ملفات وتقارير

مطالب للتحالف الدولي لمواجهة "داعش" بالكشف عن مصير آلاف المختطفين

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان هبوط نحو 10 طائرات شحن تابعة للتحالف ضمن قواعدها في الحسكة ودير الزور، تحمل على متنها أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية بالإضافة لجنود. (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ إنه وعلى الرغم من جهوده ومناشداته خلال الأشهر الماضية لكل الجهات الدولية والتحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات سوريا الديمقراطية، فإنه لم يتم إعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم "الدولة الإسلامية" والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وذكر المرصد في تقرير له اليوم الجمعة، أنه سبق أن طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في معلومات عن مقتل 200 شخص من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم من النساء والأطفال، في مجزرة ارتكبتها طائرات التحالف الدولي بقصف مخيم "الباغوز"، في 21 آذار/مارس 2019.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها "المرصد السوري" آنذاك، فقد جرى دفن الجثث الـ200 فجر ذلك اليوم، دون معلومات عما إذا كان التحالف الدولي كان على علم بوجود أطفال ونساء من عوائل التنظيم داخل المخيم أم لا. وعلى الرغم من كل تلك المناشدات، فإنها لم تلق صدى حتى الآن من قبل تلك الأطراف المسؤولة، وعلى هذا، يجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان مناشداته للأطراف المسؤولة كافة، لإعلان الحقائق الكاملة ومحاسبة المسؤولين عن أي مجازر أو انتهاكات جرت على مدار تلك الفترة، التي شارك فيها التحالف الدولي في الحرب ضمن الأراضي السورية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه إذ يقدم رصدا وافيا لما جرى من تطورات فيما يتعلق بعمل قوات التحالف في سوريا، فإنه يؤكد أنه كان ممكنا تجنب الخسارة الفادحة في أرواح المدنيين السوريين، إذا لم يكن التحالف الدولي قد صم آذانه عن دعواته  لتحييد المدنيين عن عملياته العسكرية، حيث إن وجود عنصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" أو من المجموعات الجهادية الأخرى في منطقة مدنية، لا يبرر بأي شكل من الأشكال قصف المنطقة وإزهاق أرواح المدنيين فيها.

وطالب المرصد السوري قادة التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، بإعلان نتائج التحقيقات مع معتقلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، والكشف عن مصير آلاف المختطفين.

وشدد المرصد على أنه لا بد للأطراف المنخرطة في الأزمة السورية، أن تعي أن الموارد النفطية وموارد الغاز التي يسيطر عليها التحالف الدولي الآن، ليست ملكا لأحد سوى الشعب السوري، ومن ثم فإن الأطراف المعنية ملزمة بضرورة الحفاظ على تلك الموارد، وضمان عدم سرقتها أو الاستيلاء عليها بأي شكل من الأشكال، حيث إنها ليست ملكا لـ"النظام" أو إيران أو أي طرف سوى الشعب السوري الذي عانى الويلات على مدار أكثر من 13 سنة.

وحذر المرصد السوري من تداعيات إساءة استغلال تلك الموارد أو الاستيلاء عليها، وحرمان السوريين منها.

وأكد المرصد أن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" مستمر في عملياته في سوريا للشهر 119 على التوالي، حيث تتواصل عمليات إرسال التعزيزات العسكرية إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وعمليات المداهمة والاعتقال والعمليات الأمنية المختلفة في مختلف مناطق سيطرة "قسد".

وذكر التقرير أن هذا الشهر، شهد دخول نحو 150 شاحنة وآلية تابعة للتحالف، تحمل معدات لوجستية وعسكرية، دخلت من إقليم كردستان العراق على 5 دفعات، بتواريخ 28 تموز، و3 و7 و20 و21 آب/ أغسطس الجاري وتوجهت إلى قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور، ضمن منطقة شمال شرق سوريا.

وأشار المرصد إلى أنه رصد هبوط نحو 10 طائرات شحن تابعة للتحالف ضمن قواعدها في الحسكة ودير الزور، تحمل على متنها أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية ولوجستية، بالإضافة لجنود.

