قالت شبكة "
سي أن
أن"، إن تحقيقا أجراه خبراء في الأسلحة والمتفجرات، كشف أن الذخيرة التي
استخدمت في قصف مخيم النازحين في
رفح، وأدت إلى استشهاد 45 فلسطينيا، وحرقهم
داخلها، مصنوعة في الولايات المتحدة.
وأوضحت الشبكة، أن
المشاهد تكشف أن مساحات واسعة، من المخيم في رفح، اشتعلت بالنيران، وشوهدت جثث
محترقة بما فيها جثث الأطفال، ووقع الهجوم على مخيم السلام الكويتي 1 في رفح.
وفي مقطع فيديو تمت
مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرته الشبكة وطابقت فيه المكان بالمخيم
المستهدف، يظهر ذيل قنبلة أمريكية الصنع ذات قطر صغير من طراز GBU-39، وفقا لأربعة خبراء في الأسلحة المتفجرة
قاموا بمراجعة الفيديو.
وقال خبير الأسلحة
المتفجرة كريس كوب سميث، إن قنبلة GBU-39،
التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف ذات
أهمية استراتيجية"، وتؤدي إلى أضرار جانبية منخفضة، ومع ذلك، فقد قال كوب سميث،
وهو أيضا ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني، إن "استخدام أي ذخيرة، حتى
بهذا الحجم، سيؤدي دائما إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان".
وأوضح تريفور بول، وهو
عضو كبير سابق في فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بالجيش الأمريكي والذي حدد أيضا
الشظية على أنها من قنبلة GBU-39،
كيف توصل إلى استنتاجه.
ولفت بول إلى أن "جزء
الرأس الحربي للذخيرة مميز، وقسم التوجيه والجناح فريد للغاية، مقارنة بالذخائر
الأخرى، وغالبا ما تكون أجزاء التوجيه والأجنحة من الذخائر هي الأجزاء المتبقية
حتى بعد انفجار الصاروخ، وشاهدت قسم التشغيل الخلفي، وعرفت على الفور، أنه أحد
مخلفات الصاروخ GBU-39".
وقال الخبير العسكري،
إنه على الرغم من وجود نوع مختلف من هذا الصاروخ، والمعروف باسم الذخيرة
المميتة المركزة FLM،
والتي تحتوي على حمولة متفجرة أكبر، فإنها مصممة لإحداث أضرار جانبية أقل، ولم يكن
هذا هو البديل المستخدم في الهجوم.
وأشارت الشبكة إلى أن FLM تحتوي على رأس حربي مركب من ألياف الكربون،
المملوء بالتنغستن، وهذه الذخيرة لم تظهر في الفيديو برفح.
ولفتت إلى أن الأرقام
المتسلسة الموجودة على بقايا الذخيرة، تطابقت مع تلك الخاصة بالشركة المصنعة
لأجزاء GBU-39 ومقرها كاليفورنيا، ما يعزز الأدلة أن تصنيعها تم في الولايات المتحدة.
وحدد خبيران إضافيان
في الأسلحة المتفجرة ــ هما ريتشارد وير الباحث الكبير في الأزمات والصراعات في "هيومن رايتس
ووتش"، وكريس لينكولن جونز ضابط المدفعية السابق في الجيش البريطاني والخبير في الأسلحة
والاستهداف ــ الشظية على أنها جزء من قنبلة GBU-39 أمريكية الصنع.
ويتوافق تحديد الشبكة
للذخيرة مع ادعاء المتحدث باسم جيش
الاحتلال، دانييل هاغاري في مؤتمر صحفي حول المجزرة
يوم الثلاثاء.
وتزن القذيفة 250 باوندا (114 كغم) ويمتلك الرأس الحربي التقليدي GBU-39 حمولة متفجرة تبلغ 17 كيلوغراما.
وقال هاغاري للصحفيين
إن الغارة استخدمت ذخيرتين برؤوس حربية صغيرة تحتوي على 17 كيلوغراما من
المتفجرات، مضيفا أن هذه القنابل كانت "أصغر الذخائر التي يمكن أن تستخدمها
طائراتنا".