ملفات وتقارير

خطف النساء وقتلهن.. سلاح جديد تنتهجه مليشيات حفتر

عشرات الجثث وجدت في مقابر جماعية وبالمستشفى الرئيس بترهونة قبل أيام- قوات بركان الغضب

في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري دخل "محمود هرودة" لمدينته بعد تحريرها من قبل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، كان همّ "محمود" العثور على شقيقاته الثلاث اللائي خطفن قبل شهرين من قبل المليشيات التي كانت تسيطر على المدينة، وما هي إلا ساعات حتى انتشر خبر اكتشاف أكثر من 100 جثة بمستشفى ترهونة، كان بينها جثث أخوات "محمد" الثلاث.


هذه قصة واحدة من مئات القصص التي تعبّر عن حجم الجرائم التي تركتها مليشيات "خليفة حفتر" خلفها قبل طردها من مدن الغرب الليبي، بعد أربعة عشر شهرا من القتال، فشل خلالها في الإطاحة بالحكومة الشرعية في العاصمة طرابلس، لكنه نجح في ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية.


فبعد سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية على مدينة ترهونة (88 كيلو مترا جنوب شرق طرابلس) وفرار المليشيات الموالية لخليفة حفتر، عثر بالمستشفى العام للمدينة على أكثر من مائة جثة يعود بعضها لأطفال ونساء، إضافة إلى مقابر جماعية بالمدينة تحوي أعدادا متفاوتة من الجثث.


وكانت مدينة ترهونة تخضع لقبضة مليشيا الكانيات (نسبة لعائلة الكاني) التي انضمت لقوات خليفة حفتر في هجومه على العاصمة طرابلس في أبريل 2019م، وكانت هذه المليشيا قد اتهمت من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بشنها لهجمات أسفرت عن مقتل 39 شخصا بينهم مدنيون، وجرح العشرات غيرهم وذلك خلال الفترة بين 26 آب/ أغسطس والأول من أيلول/ سبتمبر 2019م.

 

اقرأ أيضا: جرائم حفتر تتكشف.. 4 مقابر جماعية بترهونة (شاهد)

وتكشف قصة الشقيقات الثلاث لعائلة "هرودة" عن حجم الإجرام الذي ارتكبته مليشيا الكاني بحق المدنيين العزل في المدينة، حيث خُطفن في شهر نيسان/ أبريل الماضي وقُتلن بعد ذلك، ليجد شقيقهن "محمود" الذي كان أحد مقاتلي حكومة الوفاق جثث أخواته في ثلاجة الموتى بعد تحرير مدينته.


وكان ناشطون قد تداولوا مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر انتشار الجثث في حجرات وممرات مستشفى ترهونة، ومقاطع أخرى لفرق الهلال الأحمر الليبي وهي تقوم بعمليات مسح لأماكن في العراء يتواجد بباطنها مقابر جماعية. 


وقال عضو جمعية الهلال الأحمر الليبي ومسؤول فريق الجثامين داخل مدينة ترهونة "عبدالمنعم مفتاح أبوصبيع" إن العدد الإجمالي للجثث غير معروف حتى الآن، مؤكدا أنهم عثروا على جثث تعود لعائلة كاملة سلمت لذويها.


وبعد تحرير ترهونة كلفت حكومة الوفاق الوطني مجلسا تسييرا للمدينة برئاسة "محمد علي الكشر" والذي اختطفت مليشيا الكاني فردين من أقاربه، وما زال مصيرهم مجهولا حتى اليوم بحسب قوله.
وأكد "الكشر" أن عدد الجثث التي تم العثور عليها بمستشفى ترهونة وصل إلى 109 جثث، متوقعا وجود الكثير من الجثث الأخرى في مقابر جماعية متفرقة في المدينة.


وتحول اختطاف وقتل النساء من قبل مليشيات موالية لخليفة حفتر تولت في ليبيا إلى ظاهرة ممنهجة تستهدف المعارضين وعائلاتهم، ولعل أشهر الوقائع كان اختطاف البرلمانية "سهام سرقيوة" بعد مداهمة مسلحين لمنزلها ببنغازي في يوليو  2019م، وذلك عقب مداخلة لها في إحدى القنوات الفضائية الداعمة لخليفة حفتر طالبت فيها "سرقيوة" بضرورة إيقاف الحرب على العاصمة طرابلس.

 

اقرأ أيضا: جثث جديدة بترهونة.. ودعوات للتحقيق بجرائم حفتر (شاهد)

وفي شهر تشرين/ الأول أكتوبر 2019 أعلن لاعب نادي النصر ببنغازي "أحمد الحاسي" عن اختطاف والدته "مقبولة 68 سنة" من منزلها بقوة السلاح، وأضاف الحاسي على صفحته بموقع فيسبوك (يوم الأربعاء 16 أكتوبر، شهد اختطاف والدتي من المنزل في مدينة بنغازي منطقة بوصنيب على تمام الساعة 3:45، من قبل عصابة مسلحة).


وفي ذات العام خطف في بنغازي خمس سيدات سودانيات الجنسية، ليعثر على جثث اثنتين منهن وعليهن أثار تعذيب، إحداهن وجدت على البحر والأخرى ألقيت بالقرب من مستشفى الجلاء. 


وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد أصدرت بيانا يوم 11 يونيو قالت فيه إنها "تتابع بقلق شديد التقارير المروعة جدًا عن اكتشاف ثماني مقابر جماعية على الأقل خلال الأيام الماضية، معظمها في ترهونة" وطالبت البعثة في بيانها السلطات الليبية بإجراء "تحقيق سريع وشفاف وفعال في التقارير حول ارتكاب حالات قتل خارج نطاق القانون".