قال الصحفي الفلسطيني،
وائل الدحدوح، إن "الصحفي الفلسطيني يعتبر نموذجا ملهما، ويجب على الناس أن تدعمه وتحتضنه".
وأكد الدحدوح، في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "استهداف الاحتلال للصحفيين وعائلاتهم، كان بغاية منعهم من فضح الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين، ولكن الرد، ورغم هول وبشاعة الاستهداف هو أن نواصل عملنا ولا نستسلم ولا نخضع".
واعتبر الدحدوح، خلال مؤتمر صحفي انعقد في
تونس، أن "الصحفي في قطاع
غزة على وجه الخصوص، كمن يعمل بحقل به ألغام"، مردفا: "صحيح أن الصحافة مهنة المتاعب، ولكن عندما تكون في تغطية الحرب وتحت الحصار وبمنطقة ساخنة يجعل من الصحافة مهنة صناعة المتاعب ومهنة الموت".
وفي السياق نفسه، شدّد الدحدوح، خلال حضوره بمقر نقابة الصحفيين التونسيين، على أن "القضية العادلة لا تحتاج إلى صحفي يمكن أن يُحرِّف أو يُزيِّف أو يُضخِّم أو يُهوِّل، بل تحتاج إلى صحفي يلتصق أقصى ما يمكن بقواعد المهنية".
إلى ذلك، تابع الدحدوح، أنه "في أقل من ثمانية أشهر استشهد أكثر من 150 بين صحفي ومصور"، فيما أكد أنه "رغم كل هذه الأرقام والثمن الباهظ، نحن نجزم بأن الصحافة مهنة إنسانية نبيلة وسامية".
ولفت الدحدوح إلى أن الأرقام المُفزعة والمُرعبة لعدد الشهداء من الصحفيين تعكس أهمية الدور الذي يقومون به؛ منبها إلى أن الاحتلال الإسرائيلي من خلال هذه الحرب، حاول أن يوجع الصحفيين، أولا باستهداف أُسرهم حتى يقتل الصحفي وجعا، ومن ثم يقتله.
"هذا كان تحديا كبيرا لنا كصحفيين فلسطينيين" يُتابع الدحدوح، مشيرا إلى أن "ما حصل هو أننا كنا كصحفيين أمام اختبار إنساني بشري ومهني، واخترنا لزاما أن ننجح واخترنا تحدي كل الأوجاع والنجاح الحازم بالانحياز لمهنة الصحافة".
وختم الدحدوح، مؤكدا أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية التي كانت دائما تُروّج لنفسها أنها سيدة الحريات في الرأي والتعبير والحق في المعرفة قد سقطت في الحرب على غزة سقوطا مدويا، ورسبت في الاختبار الحقيقي، حيث مارست ازدواجية المعايير فيما يتعلق بما يجري ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التونسي، قيس سعيد، قد دعا مساء أمس وائل الدحدوح إلى قصر قرطاج، حيث استقبله وأكّد له تأييد تونس للشعب الفلسطيني وقضيته الإنسانية العادلة.