محاور:
ـ التموضع الأول: غاية
التعليم مع تشكيل
العراق كدولة:
ـ استمرار التعليم بذات المنهج دون إعادة
تنظيم وإنما بتطوير بسيط.
ـ لم الناس تميل لإدخال أبنائها في مجال
الطب والهندسة دون العلوم الأخرى؟
ـ التموضع الثاني وانحدار أهمية التعليم
بانحدار المكانة الوظيفية المادية.
ـ التموضع الثالث: التعليم غير الواضح والذي
شوهته تعددية مصادره بلا سيطرة حقيقية:
ـ امتحان الإبداع أم امتحان الذاكرة
ـ التموضع الرابع: ضرورة إعادة نظام الإرشاد
ولكن بشكل جديد إلى المدارس من الابتدائية إلى الإعدادية وربما سيكون من الجيد
إضافته إلى الجامعات.
التموضع الأساس:
عندما أتحدت عن التعليم، فالحديث يأتي عن
التعليم مع مطلع القرن الماضي ووضع العراق تحت الانتداب ثم استقلال الترضية وهو
حكم أهل البلد مع بقاء النفوذ البريطاني، وكانت مرحلة موجهة قام التعليم بها على
ترسيخ التقليد لمظاهر المدنية وإنشاء طبقة وسطى من الموظفين الذين يديرون البلد
وما تكون من منظومة حكومية بوزارات، في ذات الوقت كان هنالك تدريس للتاريخ وبشكل
انتقائي يعظم الفخر بما لا يمكن تطبيقه كان يجسد القادة بشكل يتجاوز وصف البشر،
وهذا نوع من التعجيز عن ادراك القدوة بأكثر من صيغة ذهنية بسيرة مستحيلة، مع تعظيم
الفردية كان ينطبع في الذهن وهذا سائد لحد الآن، أن القائد أوحد وانه المتميز
الأعظم، وان العبقرية في الفرد ولم تظهر في المجموع، فترى التنافس بين الموظفين أن
يكون هو الخبير الأوحد وليس خبيرا بين مجموعة خبراء، وانه القائد الأوحد وليس احد
القادة فترانا اليوم نفتقد إلى كفاءة وفاعلية عمل المجموعة.
التموضع الأول
هو تموضع التعليم من اجل الوظيفة، بيد انه
كان تعليما ثريا بالمواد التي تعتبر ثقافة عامة قد لا يهتم بها كثيرا في الغرب
ويختبر الذاكرة ولا يختبر الإبداع، لنكون أمام التعليم العالي حيث تبدأ مسيرة
التعليم الحقيقية، ومن يتساقط في الطريق يذهب إلى كادر المساعدين أو الأعمال
الحرة، والمجتمع عموما ارض بكر ممكن أن يتحمل هو والدولة الفتية هذا المسار.
لم المهندس والطبيب؟
الآباء وهم في الحقول، وعندما انتدبوا للعمل
في شق الطرق وسكك الحديد والبنايات الحكومية كمنشآت ومدارس ومقرات إدارية، كانوا
يرون الآمر الناهي المتحكم بمن يعمل ومن لا يعمل والذي عند حضوره تصمت الفوضى وعلى
راسه قبعة وينظر في جهاز غريب أو يتعامل مع القياسات بشكل مذهل، من هذا؟ هذا
المهندس... ابني لا بد أن يدخل المدرسة ليكون مثل هذا الحاكم بلا كرسي حكم وإنما
بعرش العلم.
التعليم هو العمود الأول لنهضة الإصلاح ولابد أن توضع قيم حاكمة للسلوك في الجامعات جديدة فينبغي أن تمثل الحالة التي يجب أن يكون عليها المجتمع وليس حاوية لأمراضه.
كان يصاب في عمل، أو يتمرض ابنه فيذهب إلى
الطبيب أو طبيب "الكامب" فيعطيه دواء ليتعافى كأنه السحر ينتقل من الألم
إلى السكون... ابني اذن لابد أن يدرس ليكون طبيبا.
فأصبح التعليم المهني والتقني كمرحلة ثانية
وثالثة وغيرها من الدرجات حتى احتاروا بماه و تعليم جامعي أم تعليم يتبع التربية
المدرسية.
انطباعات ترسخت ومازالت وشجعت عليها مسيرة
الحكومات غير المؤهلة للتخطيط ومواكبة العصر فقد تربى المسؤولون فيها على نمط
وظيفي يؤدي ما يؤمر به وغالبا ما يتلقى الأذى إن أبدع أو أخطأ لان هنالك خوف من
المبدعين وخوف على كراسي إدارة المنظومات، أو مكانة علمية تحجرت وتحتاج إلى جديد
ولكنها لا تسمح بالجديد.
التموضع الثاني:
في الحصار على العراق، وهبوط الدينار، أصبح
الموظف في طبقة جديدة خارج التصنيف، فهو ليس من الفقيرة بل دون الفقر، فمرحلة
التدني بدأت في الثمانينات عندما اجتاز التضخم قدرة الموظف على أن يشتري سكنا من
راتبه المجرد مثلا، لكن في التسعينات أمسى غذاؤه المشكلة...
