يحل شهر
رمضان على المسلمين في كل أنحاء العالم محملا بروحانيته وطقوسه
الخاصة، لكنه أيضا يحمل طابعا ثقافيا مختلفا من بلد لآخر، حيث تعيش بعض الشعوب عادات
غريبة قد تبدو غير مألوفة، لكنها تحولت إلى تقاليد راسخة وارث ثابت يمارس كل عام
مع قدوم الشهر الكريم.
وتعد دول شرق أسيا ودول أفريقيا، أكثر الدول التي تمارس تقاليد وعادات
غريبة نستعرض تلك العادات الرمضانية حول العالم، التي تعكس تنوع المجتمعات
الإسلامية واختلاف طرق استقبالها لهذا الشهر.
حرب البيض المسلوق في باكستان
في مدينة بيشاور الباكستانية، تقام ما يعرف بـ"حرب البيض"
الرمضانية، وهي عادة غريبة لكنها تحظى بشعبية كبيرة بين سكان المنطقة.
يبدأ الناس في هذه اللعبة الجماعية بعد الإفطار، حيث يتواجه المشاركون بضرب
البيض المسلوق على بيض خصومهم، والهدف هو أن يظل البيض سليمًا لأطول فترة ممكنة.
رغم أن الفكرة تبدو بسيطة، إلا أن هذا التقليد أصبح جزءًا من الاحتفالات
الرمضانية في بيشاور، وحيث يتجمع الجميع للاستمتاع باللعبة التي تستمر حتى موعد
السحور. وتشهد المدينة تنافسًا حاميًا بين الأسر والمجموعات المحلية، مما يجعلها
حدثًا اجتماعيًا مميزًا.
تُعتبر "حرب البيض" فرصة لإحياء الروابط الاجتماعية وتعزيز
التواصل بين الناس بعد يوم طويل من الصيام. ورغم أن العديد من العادات الرمضانية
في العالم قد تركز على العبادة والروحانية، فإن هذا التقليد يضيف لمسة من الفرح
والمرح في الشهر الكريم.
ضرب الزوجات قبل الإفطار في أوغندا
قد يبدو الأمر صادما في بعض الثقافات، ولكن في بعض المناطق في أوغندا،
يتبع البعض تقليدا غريبا يتمثل في ضرب الزوجات بشكل خفيف قبل الإفطار.
يعتقد البعض في هذه المناطق أن هذه العادة تمثل نوعا من الامتنان والتقدير
لدور المرأة في تحضير الطعام للأسرة خلال شهر رمضان.
وأصبحت العادة بمثابة طقس رمضاني يعكس التقدير لدور المرأة في الأسرة، حتى
لو كان يبدو قاسيا، فقبل الإفطار، يتجمع أفراد الأسرة والضيوف، وتُنفذ هذه
"الضربة الرمزية" في إطار تعبير عن الشكر والتقدير للمجهود الكبير الذي
تبذله الزوجة في تجهيز الطعام.
ورغم أن هذه العادة قد تكون مثارًا للجدل في بعض المجتمعات، فإنها جزء من
تقاليد معينة في بعض المناطق الأوغندية، وتؤكد هذه العادة على فكرة أن رمضان ليس
فقط وقتًا للعبادة، بل أيضًا لحفظ الترابط بين أفراد المجتمع وتعزيز الاحترام
المتبادل.
تجديد أواني المطبخ في السودان
في السودان، يعد رمضان مناسبة سنوية لإعادة ترتيب وتجديد أدوات المطبخ، من
العادات المعروفة في هذا البلد هي شراء الأواني الجديدة قبل حلول الشهر الكريم،
وذلك لتجهيز الطعام بأفضل شكل ممكن.
يعتقد السودانيون أن استخدام الأواني القديمة قد يؤثر على بركة الطعام،
ولذلك فإن تجديد الأواني يعتبر أمرا أساسيًا في تحضيراتهم لاستقبال رمضان.
تتزايد أهمية هذه العادة في العائلات السودانية، حيث يسعى الجميع إلى
التأكد من أن الطعام سيعد بطريقة مثالية لتلبية احتياجات الأسرة خلال الشهر الفضيل،
وفي رمضان، يكون الطعام جزءًا أساسيًا من التجمعات العائلية، ما يجعل من الأواني
الجديدة وسيلة لضمان بركة الشهر المبارك.
