صحافة إسرائيلية

صورة بانورامية عن الرئيس الجديد لطاقم التفاوض الإسرائيلي في صفقة التبادل

الكاتب شدد على أن "تعيين ديرمر جاء لمحاولة التوفيق بين المصالح الأمريكية وتوجهات نتنياهو"- الأناضول
مع قرار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعيين وزيره للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر رئيسا لطاقم التفاوض في صفقة تبادل الأسرى، يظهر الدور الأكثر أهمية له في ضمان التقاء مصالح نتنياهو والرئيس دونالد ترامب، مع أنه الرجل الذي دفع باتجاه وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع، وفقًا لمطالب إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، كما دعم صفقة التبادل بكل أشكالها، وتعيينه بهذه المرحلة الحرجة يشير إلى مدى انتقال الحرب الآن إلى المرحلة السياسية. 

شالوم يروشالمي، الكاتب السياسي الإسرائيلي بموقع "زمن إسرائيل" العبري، أوضح أن "ديرمر، هو الوزير الأكثر نفوذا في الحكومة، وهو السفير الأمريكي لدى مكتب نتنياهو، الأمريكيون والأخير يدركون هذا معاً، لأن الدور الأهم الذي يضطلع به ديرمر، بجانب لقبه المتفجر وزيراً للشؤون الاستراتيجية، هو تحديد وضمان التقاء مصالحهما، وهذا سبب انتقاله الآن للواجهة، لأنه سيتحمّل المسؤولية، ويدير استمرار الصفقة". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "تعيين ديرمر جاء لمحاولة التوفيق بين المصالح الأمريكية وتوجهات نتنياهو، وهو الذي دفع باتجاه إيصال المساعدات الإنسانية لغزة دون انقطاع، وفقًا للمطالب القصوى لإدارة بايدن، رغم معارضة وزراء اليمين بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وما زالوا يعارضونها، لكن ديرمر أدرك أن من المحظور الدخول في مواجهة الأمريكيين بهذه القضية الحساسة، فتمّ تمرير المساعدات بالسرعة والكميات التي أرادوها، وبذلك تمّ تجنّب الانفجار مع إدارة بايدن".

وذكر أن "موقف ديرمر في موضوع المساعدات الإنسانية تزامن مع وجود الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت بمجلس الحرب، ما سهّل مهمّته، وفيما يتعلق بصفقة التبادل، أدرك حدود سلطته، وأيّدها منذ بداية الحرب، بكل أشكالها، ووقف على الجانب المعتدل، ووافق على دفع كل الثمن تقريبا من أجل عودة المختطفين، وأحيانا كان الثمن أعلى مما تصوره غانتس وآيزنكوت، ودفع نحو الصفقة وفقا للخطوط العريضة في مايو، رغم مواجهته حواجز وضعها نتنياهو، حينها تراجع ديرمر، ولم يقلب الطاولة عليه، ولن يفعلها مستقبلاً". 

وأوضح أنه "يقع على عاتق نتنياهو مسؤولية تعزيز المسيرة المهنية التي حققها ديرمر، فقد أرسله في 2004 مبعوثا اقتصاديا لسفارة الاحتلال بواشنطن، ولاحقًا سفيرًا في الولايات المتحدة بين 2013-2021، وفي هذه اللحظات يبذل ديرمر كل ما بوسعه للحفاظ على قدرة نتنياهو على المناورة مع ترامب، وهذه المرة، يعمل تحت عنوانه الجديد والحساس، المسؤول عن الفريق الذي يدير المفاوضات بشأن صفقة التبادل".

وأكد أن "نتنياهو قام بترقية ديرمر لهذا المنصب، ليحلّ محلّ رئيس الموساد ديفيد برنياع، لأن مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة ستكون مختلفة، وتشمل عناصر سياسية ودبلوماسية تتعلق بمستقبل غزة، والتطبيع مع السعودية، والحملة ضد إيران، وهذه رؤية جيو-ستراتيجية للإدارة الجديدة، ولذلك يحتاج نتنياهو إلى ديرمر، أقرب المقربين إليه، الذي سيضطر لإيجاد "صيغة القرن" من حيث الاستمرار بالصفقة التي يؤيدها حتى نهايتها، والقضاء على حماس بغزة، والحفاظ على سلامة الحكومة بمواجهة تهديدات وزراء الصهيونية الدينية". 

وكشف أن "ديرمر سيطلب من الأمريكيين وعدا بإمكانية تجديد الحرب بعد، أو حتى قبل، تنفيذ الصفقة، رغم أن ترامب ليس متحمسا لذلك، ويريد استمرار العملية حتى النهاية لصالح الخيار السعودي، وعلينا أن نتذكر دائماً أن ديرمر من أشد المعجبين بالإدارة الأمريكية، فهو جمهوري بقرارة نفسه، وخريطته للعلاقات في أروقة الإدارة الحالية والكونغرس ومجلس الشيوخ والعالم الإنجيلي جادّة وواسعة النطاق".

وأشار إلى أن "ديرمر، 53 عاماً، أمضى أربعين عاماً من حياته في الولايات المتحدة، طالبا وباحثا ودبلوماسيا، ويعرف جيداً الشخصيات المؤثرة المحيطة بترامب، والجميع يعرفه من فترة الرئيس السابقة، عندما كان سفيراً للاحتلال بواشنطن، وشريكاً فعالاً في صياغة "صفقة القرن" واتفاقات التطبيع، واليوم، يقف مرة أخرى في مركز تحدّ تاريخي لتنفيذ صفقة التبادل المعقدة للغاية، وسنعرف لاحقا ما إذا كان على قدر هذه المهمة".