شهد يوم الجمعة، احتجاجات وخطوات تصعيدية غاضبة من قبل الأسرى
الفلسطينيين في سجون الاحتلال
الإسرائيلي.
وفي تواصل للمعركة والخطوات التصعيدية التي أعلن عنها الأسرى سابقا، رفضا لإجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ضدهم، واستنكارا لجرائم الاحتلال، قررت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، الاعتصام في الساحات بعد صلاة الجمعة.
واعتبرت اللجنة أن "اليوم الجمعة، هو يوم غضب ردا على جرائم الاحتلال ومجازره، ونصرة للأسرى والقدس في معركة العصيان التي ينفذونها ضد الاحتلال".
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن "إدارة السجون أطلقت أمس صفارات الإنذار في عدة سجون، وشرعت بإغلاق الأقسام، بعد اعتصام الأسرى في الساحات باللباس البني، زي "الشاباص"، عقب انتهاء "الفورة" (الخروج إلى ساحة السجن)، حيث رفض الأسرى الدخول إلى الأقسام".
وأكدت مؤسسات الأسرى في بيان لها وصل "عربي21"، أن "حالة من التوتر الشديد سادت السجون، وتحديدا سجن "عوفر" بعد أن استخدمت الإدارة، الوحدات، لإرغام الأسرى على الدخول للأقسام"، منوهة أن "خطوة الأسرى هذه، تأتي كجزء من خطوات العصيان المتصاعدة والتي يواصل الأسرى تنفيذها منذ 11 يوما".
وأدى اقتحام جيش الاحتلال لمدينة نابلس الأربعاء الماضي إلى استشهاد 11 فلسطينيا وأكثر من 100 إصابة بينها بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، 6 إصابات حرجة على الأقل.
ويبلغ عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نحو 4780، من بينهم 160 طفلا، و29 أسيرة، و914 معتقلا إداريا، كما بلغ عدد الشهداء من الأسرى داخل السجون 235 شهيدا.
وفي بيان وصل "عربي21" نسخة عنه، أبرقت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة، بالتحية لنابلس وكل ساحات المواجهة، وأضافت: "نتجاوز الأسوار ونهزأ بالسجان ونحن نرى هذه الجموع وهذا الالتفاف حول قضيتنا، ونصرتنا فيما نخوضه من مواجهاتٍ مستمرة في خندق مقاومتنا المتقدم هذا، لنزداد يقينًا على يقين أن شعبنا أبدًا لن يخذلنا".
وشددت على أنها هي أيضا "لن تخذل الشعب الفلسطيني، ولن يجد منا إلا عزم الأحرار والحرائر وصلابة المقاوم الثائر، بأكفٍّ تعرف كيف تقاوم المخرز، وهمة تعرف كيف تبدد أحلامًا سادية يهذي بها حاخامات صهيون، وسيعود "بن غفير" ومن خلفه يجرون أذيال الخيبة بعون الله ثم بنصرة شعبنا الأشرف".
ونوهت بأن الأسرى يتحدون في هذه الساعة في "وقفات التحدي داخل أسوار السجون وخارجها"، مثمنة كافة الفعاليات المساندة للأسرى في نضالهم المستمر والمتصاعد ضد الاحتلال.
إصابات بغزة والضفة
أصيب متظاهرون فلسطينيون بجراح وحالات اختناق، الجمعة، جراء إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم، قرب السياج الفاصل مع قطاع
غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، عبر بيان، إن "اثنين أصيبا شرق بلدة جباليا نقلا للمستشفى الإندونيسي شمالي القطاع أحدهما وصفت حالته بالخطيرة".
وفي
الضفة الغربية، أصيب شاب بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت أمر شمال الخليل.
كما أصيب فتى بقنبلة صوت في يده، والعشرات بالاختناق، الجمعة بمواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت مواجهات، اندلعت الجمعة، بين شبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع جنوب شرق مدينة بيت لحم شمال الضفة الغربية المحتلة.
"أجواء قابلة للانفجار"
حذر خبراء إسرائيليون من أن موجات التصعيد التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، قابلة للانفجار مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
إليشع بن كيمون، وأتيلا شومبيلفي، ونير كوهين، مراسلو صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكروا أن "ردود الفعل الفلسطينية الأولية على مجزرة نابلس تمثلت في إطلاق نار على حاجز عسكري في الضفة الغربية، ووابل من الصواريخ من قطاع غزة، ومحاولة لطعن حراس الأمن عند مدخل جبل أدوميم، مما دفع أوساطا عسكرية نافذة لوضع تقدير موقف مفاده أن كل الجبهات يمكن أن تشتعل في لحظة واحدة".
وأكدوا في
تقرير مشترك ترجمته "عربي21" أنه "رغم محاولات تنفيذ هجمات مسلحة من الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن مجزرة نابلس يمكن أن تؤدي إلى تصعيد في الأراضي الفلسطينية، لأن المواد الحارقة موجودة هنا بالفعل، على حد التوصيف الإسرائيلي، مما يعني توفر خطر حقيقي لاندلاع حريق في القطاعات الأخرى، وبالتالي فإن الدولة مطالبة بأن تقرر ما هو خطها الأحمر، وماذا ستفعل حينها".
ونقلوا عن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق - أمان، الجنرال عاموس يادلين، أن "المرء ليس بحاجة لأن يكون خبيرا في الأمن القومي، لأنه مع اقتراب شهر رمضان، الذي يحل علينا بعد شهر، هناك انفجارات في الهواء ناتجة بشكل أساسي عن أنشطة مسلحة قادمة من جنين ونابلس، وحماس في غزة تريد بشدة إشعال النار في الساحات وتوحيدها، بما في ذلك القدس والضفة الغربية وفلسطينيو 48، ولديها خطوط حمراء، خاصة في المسجد الأقصى والأسرى، وعندما يكون هناك الكثير من الدماء الفلسطينية، فإننا سنكون حينها أمام قنبلة موقوتة".
وأضاف التقرير أن "التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة قلقة للغاية من "التدفق المتسارع" المستمر لإطلاق الصواريخ من القطاع، حيث استيقظوا على وابل الصواريخ، وقد كان وابلًا خطيرًا، والكثير من الانفجارات، وهذا وضع ليس طبيعياً، كل شيء الآن يبدو مرعباً، والمستوطنون يتعرضون للأذى لأنهم يستيقظون في منتصف الليل على أجهزة الإنذار، وهذا يؤلمهم بشكل كبير وخطير للغاية، بعد أن ساد الهدوء لمدة عام ونصف تقريبًا بدون إطلاق صواريخ".
وأشاروا إلى أن "الحكومة السابقة التزمت الصمت إزاء استمرار إطلاق الصواريخ من غزة، لكننا الآن لدينا حكومة يمينية كاملة، تكتفي بأن تثير الضجيج، لأن سياسيينا منشغلون بالهراء بدل الانشغال بالأشياء المهمة، وهذا أمر محزن للغاية".