وهنا أصبحت الأعمال الحرة في الطبقة العليا
وانتهت وتدنت فكرة الوظيفة كهدف رغم بقاء المهندس والطبيب في مكانته لكن في مجال
الأعمال الحرة وليس الوظيفة، التعليم تراجعت أهميته بتراجع الوظيفة وعادت الأمية
إلى الظهور من جديد، فتموضع التعليم في درجة ما لكن لم تصل الهبوط، فهنالك تقليد
العائلة وأصبح من ضمنها السلك الوظيفي والتعليمي، بعد لا يطال.
التموضع الثالث:
بعد 2003 ظهرت حمى الشهادات وانفتاح العراق
على العالم والإنترنيت والتعليم عن بعد وغالبا ما تؤخذ الشهادات بطريق أو أخرى
ليحتل من يحملها مكانا ما وهو غير مؤهل له وتكدست الشهادات في طلب الوظيفة
الحكومية.
إعادة تنظيم الدولة ككل ومن ضمنها قيم الوظيفة وقيم التعليم وأخلاقياتها، حيث أنها لم تنظم لمواكبة التغييرات التي حدثت في مسار الإنسانية خلال المائة عام إلا بحلول ترقيعيه والتي تمزقت في واقعنا اليوم بشكل لافت للنظر عندما خرج التعليم عن جدول التقييم العالمي.
لان المسار لم يتطور وغالبا من يدخل سلك
التعليم يصبح عاجزا عن عمل آخر ليكسب رزقه فهو مازال يؤهل لوظيفة حكومية في بلد
توقفت به الأعمال وتراجعت وأغلقت المصانع والمزارع واصبح بعيدا عن المدنية إلا في
ظاهرها نتيجة المشاكل والحروب الداخلية التي تمنع أي عمل حقيقي، ومع الفساد
المعلوم يصبح للفساد نفوذا وعندما ينتقل للتعليم يكون الانهيار، فمعايير الجامعات والحصول على الشهادات عبر
الإنترنيت وغياب المراقبة الحقيقية أو معادلة الشهادات بمعايير تناسب الظرف يجعل
عمود البناء لأي مجتمع متداعيا مكسورا.
التموضع الرابع: الإرشاد بمنظومة جديدة
ومن التموضع الثالث وأسبابه والأحداث
والتغييرات الاجتماعية والنفسية وغلبة التدين على الدين وظهور الانحرافات، نجد أن
ضرورة ملحة للتعليم الإجباري وهذا يعني رصد أموال للتعليم بغية استعادة وعي
المجتمع.
من الضرورات إعادة الإرشاد المدرسي، وبأسلوب
مؤسسي فاعل يتفاعل به المرشد للصف مع قسم الإرشاد في كل مدرسة، وهو قسم يتبع
التربية يتكون من مختصين بالبحوث الاجتماعية والصحة النفسية والإحصاء ومهارات
الحاسوب، ومعلمي أو معلمات المدرسة الكبار السن اللذين يرفدون القسم بخبرتهم في
تصويب التحليل والإجراءات، فليس واجب الإرشاد فقط تحديث المعلومات أو ملئ الدفتر
المدرسي عند نقل الطالب أو الانتهاء من المرحلة، وإنما وثيقة تاريخية تمثل نمو
الطالب الفكري والبدني أو تدنيه وبحث الأسباب وتثبيت العلاج المطلوب وما يمكن أن
ينجح فيه كوظيفة مجتمعية.
خلاصات
ـ التعليم هو العمود الأول لنهضة الإصلاح
ولابد أن توضع قيم حاكمة للسلوك في الجامعات جديدة فينبغي أن تمثل الحالة التي يجب
أن يكون عليها المجتمع وليس حاوية لأمراضه.
ـ وأن يعاد النظر في أهداف التعليم وبرمجته
وفق التخطيط لطلب السوق.
ـ وإصدار قوانين تحمي العاملين في الأعمال
الحرة أو الشركات الأجنبية أو المتشاركة مع المحلية التي تستنزف العاملين بها دون
ضمانات فيهربون إلى الوظيفة الحكومية.
ـ إعادة تنظيم الدولة ككل ومن ضمنها قيم
الوظيفة وقيم التعليم وأخلاقياتها، حيث أنها لم تنظم لمواكبة التغييرات التي حدثت
في مسار الإنسانية خلال المائة عام إلا بحلول ترقيعيه والتي تمزقت في واقعنا اليوم
بشكل لافت للنظر عندما خرج التعليم عن جدول التقييم العالمي.
ـ الاهتمام بالإبداع ليس بتوظيفه وحسب وإنما
بوضع صيغ التعليم بحيث تختبر الإبداع وتنميه وليس الحافظة.. فما هو مطلوب الآن المشاركة
في رفد المدنية وليس استخدامها فقط.