وأضاف: يأتي ذلك بينما واصلت القوات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجماتها المتصاعدة على قواعد التحالف الدولي داخل الأراضي السورية، في إطار حملة الانتقام لغزة، حيث نفذت تلك الجماعات وعلى رأسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، 6 هجمات وتوزعت الاستهدافات آنفة الذكر على النحو الآتي:  4  استهدافات لقاعدة حقل كونيكو، استهداف لقاعدة حقل العمر النفطي،  استهداف لقاعدة خراب الجير.

وأوضح أن تفاصيل تلك الاستهدافات جاءت على النحو الآتي:

ـ26  تموز، تعرضت القاعدة الأمريكية بمعمل غاز كونيكو بريف دير الزور لهجوم صاروخي، من مناطق نفوذ المليشيات الإيرانية.

ـ 27  تموز، تعرضت القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل “كونيكو” للغاز للاستهداف بأكثر من 10 صواريخ، انطلقت من مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية، بدورها ردت القوات الأمريكية باستهداف مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية بالمدفعية الثقيلة.

ـ 27  تموز، هز انفجار عنيف منطقة القاعدة الأمريكية في حقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور، ناجم عن سقوط صاروخ واحد، مصدره مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران على بعد نحو 800 متر من القاعدة.

ـ3  آب، استهدفت المليشيات الموالية لإيران منطاد مراقبة تابع لقوات "التحالف الدولي" قرب قاعدة حقل العمر النفطي أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا، شرق دير الزور، مما أدى لسقوطه.

ـ 9  آب، استهدفت طائرة مسيّرة "هجومية" قاعدة "خراب الجير" التابعة لقوات "التحالف الدولي"، في منطقة رميلان في ريف الحسكة، حيث سقطت في القاعدة، ما أدى لإصابة 8 جنود.

ـ 13 آب، استهداف المليشيات المدعومة من إيران المتمركزة على الضفة الغربية لفرات، بالقذائف معمل كونيكو للغاز الذي تتمركز ضمنه قوات أمريكية

وذكر تقرير المرصد أن القوات الأمريكية ردت بثلاث جولات من القصف الجوي والبري على مواقع المليشيات الإيرانية بدير الزور، مخلفة قتلى وجرحى، جاءت تفاصيل تلك الاستهدافات وفق الآتي:

ـ26  تموز، استهدفت طائرات أمريكية بالرشاشات الثقيلة محيط القرى السبعة ضمن مناطق نفوذ المليشيات الموالية لإيران في ريف دير الزور.

ـ29  تموز، استهدفت قوات “التحالف الدولي” من قاعدتها في حقل “كونيكو” للغاز مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية بالمدفعية الثقيلة، حيث طال القصف قريتي حطلة ومراط في ريف دير الزور الشرقي.

ـ11  آب، قتل 9 عناصر من المليشيات الموالية لإيران وأصيب آخرون بجراح، جراء استهداف طائرة مسيّرة مجهولة لسيارة عسكرية كانوا يستقلونها بين قريتي الكشمة والدوير في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود السورية – العراقية.

ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الشهر الجاري تدريبات عسكرية لقوات التحالف مع قسد، جاءت تفاصيلها على النحو الآتي:

ـ2  آب، أجرت قوات "لتحالف الدولي" تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، استهدفت خلالها أهدافا وهمية بالصواريخ والقذائف في قاعدة حقل "كونيكو" شمال دير الزور.

ـ3  آب، أجرت قوات "التحالف الدولي" تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في محيط قاعدتها العسكرية في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، حيث سمع دوي انفجارات نتيجة استخدام الذخيرة الحية في التدريبات، بالتزامن مع إطلاق قنابل ضوئية في محيط القاعدة.

ـ11  آب، دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، بين قوات “التحالف الدولي” و”قسد”، في قاعدة معمل "كونيكو" للغاز شمال دير الزور.

ـ12  آب، دوت انفجارات عنيفة هزّت مناطق شمال دير الزور، ناجمة عن تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية، بين قوات “التحالف الدولي” و”قسد” في قاعدة التحالف في معمل كونيكو للغاز شمالي دير الزور.

