نشر موقع "ذا هيل"، الذي يغطي شؤون الكونغرس الأمريكي، تقريرا للكاتبة لورا كيلي، تشير فيه إلى زيارة كل من رجل الأعمال من الخليل أشرف الجعبري، والمتحدث السابق للشؤون الدولية باسم المستوطنين في الضفة الغربية آفي زيمرمان، إلى واشنطن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الزيارة كانت محاولة لدفع إدارة الرئيس دونالد ترامب لدعم جهودهما في تشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وجعله حقيقة.
وتلفت كيلي إلى أن الجعبري وزيمرمان يعتقدان أن جهودهما، التي تركز على بناء دعم شعبي، وتحسين الظروف الاقتصادية، قد تسهم في تخفيف العنف في المنطقة.
وينوه الموقع إلى أن الاثنين اجتمعا في أثناء الزيارة الشهر الماضي مع نواب في الكونغرس للحصول على دعم مشروعهما، الذي أطلقا عليه "غرفة صناعة وتجارة يهودا والسامرة"، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الغرفة هو تشجيع الاستثمار في مجال التصنيع والتكنولوجيا والسياحة والبنى التحتية والبيئة.
ويفيد التقرير بأن اسم المشروع ذاته يعزل الفلسطينيين؛ لأنه يشير إلى الضفة الغربية بيهودا والسامرة، بالإضافة إلى أنه يحمل ملامح سياسية؛ لأن الاسم هو توراتي، ويستخدمه المستوطنون لإظهار وجود اليهود في الضفة منذ ألفي عام.
وتنقل الكاتبة عن الجعبري، قوله إن العمل مع الإسرائيليين يدور حول تبني اللغة التي يستخدمونها، مشيرة إلى أن كليهما يتحدثان باللغة العبرية ويستخدمان المصطلحات التي تعترف بالوضع على الأرض، وقال متحدثا باللغة العبرية التي ترجمها زيمرمان: "الحقيقة هو أن هناك وجودا إسرائيليا في المنطقة".
ويذكر الموقع أن رجلي الأعمال يواجهان عقبات ثقافية أخرى لشراكتهما: فشراكة فلسطيني لمستوطن يهودي تعد في عين المجتمع الفلسطيني خيانة، وعقوبتها تتراوح من النبذ إلى العنف المتطرف.
ويورد التقرير نقلا عن الجعبري، قوله إنه يشعر على المستوى الشخصي بالأمن، إلا أنه يفهم السبب الذي يجعل الفلسطينيين يرفضون التفاعل مع الإسرائيليين، مشيرا إلى الفلسطينيين رفضوا فكرة عمله على هامش المجتمع في تعامله مع المستوطنين الإسرائيليين، ما يؤشر إلى الصعوبات التي تواجه إقناع الفلسطينيين والمجتمع الدولي لدعم المشروع.
وتفيد كيلي بأنه في الوقت الذي أجبر فيه الرجلان على العمل بناء على الحقائق الموجودة على الأرض، إلا أنهما يؤمنان بوجود حلفاء لهما في داخل الإدارة الأمريكية، وفي شباط/ فبراير نظم الجعبري وزيمرمان مؤتمرا في القدس، ألقى فيه السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان الكلمة الافتتاحية، وحضره أيضا السيناتور الجمهوري عن أوكلاهوما جيمس لانكفورد.
ويذكر الموقع أن الجعبري كان في البحرين في حزيران/ يونيو لحضور ورشة المنامة التي استضافها صهر ترامب جارد كوشنر، حيث كشف عن خطته الاقتصادية من المبادرة الأمريكية للتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية قاطعت الورشة، وتوترت العلاقة بين السلطة والإدارة الأمريكية بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
ويشير التقرير إلى أن زيمرمان والجعبري يقومان ببناء علاقات مع المشرعين في مجلس النواب، وقالا إن النائبة الديمقراطية عن ميتشغان، رشيدة طليب تواصلت معهما عندما كانت تخطط لزيارة الأراضي الفلسطينية قبل منعها، لافتا إلى أن مكتبها لم يعلق على مزاعم رجلي الأعمال.
