وصف قضاة وسياسيون ومثقفون
مصريون، عمليات
الاحتلال الإسرائيلي في قطاع
غزة ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات، بأنها جرائم وحشية ضد الإنسانية وترقى إلى الإبادة الجماعية.
خلال الندوة التي عقدت، الأربعاء، في صالون
"حزين عمر" الثقافي بالقاهرة، حمّل المتحدثون الاحتلال الإسرائيلي
والولايات المتحدة مسؤولية ما يتعرض له سكان القطاع، من عمليات إبادة جماعية ممنهجة
من أجل تصفية القضية الفلسطينية.
ونددوا
بمؤسسات المجتمع الدولي القانونية من أمثال الجنائية الدولية، التي عجزت طوال
العقود الماضية على تقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي للعدالة، رغم ما ارتكبوه من
مذابح ومجازر بحق الفلسطينيين، ومصادرة أرضهم وحقوقهم والاعتداء عليها.
ودخل العدوان
الإسرائيلي على قطاع غزة شهره الثالث منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين
الأول/ أكتوبر الماضي، وارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا منذ بداية الحرب إلى 17177
مواطنا وأكثر من 46 ألف إصابة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأيد مفوض
الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو
سانشيز دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة
الدولية، التي يحذر فيها من تهديد عالمي تمثله حرب قطاع غزة.
وكان أنطونيو
غوتيريش أعلن في وقت سابق تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة في تحرك نادر، لوصف الوضع في قطاع غزة، باعتباره "تهديدا للسلم والأمن الدوليين".
واستنكر
المتحدثون في الندوة تقاعس دول مجلس الأمن الدولي في القيام بدوره في تفعيل
الاتفاقيات الدولية لملاحقة قادة الاحتلال قانونيا، واعتبروا أنه لا توجد إرادة
حقيقية لدى تلك الدول، بما فيهم رئيس مجلس الأمن الصيني الذي لم ينبس ببنت شفة.
وأكدوا أن هذه
الجرائم تخضع لما يسمى بـ الجرائم المؤثمة، فالعدوان نفسه مؤثم والعدوان على
الأطفال والنساء والشيوخ مؤثم، وأخذ الفلسطينيين كرهائن مؤثم ويخضع تحت قانون
الإرهاب الدولي، وكل جرائم الصهاينة في قطاع غزة موثقة وأمام مرأى ومسمع الجميع
ولا تحتاج لتوصيف.
عجز المجتمع
الدولي أمام الاحتلال
وقال رئيس حزب
الأمة، خالد العطفي؛ إن المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، زار معبر رفح
الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وأراد أن يدخل القطاع، ولكن الاحتلال منعه من الدخول
حتى لا يكشفهم ويكتب تقريرا عما رآه وشاهده وما سمعه.
وأضاف أن
سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش منع أيضا من الدخول، وكان غاضبا وأعرب عن ذلك في تصريحات صحفية خلال مؤتمر عقده
أمام معبر رفح، داعيا إلى أن يتحرك الجميع كل بما يملك لدعم الفلسطينيين في حقهم
في الدفاع عن نفسه.
وأردف: "لا
نقول للمعتدى عليه لماذا تقاوم وأنك من بدأت بالعدوان، هذا شعب محتل وبكل قوانين
العالم يجب أن يدافع عن نفسه في أي وقت، وعلى العكس يجب على المحتل بكل القوانين الدولية أن يحمي هذا الشعب".
وانتقد حجم
المساعدات التي قدمتها دول العالم، قائلا: "هذا العدو يمنع عن السكان الغاز
والمياه والوقود والكهرباء، ويمنع عنه
الغذاء والأدوية ويغلق المستشفيات، ويضربها ويمنع عنه الغذاء والمساعدات. وبالمناسبة، بخصوص المساعدات، كل دول الخليج والدول الأوروبية لم تقدم مساعدات مثل مصر، فنسبة ما قدمته مصر
80% من المساعدات".