أعلنت الشرطة البريطانية عن
فتح تحقيق بعدما تداول مؤيدو إسرائيل مقطعا مصورا للناشط
الفلسطيني محمد الكرد، خلال حديثه بمظاهرة مؤيدة لفلسطين في لندن السبت.
وكانت مسيرة حاشدة شارك فيها مئات
الآلاف، بحسب المنظمين، قد سارت باتجاه ساحة البرلمان في لندن، بالتزامن مع
مظاهرات
في أكثر من 120 مدينة في 45 بلدا في جميع قارات العالم، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق
النار في
غزة.
وبعد وصول المسيرة إلى وجهتها
النهائية، ألقيت كلمات عدة؛ بينها للسفير الفلسطيني في لندن حسام زملط، الذي أشاد
بجنوب أفريقيا على الدعوى التي أقامتها أمام محكمة العدل الدولية، وتتهم إسرائيل
بالإبادة الجماعية في غزة، كما هاجم زملط موقف الحكومة البريطانية، واتهمها
بالتواطؤ مع جرائم الحرب في غزة.
كما ألقى الناشط المقدسي محمد
الكرد كلمة في المسيرة، ختمها بالقول، في سياق إشارته لضرورة بذل الجهود لوقف
العدوان على غزة: "أتحداكم أن تنظروا في أعين أطفال غزة وتخبروهم بأنكم بذلتم
ما بوسعكم.. يومنا قادم.. ولكن يجب ألّا نكون راضين عن أنفسنا.. يومنا قادم.. ولكن
يجب علينا أن نطبّع مع
المجازر كأمر واقع".
وعلى الفور، عمد مؤيدو إسرائيل
لترويج هذه الكلمات ضمن مقطع مصور لا تتجاوز مدته بضع ثوان، مطالبين باعتقاله، بزعم أن الكرد يدعو لارتكاب مجازر.
لكن الكرد رد عبر منصة إكس
(تويتر سابقا) قائلا: "لست أحمق، ولا يمكن أن أقول هذا. كنت أقول بوضوح إننا
يجب ألا نكون راضين عن أنفسنا، يجب علينا ألا نطبّع مع المجازر. تشويه كلماتي بشكل
متعمد يشير إلى إفلاسكم. أنا يمكن أن أخطئ بالتعبير، لكن أيضا لكن لا يهمني ما
تقولونه.. اتصلوا بالشرطة".
من جهتها، قالت شرطة لندن على
حسابها على إكس: "تسجيل فيديو لملاحظات صدرت عن أحد المتحدثين في مظاهرة أمس
في وسط لندن، تم تداوله بكثافة على الإنترنت. الضباط على علم بهذه الملاحظات،
والتعليقات حولها، والتصريحات اللاحقة من المتحدث".
وأوضحت الشرطة أن ضباطها يقومون بـ"تقييم المسألة،
وكجزء من هذا التقييم سيتحدثون إلى الشخص المعني".
من جانبه، رد الكرد على منشور الشرطة قائلا: "أنا
مشغول اليوم، هل يمكن أن نلتقي غدا؟". وكتب قبل ذلك مخاطبا شرطة لندن: "تعرفون أين أنا".
وكتب الكرد لاحقا: "من الواضع من سياق حديثي في
13 كانون الثاني/ يناير 2024؛ أني أدين المجازة والقتل والإبادة الجماعية، وأن نهاية
حديث كان للإشارة إلى أن يجب إلا نطبّع مع المجازر".
وأضاف: "كنت أيضا واضحا أني أشير إلى المجازر
المرتكبة من قِبل إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. أرفض المحاولات سيئة النية لتصويري
كأنني شخص يشجع أو يروج للعنف غير القانوني. لا أريد أن أضيع من مزيدا من الوقت
على هذه القضية، لأنني يجب أن أركز على الفظائع في غزة".
ويشار إلى أن محمد الكرد وُلد في حي الشيخ جراح في
القدس، وكسب مكانته البارزة بعدما بدأ برفقة شقيقته، منى الكرد، بفضح الانتهاكات
الإسرائيلية وعمليات الإخلاء القسري في الشيخ جراح عبر قنوات التواصل الاجتماعي،
كما بات عبر السنوات الماضية وجها معروفا في الإعلام الغربي للدفاع عن حقوق المقدسيين.
ولأكثر من عقد من الزمان، تحارب عائلة الكرد مع
العشرات من جيرانهم في حي الشيخ جراح ضد إمكانية إخلاء منازلهم قسريا من قبل
المستوطنين الإسرائيليين.