قال الكاتب
الإسرائيلي عوفر شيلح، إن على إسرائيل أن تنظر إلى هذه الحرب بعين واسعة، وليس كساحة
محدودة لاستخدام القوة العسكرية، بل عملية مؤسسة لشراكة إقليمية جديدة.
ولفت في مقاله
المنشور في صحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي جو
بايدن إلى "إسرائيل" تضاف إلى الخطوات الأمريكية غير المسبوقة، مثل إرسال حاملة
الطائرات، والتلويح بالردع الأمريكي، وقطار المساعدات الجوية العسكرية، وزيارة
شخصيات رفيعة أمريكية إلى دولة
الاحتلال.
وتابع بأن
الخطوات الأمريكية تدل على رؤية واسعة لواشنطن، التي تبذل الجهود من أجل
تطبيع سعودي-إسرائيلي للعلاقات.
وجاء في المقال: "إذا كانت ’إسرائيل’ تريد ليس فقط توجيه ضربة شديدة للقدرة العسكرية لـ’حماس
وحكمها، بل أيضا تريد تحويل الإنجاز إلى إنجاز ثابت، وتقديم إجابة حقيقية للمرة الأولى منذ سنوات على الشلل الاستراتيجي الذي وصلت إليه، فانه يجب عليها تبني الرؤية
الآتية: حرب
غزة يجب أن تكون الحدث التأسيسي لشراكة حقيقية في الشرق الأوسط والتي
ستغير وجهه".
وأضاف: "منذ
الانسحاب أحادي الجانب من قبل الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي من خلال
الدفع الكثيف من قبل نتنياهو، فقد طورت إيران استراتيجية جديدة لترسيخ مكانتها كدولة
عظمى إقليمية. وفي الوقت الذي كانت فيه ’إسرائيل’ منشغلة بتشغيل وبناء قوة من خلال
رؤية ضيقة للإحباط، فقد أقامت إيران شبكة متعددة الطبقات: دولة حافة نووية، وافقت
المنطقة والعالم عمليا على مكانتها هذه حتى قبل إنتاج القنبلة؛ التهديد بإطلاق
النار من مسار شديد الانحدار على ’إسرائيل’، وإرهاب من جانب حزب الله و’حماس’ والجهاد
الإسلامي. هكذا وجد ما سماه الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، محور
المقاومة، الذي لم يكن بحاجة إلى غرفة عمليات موحدة أو إلى أوامر منظمة، بل هو
موجود من خلال المصالح المشتركة، التي يمكن تحقيقها بدرجة متفاوتة من القوة".
وتابع: "لكن
تزويد روسيا بالسلاح الإيراني أثناء حربها في أوكرانيا وتدخل الصين في تسخين
العلاقات بين إيران والسعودية أصابت لب نظرية الأمن الأمريكية، وبعد سنوات ابتعد
فيها أوباما وترامب عن منطقة الشرق الأوسط، قررت إدارة بايدن العودة إلى المنطقة ".
وأكد أنه هنا
تكمن الفرصة، إذ "يجب على ’إسرائيل’ أن تعتبر الحرب ليست ساحة محدودة لاستخدام
القوة العسكرية، بل عملية مؤسسة لمثل هذه الشراكة. ’إسرائيل’ ستدمر ’حماس’ كقوة عسكرية
وكحكم؛ الولايات المتحدة ستردع الأعضاء الآخرين في محور المقاومة عن توسيع الحرب. جهات مثل السعودية ومصر ودول الخليج والأردن والمغرب ستكون مشاركة، سواء في
المساعدات المدنية لغزة بعد الحرب أو في استقرارها لفترة طويلة في ظل السلطة من
خلال حفاظ ’إسرائيل’ على مجال أمن مادي وحرية عمل لإفشال نمو أي قوة معادية".
وقال إن
"هذه ستكون الهزيمة الأولى التي سيمنى بها محور المقاومة: إبعاد عامل خطير
كان يوجد على حدود ’إسرائيل’، تواجد فعلي لدولة عظمى، وحرية عمل عسكري إسرائيلي
وتهديدات أخرى، وبالأساس تأسيس شراكة مصالح من أجل الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن
"هذه العملية ستحل الصعوبات التي أعاقت الاتفاق بين ’إسرائيل’ والسعودية: هزيمة ’حماس’ ستكون مكافأة للسلطة الفلسطينية، والشركاء الآخرون سيحصلون هم أيضا على تحقيق
مصالحهم، السياسية والاقتصادية والأمنية، بالأساس هذا سيكون البديل المفضل لتشكيل إنجاز
ثابت للأمن على الحدود الجنوبية. البديل الآخر الذي يتحدث الكثير من الإسرائيليين
عنه ولكنهم لا يفهمونه حقا وهو السيطرة العسكرية على القطاع مع سفك متواصل للدماء والأضرار
السياسية الجسيمة".