ملفات وتقارير

ما دلالات اختبار الولايات المتحدة منظومة دفاع جوي شمال شرق سوريا؟

40 ألف جندي أمريكي موجودون حاليا في الشرق الأوسط- جيتي
كشفت مصادر عن قيام القوات الأمريكية و"التحالف الدولي" باختبار منظومة دفاع جوي متطورة في قاعدة عسكرية شمال شرق سوريا، بعد أيام من تعرض قاعدة أمريكية للهجوم بطائرة مسيرة.

والثلاثاء الماضي، كانت وزارة الدفاع الأمريكية، قد أعلنت عن إصابة 8 جنود أمريكيين في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في سوريا.

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن القوات الأمريكية اختبرت منظومة دفاع جوي متطورة في قاعدة خراب الجير في ريف الحسكة، مشيرا إلى هبوط طائرة شحن عسكرية تحمل معدات عسكرية ولوجستية وذخائر في القاعدة بعد اختبار المنظومة.

ويقول مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، لـ"عربي21"، إن القوات الأمريكية في سوريا تحشد قواتها، وتنتقل إلى حالة جاهزية قتالية، بمعنى أن "القوات الأمريكية تختبر المنطقة قبل البدء بعمليات قتالية قد تحدث".

مرحلة تحضيرية لتصعيد قادم
وفق الأسعد، تتحضر الولايات المتحدة لمواجهة قد تحدث مع إيران، ساحتها الرئيسية سوريا مع احتمال تمددها لدول أخرى.

وبالتالي فإن اختبار منظومة الدفاع الجوي يأتي في إطار التجهيزات من قبل القوات البرية والبحرية والجوية الأمريكية، مشيراً إلى زيادة عدد القوات البرية الأمريكية في سوريا والعراق.

وقبل أيام، أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أن الولايات المتحدة تستعد لسلسلة واسعة من الهجمات الإيرانية على "إسرائيل" (الاحتلال) في الأيام المقبلة.

وتابع بقوله: "في هذه المرحلة، من الصعب التخمين ما إذا كان سيقع هجوم من جانب إيران أو وكلائها، وكيف سيكون شكله، لكن علينا أن نكون مستعدين لما قد يكون على شكل سلسلة كبيرة من الهجمات، ولهذا السبب قمنا بزيادة وجود قواتنا وقدراتنا في المنطقة في الأيام القليلة الماضية".

تدعيم القدرات القتالية
من جانبه، أوضح الخبير والمحلل العسكري الاستراتيجي العقيد أحمد حمادة، أن القوات الأمريكية تختبر منظومة "أفنجر"، وهي منظومة صاروخية للدفاع الجوي القريب.

وأضاف لـ"عربي21"، أن مهمة هذه المنظومة تأمين حماية إضافية للقواعد الأمريكية في سوريا، وتدعيم القدرات القتالية للولايات المتحدة في المنطقة.

وبحسب حمادة، فإن ما سبق يدل على أن التطورات التي تشهدها المنطقة أجبرت واشنطن على تعزيز وجودها في سوريا، بعد التوجه السابق لتقليص هذا الوجود.

وقال: "إن منطقة الشرق الأوسط تحظى بأهمية كبيرة في الحسابات الأمريكية، والتصعيد والتهديدات التي تسجلها المنطقة، تدفع بواشنطن إلى حماية قواعدها أكثر، وخاصة في سوريا التي
تتواجد فيها الكثير من المليشيات والأذرع الإيرانية".

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، قد أكدت الأسبوع الماضي، أن 40 ألف جندي أمريكي موجودون حاليا في الشرق الأوسط، مقارنة بنحو 34 ألفاً في الأحوال العادية.

وأوضح توم كروسون، المتحدث باسم البنتاغون أن "هناك نحو 40 ألف جندي في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية في الوقت الراهن"، مضيفاً أنه عادة ما يكون هناك نحو 34 ألف جندي في المنطقة.