هذه العادة هي أيضًا فرصة لربات البيوت في السودان لتجديد روح المطبخ
وتحقيق أكبر قدر من الإبداع في تحضير الطعام. إذ يُعتبر رمضان وقتًا لاكتشاف وصفات
جديدة وإضفاء نكهة خاصة على الوجبات، ما يعزز من طابع الشهر الكريم.
ومن ناحية أخرى يتميز المجتمع السوداني بعادات مميزة في رمضان حيث تحرص الأسر على إخراج طعام الإفطار في الشوارع حرصا منهم على رفع الحرج على من لا يملك طعام أن ينضم لموائد الإفطار دون حرج.
امتناع الرجال عن تناول طعام زوجاتهم في تايلاند
في بعض المناطق المسلمة في تايلاند، توجد عادة غريبة حيث يمتنع الرجال عن
تناول الطعام الذي أعدته زوجاتهم مباشرةً، بدلاً من ذلك، يقدم الطعام أولاً لشخص
آخر ليأكله قبل أن يتناول الزوج طعامه، ويعتقد أن هذه العادة تجلب الرزق وتزيد من
بركة الطعام.
هذه العادة تأتي من وجه نظرهم ترسخا لمفهوم الاحترام المتبادل بين الزوجين،
حيث يظهر الرجل تقديره لدور الزوجة في تحضير الطعام، ويعد تناول شخص آخر للطعام
أولا كنوع من التبرك، يقال إن هذا السلوك يجلب البركة والرخاء للأسرة
فيما تشكل هذه العادة جزءًا من الثقافة المجتمعية التي تروج لروح العطاء
والتفاني، ورغم غرابتها، إلا أن هذه الممارسة ترمز إلى احترام القيم العائلية التي
تدعمها ثقافة المجتمع التايلاندي، وتعكس التفاعل الديني والتقاليد الرمضانية
المميزة في المنطقة.
طلاء المنازل لاستقبال رمضان في اليمن
في اليمن، يعتبر شهر رمضان فرصة لتجديد المنازل، حيث يحرص الكثيرون على
طلاء جدران بيوتهم استعدادًا لقدوم الشهر الكريم. يعتقد الناس في اليمن أن طلاء
المنازل باللون الجديد يمنح المكان إشراقة رمضانية ويزيد من البهجة والفرح في
المنزل. وتعتبر هذه العادة جزءًا من الاستعدادات الرمضانية التي تُعبر عن حفاوة
الاستقبال لشهر رمضان.
عند اقتراب شهر رمضان، تبدأ الأسر اليمنية في طلاء الجدران وتزيين المنازل،
وذلك لإضفاء جو من الاحتفال والفرح. ويُعتقد أن هذا التغيير في مظهر المنزل يجلب
التوفيق والبركة طوال الشهر الفضيل.
تُعتبر هذه العادة واحدة من العادات التي تعكس روح التفاؤل والاحتفال بمقدم
الشهر الكريم. مع مرور الوقت، أصبح الطلاء والتجديد جزءًا لا يتجزأ من تقاليد
رمضان في اليمن، مما يضيف رونقًا خاصًا لهذا الشهر المميز.
حلق الشعر قبل رمضان في موريتانيا
تعتبر عادة "زغبة رمضان" من العادات الرمضانية المميزة في
موريتانيا. في بداية الشهر، يقوم الرجال والأطفال بحلق رؤوسهم بالكامل، حيث يُعتقد
أن الشعر الجديد الذي ينمو خلال رمضان يحمل البركة والنقاء. يُعتبر هذا التقليد
طريقة لتطهير الجسد والروح استعدادًا لشهر رمضان.
تُعتبر هذه العادة جزءًا من الاستعدادات الرمضانية التي تشهدها موريتانيا
في بداية الشهر، ويعتقد الموريتانيون أن حلق الشعر يعكس تجديدًا روحيًا يجعلهم
أكثر استعدادًا للصوم والعبادة.
هذه العادة ليست مقتصرة على فئة معينة، بل تشمل الجميع، من كبار السن إلى
الأطفال، مما يجعلها عادة اجتماعية تمثل وحدة المجتمع الموريتاني في استقبال رمضان
بشكل جماعي.