التشديد الأمني يفرغ الجامع الأزهر من المصلين خوفا من التظاهر نصرة لغزة (شاهد)
القاهرة – عربي2118-Nov-2306:48 AM
شارك
اعتقلت مصر بعض الشباب الذين تظاهروا الأسابيع الماضية نصرة لغزة - جيتي
خلت قاعة وصحن الجامع الأزهر بالعاصمة
المصرية القاهرة من المصلين في صلاة يوم الجمعة إلا من أعداد قليلة؛ بسبب
الإجراءات الأمنية المشددة التي حالت دون دخول المسجد بعد نحو 4 أسابيع من واحدة
من أكبر التظاهرات التي شهدها الجامع دعما للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي
على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى.
وقال شهود عيان في تصريحات
لـ"عربي21"، إن محيط منطقة الجامع الأزهر تحول إلى ثكنات عسكرية،
وانتشرت عناصر الأمن بزيها المدني والعسكري في كل مكان، وامتدت إلى الجوامع
المجاورة، بما فيها مسجد الإمام الحسين القريب.
وقالوا إن قوات الأمن ورجال الشرطة كانوا يمنعون
الراغبين في الصلاة من الدخول لصلاة الجمعة، ومن يصل يجد عددا قليلا جدا من المصلين الذين استطاعوا الدخول مبكرا، مشيرين إلى أن
عدد المصلين كان أقل من 3 صفوف، وكانت الأعداد هزيلة.
وأظهر مقطع مصور خلو الباحة
الرئيسية للجامع الأزهر من أي مصليين، كما أظهر خلو معظم صفوف قاعة الصلاة
الرئيسية من المصلين، وكانت الأعداد محدودة بشكل لافت وغير معتاد، بسبب تكثيف
التواجد الأمني على بوابات الجامع الأزهر وفي المنطقة؛ لمنع أي تجمعات، تحسبا من اندلاع
تظاهرات منددة للانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة على غرار مظاهرات 20 أكتوبر
الماضي.
وشكل رجال الأمن المركزي، بحسب الشهود،
سورا بشريا أمام أبواب الجامع الأزهر، بحيث لا يفكر أحد في الدخول.
وبشأن موضوع الخطبة، أوضحوا أنها كانت عن العمل
والأمل، لكنها تطرقت إلى الأوضاع في فلسطين، حيث تحدث خطيب الجامع الأزهر عن
الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وما يجري في فلسطين من قتل وتخريب، ووصفها بأنها محنة وابتلاء تحتجان الصبر والإيمان.
وفي مقطع مصور آخر، ظهرت حشود كبيرة من قوات
الأمن المركزي وعناصر الشرطة، التي انتشرت بشكل مكثف منذ التظاهرات الأولى التي
اندلعت دعما ومساندة للشعب الفلسطيني في القاهرة ومختلف المدن المصرية، وامتدت
حينها المظاهرات على غير المخطط لها إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة، والذي يرمز
إلى ثورة 25 يناير 2011.
كما انتشرت سيارات الأمن المركزي الكبيرة في
محيط جامع الأزهر، أحد أشهر الجوامع في مصر والعالم الإسلامي، وله رمزية دينية
وتاريخية ونضالية كبيرة تمتد إلى أكثر من ألف سنة، ما يعد ثاني أقدم جامعة بعد
جامعة القرويين بتونس.
وشهدت مصر في 20 أكتوبر/ تشرين الأول
تظاهر مئات الآلاف عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر بالقاهرة ومختلف المحافظات
والمدن المصرية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ورفضا للعدوان الإسرائيلي، ورددوا
هتافات مؤيدة للمقاومة، رافعين أعلاما فلسطينية ولافتات تندد بانتهاكات الجيش
الإسرائيلي في غزة، وتمكن عدد كبير من المشاركين فيها من الوصول إلى ميدان التحرير
في قلب القاهرة، قبل أن تتمكن الشرطة من إخلاء الميدان.
وردد المتظاهرون حينها شعارات داعمة
للفلسطينيين مستوحاة من هتافات ثورة 25 يناير منها "عيش، حرية فلسطين
عربية". وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"إسرائيل هي
الإرهاب" و"واحد اثنين، الجيش العربي فين؟!".
ردود فعل
وقال موقع المنصة المحلي الإخباري (مستقل) إن "قوات الأمن
المواطنين منعت، الجمعة، من الدخول إلى الجامع الأزهر ومسجد الحسين بعد الساعة
التاسعة صباحًا، وأجبرت مرتادي المسجدين على الانتقال إلى المساجد الأخرى المتواجدة
في نطاق الحي، "علشان فيه قلق" بحسب أحد القائمين على منع المصلين من
الدخول إلى الحسين".
وأشار الموقع إلى أن المصلين افترشوا الشوارع
الجانبية للحسين للاستماع إلى خطبة الجمعة القادمة من المسجد المغلق على من فيه
منذ الصباح، فيما شهد محيط الجامع الأزهر تكثيفات أمنية من قوات الأمن المركزي
والتدخل السريع، ورغم ذلك أقيمت شعائر الصلاة في كلا المسجدين.
وكان خطيب صلاة الجمعة الماضية،
الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين سابقا، قد أفرد الخطبة عن
الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة وردود فعل العالم، وتساءل: أين منظمات حقوق
الإنسان والمجتمع الدولي تجاه ما يحدث من إبادة جماعية وحرب همجية على شعب أعزل؟ ودعا العالم العربى والإسلامي إلى الانتباه لمخططات الأعداء نحو دولتهم المزعومة
من النيل إلى الفرات