها تحتوي على شبكة صرف صحي ضيقة، مقارنة بالأنفاق الكبيرة التي عادة ما تظهر في فيديوهات المقاومة الفلسطينية، والتي تتميز بقطر أكبر وتسمح بنقل الأفراد والمعدات الحربية بشكل أكثر سهولة.
في الوقت نفسه، انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر آليات حفر كبيرة ترافقها شاحنات ومركبات ضخمة في رفح، تقوم بالحفر حتى عمق 50 متراً تحت الأرض، مع وجود فواصل قصيرة بين كل حفرة وأخرى.
وانسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، من مدينتي خانيونس ودير البلح بعد 22 يوماً من العملية البرية، مخلفاً وراءه دماراً واسعاً في المباني والبنى التحتية. ووفقاً لمصادر، فإنه تم انتشال جثامين "9 فلسطينيين" قتلوا خلال العملية البرية في خانيونس.
تزامن هذا الانسحاب مع استمرار القصف الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتتعرض المباني السكنية شمال غرب المدينة للتفجير والنسف.
44 % من رفح مدمر
ويمارس الاحتلال سياسة التدمير الممنهج في رفح٬ فوفق دراسة لمركز تحقيقات المصادر المفتوحة "بيلينجكات" فإن حوالي 44% من مباني مدينة رفح قد تضررت أو دمرت.
استندت الدراسة إلى بيانات مجموعة رسم خرائط الأضرار اللامركزية التي استخدمت بيانات القمر الصناعي "سنتينل-1".
وذكرت الدراسة أن المراسل العسكري لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" قال في 16 تموز/ يوليو الماضي إن جيش الاحتلال يخطط لبناء منطقة عازلة حول محور فيلادلفيا بعمق يصل إلى 800 متر شمال الحدود بين مصر وفلسطين.
هذه المسافة تُعد كبيرة جداً بالنسبة لمدينة رفح، حيث تمثل حوالي 17.5% من مساحة المحافظة الحيوية. فالمناطق الحدودية مع مصر في رفح ليست مجرد مناطق هامشية، بل تعد مركز المدينة، التي كانت متصلة بمدينة رفح المصرية حتى توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر ودولة الاحتلال.
وهذا يعني أن المناطق التي يسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي لضمها وتدميرها هي مناطق مركزية تحتوي على منشآت حيوية، مثل بلدية رفح - التي تعرضت للتدمير - ومحافظة رفح، بالإضافة إلى عدد من المساجد الأثرية والمنشآت الصحية.