وتلفت الكاتبة إلى أن الرجلين استضافا، في بيت الجعبري في الخليل، في آب/ أغسطس، عددا من النواب الجمهوريين، بينهم النائبة عن واشنطن كاثي ماكموريس روجرز، والنائبة عن مونتانا آن واغنر، والنائب عن تينسي فيل رو، وعن أتلانتا برادلي بيرن، وقالت روجرز التي تمثل الجمهوريين في الأمم المتحدة إن مبادرة الجعبري وزيمرمان "هي القصة التي لم يسمع بها أحد من الضفة الغربية".
وينقل الموقع عن روجرز قولها في بيان للموقع: "أخبرنا الشيخ أشرف الجعبري أن الشراكة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي أساسية وقوية ولا يمكن فصلها"، وأضافت: "بطريقة تمثل الحزبين علينا دعم الحركة الشعبية للتعاون الاقتصادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي تأسيسية لتحقيق السلام في المنطقة".
وينوه التقرير إلى أن إسرائيل تسيطر على تدفق غالبية البضائع والخدمات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة، ما يجعل التجارة الفلسطينية في وضع غير متساو، فيما تصل نسبة البطالة إلى 15% بحسب البنك الدولي، لافتا إلى أنه بحسب التنسيق للنشاطات الحكومية في المناطق فإن مليون فلسطيني دخلوا للعمل داخل إسرائيل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وتقول كيلي إن الجعبري وزيمرمان يعتقدان أن أي تغير في الوضع الأمني على الأرض قد يوقف هذه التعاملات، وقال زيمرمان: "هناك أمور محدودة نعمل من خلالها ويمكن أن تتغير".
ويشير الموقع إلى أن هناك 400 ألف مستوطن يعيشون في الضفة الغربية بطريقة غير شرعية، ويقومون بتوسيع وجودهم على حساب الدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن لدى المستوطنين جامعة وتجارة ومزارع ومصانع خمور.
ويبين التقرير أنه في الوقت الذي يعد فيه المجتمع الدولي المستوطنات عقبة أمام السلام، إلا أن رجلي الأعمال يريان أن دعم العلاقات التجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين مهم لتحقيق السلام، ويقولان إنه "مهما كانت هذه الظروف من الناحية السياسية، فنحن نعلم أنه كلما اندمج المجتمع التجاري استفاد الناس في المستقبل وتحت أي ظرف سياسي".
وتذكر الكاتبة أن محكمة العدل الأوروبية قد أصدرت في بداية الشهر الماضي قرارا أمرت به بتعليم المنتجات المستوردة من المستوطنات، وتفريقها عن تلك المنتجة في إسرائيل، مشيرة إلى يقول الجعبري وزيمرمان بأن هذا القرار يقوي حركة المقاطعة ويضر بالتجارة الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء.
ويلفت الموقع إلى أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أعلن في نهاية الشهر الماضي عن قرار قال فيه إن المستوطنات لا تعد غير شرعية بحسب الرأي الأمريكي، في تخل عن الرأي القانوني المعمول به منذ عام 1979، وهو قرار ضمن سلسلة قرارات عزلت السلطة، بما فيها نقل السفارة، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإغلاق الممثلية الفلسطينية في واشنطن، وقطع الدعم عن وكالة الأونروا، ووقف دعم المشاريع الأمريكية بالمناطق الفلسطينية.
ويختم "ذا هيل" تقريره بالإشارة إلى أنه بالنسبة للجعبري، فهو يدعو من يريد معرفة الواقع على الأرض للزيارة، قائلا: "نرحب بمن يريد رؤية الواقع بنفسه.. تعالوا لزيارة مصنع إسرائيلي يشغل عمالا فلسطينيين وستفهمون، وبعد ذلك دعهم يستنتجون بأنفسهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: هكذا ضر اعتراف واشنطن بالمستوطنات تل أبيب أكثر
واشنطن بوست: هذه خطة ترامب الحقيقية للشرق الأوسط
FT: تصريحات بومبيو بشأن المستوطنات هدية للزعماء الأقوياء