ـ14  آب، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في ريف الحسكة الشرقي، اختبار القوات الأمريكية لأسلحة دفاع جوي متطورة تعمل بالليزر في قاعدتها بخراب الجير بريف رميلان، وأجرت القوات الأمريكية في القاعدة تدريبات تحاكي هجوم الطائرات المسيرة، حيث أطلقت عدة مسيرات في أجواء القاعدة، وجرى إسقاطها بالسلاح الجديد.

ـ15  آب، سمع دوي انفجارات متتالية في أكبر القواعد الأمريكية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، ناجمة عن إجراء تدريبات عسكرية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، واستخدمت خلالها الذخيرة الحية، وسط ضرب أهداف وهمية لرفع الجاهزية القتالية.

ـ 16 آب، سمع دوي انفجارات عنيفة بالتزامن مع تدرييات عسكرية أجرتها القوات الأمريكية داخل قاعدة حقل "كونيكو"، للغاز في ريف دير الزور الشمالي، واستخدم خلال التدريبات المدفعية الثقيلة حيث تم إطلاق عدة قذائف تدريبية باتجاه أهداف وهمية.

ـ17  آب، أجرت قوات "التحالف الدولي" برفقة "قسد"، تدريبات عسكرية بالرشاشات الثقيلة في قاعدة معمل “كونيكو” للغاز شمال دير الزور، لرفع الجاهزية القتالية لدى الجنود، واستعدادا لهجمات قد تكون محتملة من قبل المليشيات الإيرانية.

ـ21  آب، أجرت قوات "التحالف الدولي" بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية، في قاعدتي العمر النفطي وكونيكو للغاز بريف دير الزور.

كذلك أحصى المرصد السوري خلال الشهر، مشاركة التحالف الدولي في 4 عمليات مع قوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن اعتقال 8 من عناصر وقيادات تنظيم "الدولة الإسلامية" ومقتل 4 منهم، ففي 27 تموز، قتل شخصان واعتقل اثنان آخران، وهم عناصر سابقون في تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد اشتباكات مسلحة دارت بينهم وبين قوات "التحالف الدولي"، التي نفذت عملية إنزال جوي بالتعاون مع عناصر قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، لإلقاء القبض على خلية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، في منطقة الكرامة في ريف الرقة.

وفي 10 آب، نفذت وحدات أمنية خاصة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، وبدعم من طيران "التحالف الدولي"، عملية مداهمة في بلدة سويدان جزيرة بريف دير الزور الشرقي، أسفرت العملية عن مقتل شخصين متهمين بالانتماء لخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية"واعتقال آخر، بعد تبادل الطرفين إطلاق النار خلال مقاومة المطلوبين لعناصر الدورية، وتم نقلهم إلى مركز أمني.

وكان تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية قد أشار إلى أنه في عام 2014، أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية التحالف بقيادة الولايات المتحدة من أجل "تقويض وتدمير" تنظيم الدولة الإسلامية. ورغم أن التحالف، من الناحية التنظيمية، يتألف من حوالي 29 دولة، فإن الحكومة الأمريكية إلى حد بعيد هي أكثر أعضاء التحالف نفوذا وتأثيرا، حيث تتولى الدور القيادي في وضع الاستراتيجية، والتخطيط، وتدبير الموارد وتنفيذ مهمة التحالف.

وقام التحالف بقيادة الولايات المتحدة، بتمويل من الكونغرس الأمريكي، بتجديد منشآت الاحتجاز القائمة، وبناء منشآت جديدة، وكثيرا ما يُجري زيارات لها.

وقدمت وزارة الدفاع الأمريكية مئات الملايين من الدولارات لقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن التابعة لها. كما يؤدي التحالف بقيادة الولايات المتحدة دورا رئيسيّا في العمليات المشتركة الجارية، التي تؤدي إلى نقل أشخاص إلى عهدة قوات سوريا الديمقراطية، وتسهيل عملية إعادة أشخاص مُحتجزين في شمال شرق سوريا إلى بلدان ثالثة، بما فيها العراق.