استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، عقد ائتلاف نتنياهو الحاكم في دولة
الاحتلال مؤتمرا للاستيطان يوم أمس الأحد، يدعو لضم
الضفة وغزة إلى دولة الاحتلال وإلى
الاستيطان فيهما.
وقالت الحركة، إن "عقد الائتلاف الفاشي الحاكم في الكيان الصهيوني للمؤتمر بمشاركة عشرات الوزراء والنواب في الكنيست، يكشف النوايا المبيتة لتطبيق جريمة التهجير والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني".
وأضافت أن "تنظيمه يعكس استخفاف هذا الكيان المارق بالقوانين والقرارات الدولية، وبقرارات محكمة العدل الدولية الأخيرة التي طالبته باتخاذ كافة التدابير لوقف الإبادة الجماعية في
غزة".
ودعت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى اتخاذ "موقف حازم من عقد هذا المؤتمر الفاشي وإدانته بشكل واضح باعتباره مؤتمرا فاشيا قائما على فكرة التطهير العرقي".
كما أنها طالبت "بالوقوف أمام الغطرسة والاستمرار في جريمة الإبادة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية شعبنا الفلسطيني تطبيقاً لمقررات محكمة العدل الدولية".
وأمس الأحد، تجمع مئات المستوطنين الإسرائيليين لحضور مؤتمر في القدس المحتلة، يدعو دولة الاحتلال إلى إعادة بناء المستوطنات في غزة، والجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة.
ونظمت المؤتمر حركة "نحالا" اليمينية التي تدعو إلى التوسع الاستيطاني لليهود في الأراضي الفلسطينية، ومنها الضفة الغربية التي تشهد اشتباكات متكررة بين المستوطنين والفلسطينيين.
وتقول منظمات دولية وإغاثية؛ إن هذه الحركة غير قانونية.
ورغم عدم رعاية الحكومة الإسرائيلية المؤتمر رسميا، إلا أن عددا كبيرا من الوزراء حضروا الفعالية التي رعتها أحزاب اليمين المتطرف المشاركة في الائتلاف الحكومي، والتي تدعم التوسع الاستيطاني، وهو الموقف الذي يُنظر إليه على أنه يعيق حل الدولتين المحتمل في المستقبل مع الفلسطينيين.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن 12 وزيرا من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، إلى جانب وزير الأمن الوطني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وكلاهما يرأس حزبا يمينيا في الائتلاف الحاكم، حضروا المؤتمر.
وقال بن غفير في المؤتمر، إن الأطفال الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات؛ في غزة عادوا كجنود للقتال في الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، مشيرا إلى أنه وقف ضد قرار الحكومة إخلاء المستوطنات اليهودية في غزة من المستوطنين في الماضي.
وأضاف في كلمته: "كنا نعرف ما سيجلبه ذلك وحاولنا منعه... بدون المستوطنات لا يوجد أمن".
وردد المشاركون في المؤتمر هتافات حماسية لإعادة بناء المستوطنات في غزة.
وقال بن غفير؛ إنه اعترض على إخلاء المستوطنات في غزة، وحذر من أن ذلك سيجلب "صواريخ على سديروت وصواريخ على عسقلان في جنوب إسرائيل".
وجاء المؤتمر بعد أيام من إصدار محكمة العدل الدولية، أمرا للاحتلال باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في القطاع، إلا أن القرار لم يتضمن نص وقف إطلاق النار.
وفي حرب يونيو/ حزيران 1967، احتلت "إسرائيل" قطاع غزة، ثم انسحبت منه وفككت مستوطناتها فيه عام 2005.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي المحتلة "غير قانوني"، وتدعو "إسرائيل" إلى وقفه دون جدوى، محذرة من أنه يقوّض فرص معالجة الصراع وفقا لمبدأ حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.