سياسة عربية

بنكيران للزعماء العرب والمسلمين: أتوسل إليكم أن تفعلوا شيئا لوقف الحرب في غزة

هذه الحرب ليست على "حماس" ولكن على المواطنين الفلسطينيين العزل، لأن الصهاينة يحاولون إخفاء حربهم على سكان غزة من خلال حماس..
ناشد رئيس الحكومة المغربية الأسبق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، الزعماء والملوك العرب أن يفعلوا شيئا لإنقاذ غزة وأهلها، ودعا الرئيس الأمريكي إلى التحرك من أجل وضع حد للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه الطرف الأقدر عالميا على القيام بذلك.

جاء ذلك في كلمة مصورة لبنكيران تعقيبا على مجزرة الخيام التي قال بأنها استهدفت مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى وأحدثت صدمة عالمية بسبب استهدافها للأطفال والمدنيين في منطقة وجه الاحتلال الناس للذهاب إليها لأنها آمنة.

وأكد بنكيران أن "هذه الحرب ليست على ’حماس’ ولكن على المواطنين الفلسطينيين العزل، لأن الصهاينة يحاولون إخفاء حربهم على سكان غزة من خلال ’حماس’".

وقال: "حماس حركة مقاومة وتقتُل وتقتَل، ولكن المواطنين الأبرياء العزل الذين لا سلاح لهم، تم تحطيم بيوتهم واستشهد منهم عشرات الآلاف على مدى ثمانية أشهر، والمجتمع الدولي والعربي والإسلامي يكتفي بالإدانة".

وشدد بنكيران على أن الولايات المتحدة هي المسؤول الأول حتى قبل إسرائيل عن ما يقع ويقع في فلسطين، وقال: "أريد أن أخاطب السيد بايدن الذي وقف يحمل الأنجيل، أنه مسؤول وأنه سيقف أمام الله ليؤدي الحساب، وقبل ذلك سمعة بلاده التي تهيمن على إدارة شؤون العالم.. إن البشرية تحسن تقدير الأشياء ولا تحب الاعتداء على النساء والعجزة.. فهل تجد هذا في إنجيلك؟ أما نحن فنبينا أمرنا بأن لا نقتل امرأة ولا طفلا ولا عجوزا ولا نقطع شجرة إلا لحاجة.. فكيف تسمح لنفسك أن تساند هذه العصابات الصهيونية المارقة عن كل القوانين؟ هذا الأمر ستكون لها تبعات على دولتك.. وسيتحرج الناس منك ومن دولتك".

وأضاف: "أنا لا أناشدك، وإنما أدعوك أن تعطي أوامرك وعندي شعور أنك لو أردت أن تعطي أوامرك لوقف هذه الحرب لفعلت، وإنك لم تفعل.. وأنت مسؤول أمام التاريخ وأمام الشعوب وأما ربك.. ويدخل معك حكام أوروبا الذين يقفون خلف إسرائيل".

وتابع: "العدل أساس الملك.. إذا أردت أن تكون لك الهيمنة في العالم فعليك أن تعدل.. عندك القوة والمال ولكنك لا تملك العدل.. إذا لم يكن لديك المستوى الأخلاقي المطلوب ولا العدل المطلوب فإنك لن تستطيع أن تسود العالم.. والذي يظلم الفلسطينيين اليوم يمكنه أن يظلم أي شعب آخر غدا".

على صعيد آخر ثمّن بنكيران موقف عدد من الدول الأوروبية والغربية التي بدأت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي التعبير عن رفضها للظلم الواقع بحق الفلسطينيين..

وتوجه بنكيران إلى ملوك ورؤساء دول العالم العربي والإسلامي، بالقول: "لقد أعفاكم إخوانكم الفلسطينيون من واجب شرعي وهو أن تهبوا بجيوشكم لمناصرتهم، وهذه صدقة منهم عليكم.. نتفهم أنكم تعتبرون أن انتصار المقاومة وخصوصا حماس ربما ليس في صالحكم سياسيا وهذا خطأ، نحن على اتصال بحركة حماس، هؤلاء عنصر قوة لكم في بلدانكم ودولكم بشيء من التفاهم.. هذا كذلك نعفيكم منه".

وأضاف: "كيف يجوز أن لا تبذلوا أي مجهود حقيقي لوقف هذا العدوان وهذا في إمكانكم.. لأن الذين يقتلون اليوم هم فلسطينيون، وهو إخوانكم في الدين والعقيدة وفي البشرية، وأنتم مسؤولون عنهم أمام الله.. إنهم يسلخون الجلود ويأخذون الأعضاء البشرية.. يحرقون الأطفال والنساء.. رحم الله الملك فيصل ذات يوم هدد بقطع النفط على الغرب فتغيرت المعادلة الدولية.. هذا رجل لا نشك أن ارتقى إلى مراتب الشهداء.. وغيره كذلك سيموت".

وأنهى كلامه قائلا: "لا نطلب منكم أن تموتوا ولكن ليس أقل شيء أن تضغطوا بما تستطيعون، وأقول لدول الجوار وللدول التي طبعت ومنها بلدي، ليس أقل أن تهددوا بكل ما لديكم من أوراق.. أنتم عرب ومسلمون ولا يمكنكم أن تنسلخوا من جلودكم.. أناشدكم وأتوسل إليكم أن تفعلوا أي شيء"، على حد تعبيره.



وتعرف المغرب تحركات شعبية متنامية منذ بداية الحرب على غزة، مناصرة للفلسطينيين ومطالبة بوقف التطبيع مع الاحتلال.

ومساء الأحد وحده، قتل 45 فلسطينيا وأصيب 249 آخرون، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب مدينة رفح.

ومنذ ليل الأحد، تقصف إسرائيل بشكل متتالٍ رفح، حيث أعلن المكتب الإعلامي في القطاع، الثلاثاء، عن مقتل 72 نازحا فلسطينيا خلال 48 ساعة بقصف خيامهم في مناطق زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة.

وتستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية في رفح المكتظة بالنازحين ضاربة بعرض الحائط قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وفتح معبرها البري الحدودي مع مصر.

وتتزامن مجازر رفح، مع توسيع الجيش الإسرائيلي توغله فجر الثلاثاء، ودفعه بلواء جديد لينضم إلى خمسة أخرى في المدينة، ليصبح على بعد ثلاثة كيلومترات من شاطئ البحر، ويقترب من عزل القطاع جغرافيا عن الأراضي المصرية.

اقرأ أيضا: المساعدات الإنسانية تنخفض و"المطبخ العالمي" تعلّق أنشطتها في رفح