أشاد المتحدث باسم الخارجية
الإيرانية ناصر كنعاني بما اعتبره "دورا إيجابيا" لقطر في ملف
تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، مرجعا عدم تحقق هذا الأمر إلى "سوء نية الحكومة الأمريكية"، بحسب تعبيره.
جاء ذلك في تصريح لوكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، حيث قال كنعاني إن "تبادل الأسرى بين إيران وأمريكا كان على وشك أن يتم في إطار
المفاوضات التي أجريت مع وسيط".
وأضاف: "من أولويات حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية محاولة تحرير مواطنين إيرانيين من سجون دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة خاصة أن معظم هؤلاء السجناء اعتقلوا في شكل اتهامات لا أساس لها من قبل أمريكا".
وتوجه المسؤول الإيراني بالشكر للحكومة
القطرية للعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن، قائلا إن "دور الحكومة القطرية في هذا الصدد كان إيجابياً ونشكرهم عليه".
وتحتجز إيران أكثر من 20 شخصا من مواطني دول غربية، معظمهم من مزدوجي الجنسية، وُجهت للغالبية منهم تهم تتعلق بالتجسس، في ما تعتبره المنظمات غير الحكومية سياسة احتجاز رهائن للحصول على تنازلات من قوى أجنبية.
في المقابل، تسعى إيران للإفراج عن أكثر من 10 من مواطنيها المحتجزين في الولايات المتحدة، من ضمنهم 7 من أصحاب الجنسية المزدوجة للبلدين، وإيرانيين لديهما إقامة دائمة في الولايات المتحدة، و4 ليس لديهم وضع قانوني هناك.
والسبت، كشفت شبكة "
إن بي سي نيوز" الأمريكية أن إدارة بايدن تجري محادثات غير مباشرة مع إيران بشأن تبادل محتمل للأسرى في محاولة لتأمين إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المسجونين لدى طهران، حيث تلعب قطر والمملكة المتحدة دور الوسيط في المحادثات، بحسب أربعة مصادر مطلعة.
وقالت المصادر إن المفاوضات أحرزت تقدما، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي.
يأتي هذا الضغط من البيت الأبيض بعد شهور من المفاوضات التي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والتي تعثرت، حيث أعلنت الإدارة عقوبات جديدة ضد طهران بسبب تسليمها طائرات مسيرة إلى روسيا.
ويسعى الطرفان إلى إحياء صيغة تمت مناقشتها سابقًا، تعود إلى عام 2021، يمكن أن تشمل تبادل سجناء محتمل، والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية في بنوك كوريا الجنوبية المحظورة حاليًا بسبب العقوبات الأمريكية، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على المحادثات.
وستسمح الصيغة المقترحة لإيران بالوصول إلى الأموال ولكن فقط لشراء الغذاء أو الأدوية أو غيرها من الأغراض الإنسانية، وفقًا للعقوبات الأمريكية الحالية ضد إيران.
وقالت المصادر إن الدبلوماسيين الأمريكيين والإيرانيين بحثوا في المناقشات الترتيبات المحتملة لكيفية تحويل الأموال المجمدة، مع احتمال أن تشرف دولة ثالثة مثل قطر على التحويل.
وخلال الشهر الجاري، التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فيما قال مصدر مطلع على المحادثات إن الوفد القطري "نقل خلال الاجتماع رسائل من الولايات المتحدة إلى الإيرانيين تضمنت نقاطا بشأن إطلاق سراح سجناء".
وفي مقابلة هذا الشهر مع "إن بي آر"، قال وزير الخارجية الإيراني، أمير عبد اللهيان، إن المناقشات جارية بشأن تبادل سجناء محتمل مع أطراف ثالثة تساعد في نقل الرسائل، مؤكدا أن "المملكة المتحدة تشارك بصفتها ممثلًا للولايات المتحدة في المحادثات".