سياسة عربية

أطباء أمريكيون عائدون من غرة: الاحتلال يتعمد قنص واستهداف الأطفال (شاهد)

أطباء أمريكيون: لماذا تمد الحكومة الأمريكية الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح من أجل قتل الأطفال - الأناضول
قالت طبيبة العناية المركزة للأطفال، تانيا الحاج حسن، التي عملت في مستشفيات غزة مع جمعية المساعدة الطبية للفلسطينيين، إن تجربتها كانت مؤلمة للغاية، مما أبكى الحضور خلال مؤتمر الديمقراطيين.

 وأوضحت تانيا أن العديد من الأطباء والجراحين الأمريكيين الذين زاروا غزة خلال الأشهر العشرة الماضية عادوا برسالة ملحة جداً.

وقالت تانيا في حديثها مع مذيعة شبكة CNN: "تم تدريبنا على حماية الحياة البشرية، لكن الحملة العسكرية الإسرائيلية تستهدف الحياة وكل ما يحافظ عليها في غزة، مما يجعل عملنا كأطباء شبه مستحيل".

وأشارت الطبيبة إلى أنها تواصلت مع زملائها قبل أسبوعين لترتيب حضورهم المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو للضغط على الولايات المتحدة لتبني موقف جديد لوقف توريد الأسلحة وإنهاء الحملة العسكرية.

وأوضحت أن الاستجابة من الجميع كانت إيجابية جداً، معبرة عن شعور الأطباء بالخوف والقلق مما يشهدونه في غزة، لدرجة أن بعضهم يتعرض لكوابيس متكررة.

 وأشارت إلى رسالة من الدكتور مارك بيرلموتر، وهو جراح يهودي أمريكي، الذي وصف كيف يطارد الآباء أحلامه متسائلين عن سبب عدم قيامه بمزيد من الجهود لمنع قتل أطفالهم.

وأكدت تانيا أنها لا تستطيع إحصاء عدد الأطفال الذين ماتوا تحت رعايتها في غزة بسبب القذائف الأمريكية الصنع التي دمرت منازلهم وأماكن نزوحهم.

كفى تسليحا للاحتلال
أما الطبيب الأمريكي فيروز سيدهوا، الذي يعمل في كاليفورنيا وتطوع في غزة، فقال إنه عمل في المستشفى الأوروبي في خان يونس بجنوب قطاع غزة خلال الفترة من 25 آذار/مارس الماضي إلى 8 نيسان/أبريل الماضي.

وتابع سيدهوا: "مدينة غزة تعيش في حالة كارثية تمامًا، وإذا كنت تعتقد أن هناك شيئًا سيئًا يحدث في العالم الآن، فاعلم أن الوضع في غزة أسوأ".


وأضاف أن سكان غزة "يواجهون الجوع يوميًا"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تتعمد ذلك". وذكر أنه زار الضفة الغربية المحتلة لأول مرة في عام 2007، وكانت الأسرة الفلسطينية التي استضافته تعاني من ظروف قاسية حتى في ذلك الوقت.

 وأكد أنه رغم رؤية الكثير من الصراع، فإن زيارة فلسطين تترك أثرًا عميقًا لا يمكن نسيانه، حيث إن "ما تراه هناك مروع حقًا".

سياسة التجويع متعمدة
في حديثه عن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، قال الطبيب فيروز سيدهوا: "هناك سوء تغذية ومجاعة، وهذا أمر متعمد تمامًا، حتى أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يعترفون بذلك صراحة. بالإضافة إلى ذلك، يتم استهداف الأطفال بالأسلحة بشكل واضح".

وأضاف: "بصراحة، لم أكن أتوقع رؤية هذا النوع من الاستهداف. كنت أعلم أن العديد من الأطفال تعرضوا للاستهداف وقُتلوا، لكنني كنت أعتقد أن ذلك كان بسبب التفجيرات. ومع ذلك، الإصابات في الرأس! هذا لا يفسر وفاة الأطفال الذين أصيبوا بالرصاص".

وأوضح سيدهوا أنه كان يشاهد يوميًا أطفالًا "مصابين بالرصاص في رؤوسهم"، معتبراً ذلك "استهدافًا متعمدًا للأطفال".


وأكد أن "الإدارة الأمريكية لا يمكنها دعم مثل هذه الأفعال"، مضيفًا: "لا ينبغي للحكومة الأمريكية أن تمول هذا، ولا أن تكون طرفًا في هذه الجرائم، ولا أحد يدعم ذلك سوى الإسرائيليين".

وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال مرة: "إذا توقفت الولايات المتحدة عن إرسال الأسلحة، سنقاتل بأظافرنا".

ورد الطبيب الأمريكي على تصريح نتنياهو قائلاً: "دعوا أسلحتنا وأموالنا وهيبة حكومتنا جانبًا، وقاتلوا بأظافركم".