قالت كاتبة إسرائيلية إنه "بعد مرور 14 عاما على الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة لم يتحول الأخير إلى سنغافورة، مما يطرح أسئلة حول مستقبل الانسحاب الإسرائيلي القادم، في ظل أن فرضية الانسحاب من الأراضي الفلسطينية من أجل السلام والازدهار لم تنجح في حالة غزة".
وأضافت كاسنيا سيفاتلوفا الخبيرة في الشؤون العربية وتغطية الأحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة، في مقالها على موقع المونيتور، ترجمته "عربي21" أنه "في حالة تعميم فكرة الانسحاب على الضفة الغربية مستقبلا فسيكون صعبا إقناع الإسرائيليين بتنفيذها في ظل الوضع القائم في القطاع اليوم".
وأشارت سيفاتلوفا، التي أعدت تقارير من سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتونس والخليج العربي، وتتحدث الانجليزية والروسية والعبرية والعربية، أنه "في مثل هذا الشهر الحار من آب/ أغسطس 2005، عاش الإسرائيليون في حدث درامي كبير شغل السياسيين والعسكريين ومختلف الجمهور الإسرائيلي تمثل في الانسحاب من غزة، وأظهر كم كان مؤلما وصعبا انطلاق عملية الانفصال عن الفلسطينيين، من خلال إخلاء تجمعات استيطانية".
وأكدت الكاتبة التي شغلت عضو كنيست في الدورة السابقة عن حزب الحركة، وعضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن "21 مستوطنة في قطاع غزة قامت حكومة أريئيل شارون بإخلائها من مستوطنيها بصورة أحادية الجانب، ودون اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وما زالت صور الإخلاء ومشاهد الرحيل للمستوطنين تترك أثرها السلبي في الوعي الإسرائيلي، بجانب الصراخ وأعمال الهدم".
اقرأ أيضا: قوات الاحتلال تقرر بناء جدار جديد على الحدود مع غزة
وترصد الكاتبة "جملة أحداث تاريخية تزامنت مع الانسحاب الإسرائيلي من غزة، بعد أشهر فقط من الانسحاب الإسرائيلي الذي حصل في أغسطس 2005، انتصرت حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير 2006، وبعد خمسة أشهر أخرى اختطفت حماس الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط في يونيو 2006، وبعد عام فقط سيطرت حماس على القطاع في يونيو 2007".
وأشارت إلى أن "هذه الأحداث المتتالية تعني أنه منذ ذلك الوقت وإسرائيل تجد نفسها رهينة جولات تصعيدية عسكرية لا تتوقف من العنف وإطلاق القذائف الصاروخية، مما يعني أن غزة لم تتحول بعد الانسحاب منها إلى دولة سنغافورة أو إمارة دبي، بل إن الانفصال عن الفلسطينيين ما زال حيا وقائما في الذاكرة الإسرائيلية، ويتم استحضاره لدى إطلاق كل قذيفة صاروخية أو طائرة ورقية مشتعلة".
وأوضحت أنه "حين يتحدث الساسة الإسرائيليون عن الاستمرار بالسيطرة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، يصدر الجمهور الإسرائيلي رأيه في الانسحاب باعتباره خطوة خاطئة، وإسرائيل تدفع ثمنها هذه الأيام بقيمة باهظة، ومع ذلك فإن السؤال يطرح حول إمكانية أن تعود إسرائيل من جديد، وتنفذ انسحابا آخر في الضفة الغربية".
مردخاي بيتر مدير مركز تخليد ذكرى غوش قطيف قال للكاتبة إن "النتائج التي أسفرت عنها عملية الانسحاب من غزة ستضع صعوبات كبيرة على الحكومة الإسرائيلية بتكرار العملية في الضفة الغربية، لأننا أخلينا مستوطنات من غزة، وانسحبنا منها، دون أن نحصل على مقابل".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من "التفوق الديموغرافي" للفلسطينيين
وأضاف أنه "منذ 14 عاما يواصل أبناء الصهيونية الدينية إحياء ذكرى الانسحاب بألم وحزن، وساستهم اليوم يعدون ناخبيهم بأنهم لن يسمحوا بتكرار مشاهد الانسحاب من جديد، رغم أنه لا توجد على طاولة الأحزاب الإسرائيلية برامج انتخابية تدعو لانسحابات من الضفة، سواء بصورة أحادية أم باتفاق مع السلطة الفلسطينية".
وختمت بالقول أن "هناك أكثر من ذلك، حيث يوجد من يدعو لإعادة السيطرة على المستوطنات التي تم الانسحاب منها في 2005، خاصة شمال الضفة الغربية وشمال قطاع غزة كرد على استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع".
بعد عملية خانيونس.. يديعوت تطالب الجيش بالأفعال لا بالأقوال
جنرال إسرائيلي: المواجهة البرية في غزة مسألة وقت لا أكثر
تقدير إسرائيلي: خانيونس.. كلمة سر قد تقضي على أحلام كوخافي