سياسة عربية

هل ينسحب الجيش من المشهد السياسي في مصر؟

سياسيون مصريون: نظام السيسي ليس قادرا على البقاء لسنوات قادمة- الرئاسة المصرية

أظهر تحليل لمركز كارنيغي للشرق الأوسط، أن القوات المسلحة المصرية بدأت تتلمس الحاجة للقيام بانسحاب منظم من الدور السياسي في مصر.
 
وذكر الكاتب يزيد صايغ، في تحليله الذي جاء تحت عنوان " ليس لدى الجيش المصري محاورون يمكن التفاوض معهم لتحقيق مشاركة أوسع في صوغ القرارات الوطنية"، أن هناك "ثمة حاجة إلى مشاركة أوسع في آليات صنع القرار الوطني".
 
وأشار إلى أن ذلك يتطلب "الانتقال السياسي. ولكن، لن يحدث هذا في المستقبل القريب، وبطريقة سلمية، سوى إذا ما باشرته القوات المسلحة بنفسها".
 
وأضاف أن "القوات المسلحة عجزت عن تعبئة موارد محلية كافية لزيادة الاستهلاك العام والصادرات، كما أن القوات المسلحة لا تستطيع أن تعالج طويلا القصور في الدوائر المدنية للدولة في توفير الإدارة الاقتصادية والخدمات العامة الأخرى".
 
ورأى صايغ "أن نظام السيسي استأصل وهمّش كل المتحاورين المُحتملين؛ فسحق ولاحق الإسلاميين، والليبراليين، والديمقراطيين الاشتراكيين، والشبان والنشطاء اليساريين".

 

اقرأ أيضا: دراج يتوقع الإطاحة برئيس أركان الجيش المصري قريبا (7) (شاهد)

الانسحاب قادم


وفي معرض تعليق على الدراسة، قال عضو لجنه العلاقات الخارجية بالبرلمان السابق، محمد عماد صابر، لـ"عربي21"، إن "نظام السيسي ليس قادرا على البقاء لسنوات قادمة؛ لأن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ستنعكس حتما على حكمه"، مشيرا إلى أن "العسكر فقدوا كثيرا من الدعم الشعبي الذي حصلوا عليه في 30 يونيو".
 
وتوقع أن "فرض سيطرة السيسي على مصر لن تستمر، ولن تستقر إلا من خلال التحول المدني في السلطة، وتأسيس نظام حكم ديمقراطي، بعد أن تحول إلى ما يشبه نظام الحكم الناصري، سواء من حيث استبداده، أو هيمنة العسكريين على كل كبيرة وصغيرة فيه".
 
وتابع: "أتوقع أن العسكريين، آجلا أو عاجلا، سيضطرون للتخلي عن الحكم والانسحاب من المجال العام، مفسحين المجال لبداية عملية تحول ديمقراطي حقيقي، مقابل احتفاظهم، ولسنوات طويلة، باستقلالية في إدارة شؤون القوات المسلحة وبصوت مسموع في القرارات الاستراتيجية للبلاد".
 
وأكد صابر أن "رصيد عسكر مصر مآله النفاذ. وحين نصل للنقطة التي ينفد فيها الرصيد أو يوشك، قد يقرر النظام البحث عن حلول. ومن ثم، فالأرجح أن يتفق العسكريون، في نقطة ما قبل نفاذ الرصيد، على تنظيم انسحابهم من الحكم لتجنب الوقوع فيما هو أسوأ، وضمان استقلالهم وحصانتهم".

 

اقرأ أيضا: كارنيغي: فوات أوان الانتقال السلمي للسلطة بمصر.. لماذا؟

إرادة أمريكية


وقال السياسي المصري، البرلماني السابق، محمد سودان، لـ"عربي21"، إن "القضية ليست في إنقاذ مصر من السقوط في الهاوية؛ فكل هذا السقوط مدبر ومعلوم سلفا لدى واشنطن وتل أبيب، لقد أتواْ بالجنرال عبدالفتاح السيسي لتنفيذ عدة مهمات، وعلى رأسها صفقة القرن".

 

وأشار إلى أنه "لتنفيذ هذه المهمة يتحتم على السيسي عدة أمور، من بينها، أولا: إفقار الشعب المصري حتى يقبل بالصفقة تحت وطأة الفقر والعوز، ثانيا: إفلاس مصر عن طريق تعويم العملة، والتصرف بسفه في موارد مصر الطبيعية، كما هو الحال مع غاز المتوسط".
 
وأردف: "ثالثا: التوقيع على معاهدة سد النهضة مع السودان وإثيوبيا لإفقار مصر وتعطيشها، رابعا: الإنفاق العسكري اللا محدود، ما جلب على مصر ديون خارجية تعدت 100 مليار دولار، خامسا: بدعة العاصمة الإدارية الجديدة والإنفاق الصارخ وزيادة رواتب ومعاشات ضباط الجيش والشرطة والقضاة".
 
ورأى أن "مهما علت الأصوات لن يتركها السيسي إلا بانقلاب عسكري مدبر أمريكيا، كما قالت آن باترسون سفيرة أمريكا بالقاهرة السابقة، أما أن تأتي أمريكا لمصر برئيس مدني الآن أعتقد أن هذا أمر محال على الأقل حتى تنفيذ صفقة القرن وتوابعها".

 

اقرأ أيضا: لماذا يستخدم السيسي الأمن القومي للتجسس على المصريين؟
  
ذهاب السيسي أولا


وقال الناشط السياسي والحقوقي سعيد عباسي، إن "التحول المدني للسلطة ووقف بؤر الفساد المنتشر، واستعادة الحياة الطبيعية من صناعة وزراعة وسياحة ستنقذ مصر، ولكن هناك صعوبات كبيرة في الطريق لن يكون مفروشا بالورود، لكنه الطريق الوحيد لإنقاذ الدولة".
 
وفي حديثه لـ"عربي21": أكد أنه "يمكن استعادة أطراف الانتقال السلمي، بل لا سبيل عن ذلك لوضع مصر في الطريق الصحيح من الديمقراطية والحرية والانتعاش الاقتصادي، لكنه يتطلب جهدا من المخلصين في الداخل والخارج وتضحيات جسيمة".
 
وأعرب عن اعتقاده بأن "السيسي لن يترك السلطة إلا جثة هامدة، ولا يثق بأحد من المدنيين؛ فالسيسي لا يثق حتى في العسكريين، بالرغم من عسكرته كل نواحي الحياة في مصر، لكنه يشتري ولاءات الجنرالات بالأموال الطائلة، ومع ذلك فشل فشلا ذريعا هو والجيش في إدارة الدولة لتنفيذ الأجندة الصهيونية بتدمير مصر، خاصة معاداة الشباب الذي هو عمود مصر الفقري".