صحافة دولية

بلومبيرغ: على ترامب الاختيار: ضغط إيران أم أسعار النفط

بلومبيرغ: على ترامب أن يختار بين الضغط على إيران أم على أسعار النفط- جيتي

نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للمتخصص في استراتيجيات النفط، جوليان لي، يقول فيه إن الموعد النهائي لتقرر أمريكا هل تمدد الاستثناءات على العقوبات ضد إيران أم لا، ينتهي خلال أقل من شهر، ثم يواجه الرئيس دونالد ترامب القرار الصعب. 

 

ويؤكد لي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن ترامب يريد أن يزيد من الضغط على إيران، مستدركا بأنه بفعل ذلك قد يؤثر على أسعار النفط، ومعها أسعار البنزين المهمة جدا في الولايات المتأرجحة في أمريكا. 

 

ويشير الكاتب إلى أن ممثل أمريكا الخاص للشأن الإيراني برايان هوك، يعتقد بأن ظروف سوق النفط هذا العام أفضل مما كانت عليه في عام 2018 لتسريع هدف منع بيع النفط الخام الإيراني تماما، بحسب ما قاله للمراسلين الاسبوع الماضي.

ويعلق لي قائلا إن الأرقام تقول شيئا آخر، وهو ما سيجعل الأمر أكثر صعوبة لترامب بأن يضغط على بقية مستوردي النفط الإيراني، وقد ارتفعت أسعار النفط الخام بحوالي 50% منذ أعياد الميلاد، حيث وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أكثر من 62.50 دولار الأسبوع الماضي لأول مرة منذ خمسة أشهر، وكذلك أسعار البنزين فهي في حالة ارتفاع مستمر. 

ويلفت الكاتب إلى أن آخر المعطيات من وزارة الطاقة تظهر أن أسعار البنزين ارتفعت بنسبة 18% منذ أواخر شهر شباط/ فبراير، حيث عادت إلى ما كانت عليه مثل هذا الوقع العام الماضي، مشيرا إلى أن أسعار البنزين ارتفعت في الأسابيع الأخيرة لدرجة تجعل من الصعب على الرئيس ترامب أن يشدد العقوبات.

ويفيد لي بأنه "في الوقت ذاته فإن صادرات إيران المعلنة من النفط الخام والمكثف -نفط أكثر خفة يتم الحصول عليه من حقول الغاز- كانت في حالة تزايد مستمر منذ بداية العام، وقد يكون سبب هذه الزيادة هو أن مزيدا من ناقلات النفط ترسل موجات الراديو التي تسمح بتتبعها، بعد أن أقفلت معظم سفن الإسطول أجهزة الاتصال لكتم تنقلاتها مباشرة بعد فرض العقوبات، لكن معطيات الجمارك من الدول المستقبلة تظهر هذا التوجه".

ويستدرك الكاتب بأن "الضغط الأمريكي على إيران سمح لبعض الدول أن تستورد النفط تحت سلسلة من الاستثناءات التي وصلت مدتها إلى ستة أشهر، ومنحت هذه الاستثناءات لثماني دول، بينها الصين وكوريا الجنوبية والهند واليابان وتركيا، عندما تم فرض العقوبات في تشرين الثاني/ نوفمبر، وصدرت إيران 1.76 مليون برميل في اليوم لتلك الدول الخمس منذ آذار/ مارس، بعد أن كان الرقم 1.42 مليون برميل منذ شباط/ فبراير، بحسب معطيات متابعة ناقلات النفط لدى بلومبيرغ".

وينوه لي إلى أن "إيران صدرت 1.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثف في آذار/ مارس، وهذا التوجه يتناقض مع ادعاء هوك بأن أمريكا (على طريق سريع لتصفير صادرات النفط الخام الإيراني كلها)، الذي قال إن ثلاث دول من التي حصلت على استثناء توقفت عن استيراد النفط، وفي الواقع فإن تلك الدول الثلاث -تايوان واليونان وإيطاليا- لم تمارس الاستثناء الذي منحته من أول يوم من العقوبات، فلم تتلق مصافي النفط في اليونان وإيطاليا أي نفط ايراني منذ تشرين الأول/ أكتوبر، وآخر شحنة نفط تلقتها تايوان من إيران كانت في أيلول/ سبتمبر".

ويبين الكاتب أن "تقديرات الإنتاج تشير إلى أن عقوبات الرئيس ترامب على إيران لم تكن إلا أشد بقليل من تلك التي كان يفرضها الرئيس أوباما، بالرغم من منح استثناءات أقل، وهذا سيدفعه لوضع إيران تحت مزيد من الضغط، لكنه سيواجه صعوبات إن أراد الضغط على إيران الشهر القادم، فأسعار البنزين تبقى مهمة بالنسبة للرئيس، ولا بد أن ارتفاعها مؤخرا يشكل مصدر قلق له".

ويرى لي أن "تراجع الأحوال في اثنتين من الدول الست المترنحة التي تنتج النفط، التي حددتها قبل أسبوعين، ستجعل تشديد العقوبات على إيران أكثر صعوبة".

ويقول الباحث: "يقال إن إنتاج فنزويلا للنفط تراجع بمعدل النصف خلال انقطاع التيار الكهرباء، الذي عم البلاد الشهر الماضي، حيث تجمد الوقود الثقيل في الأنابيب بسبب توقف أنظمة تسخين الأنابيب (التي تميع الوقود) بعد فقدان الكهرباء، ما تسبب بتلف في الأنظمة قد يأخذ أشهرا لإصلاحه".

ويشير لي إلى أن العقوبات التي فرضت على شركة النفط الحكومية في فنزويلا سرعت في تراجع الإنتاج، حيث حرمت شركة بترول فنزويلا من أكبر المشترين والمزود بالنفط الخفيف الذي تحتاجه لتخفيف الخام الثقيل جدا الذي تنتجه، لافتا إلى أن إنتاج النفط سيتراجع أكثر مع استمرار الأزمة السياسية. 

ويجد الكاتب أن "إنتاج ليبيا للنفط هو معرض أيضا للتراجع، مع زحف القوات الموالية لحفتر على العاصمة طرابلس، وهو ما يهدد بتصعيد كبير للعنف، وكان الإنتاج قد تجاوز المليون برميل في اليوم الشهر الماضي، لأول مرة هذا العام، بعد إعادة تشغيل أحد حقول النفط، الذي بقي مغلقا بسبب احتلاله من مسلحين لمدة ثلاثة أشهر، وأصبح هذا التعافي مهددا مرة أخرى".

ويقول لي: "هناك أمران يمكن لترامب أن يفعلهما، وفريقه للأمن الوطني منقسم حول الطريق الذي عليه أن يسلكه، فيمكنه أن يسمح للاستثناءات الإيرانية غير المستخدمة بأن تنتهي، ويدعي موقفا أقوى دون أن يؤثر في الواقع على تدفق النفط، وربما تقليص الكميات التي يمكن للدول الأخرى أن تستوردها، ويتوقع أن يكون هناك ضغط على كل من اليابان وكوريا الجنوبية، اللتين يمكن أن تكونا مستعدتين أكثر للاستجابة للمطالب الأمريكية من غيرهما".

ويضيف الكاتب أنه "يمكنه أيضا أن يستمر في الاعتماد على السعودية وبقية مجموعة أوبك + لرفع منتوجها من النفط، وسيكون السعوديون مستعدين أن يزيدوا الإنتاج على حساب خصمهم، لكنهم سيكونون أقل استعدادا مما كانوا عليه العام الماضي لفعل ذلك دون رؤية ترامب يفرض عقوبات أقوى على إيران".

 

ويختم لي مقاله بالقول: "إن اضطر ترامب للاختيار بين أسعار أقل للبنزين أو عقوبات أشد على إيران، فإن الاعتبارات المحلية غالبا ما تكون هي الأرجح، توقعوا المزيد من التغريدات التي تستهدف السعودية وأوبك، يتبعها تمديد للاستثناءات لخمسة من الثمانية استثناءات، ربما تسمح باستيراد كميات أقل من النفط لبعضها أو لكلها".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)