صحافة دولية

ناشونال إنترست: سوريا غير مهمة بتنافس أمريكا مع الصين وروسيا

ناشونال إنترست: التزام أمريكا بنزاعات غير استراتيجية سيعيق الجهود للتركيز على التغيرات التحويلية- حيتي

نشرت مجلة "ناشونال إنترست" مقالا للكاتب كيربي ديفيس، يقول فيه إن قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوانت الأمريكية من سوريا أدى إلى عاصفة داخل مؤسسة صناعة السياسة الخارجية في واشنطن.

 

ويجد ديفيس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "من المفارقة المدهشة أن المؤسسة ذاتها التي دعمت (عصر التنافس العظيم) تعارض بالمطلق الانسحاب". 

 

ويقول الكاتب: "لو قامت أمريكا باستخدام قوتها كلها ضد الصين وروسيا، فإن عليها أن تغادر سوريا، فالأزمة السورية تظل رغم مأساويتها مسألة ثانوية عندما يتعلق الأمر بمواجهة القوى العدوانية في أوروبا الشرقية وشرقي آسيا".

 

ويشير ديفيس إلى أن "النقاش الحالي بشأن سوريا يفشل في النظر إلى أن رهانات السياسة الخارجية قد ارتفعت، وكان عام 2018 هو الوقت الذي تمت فيه (العودة إلى تنافس القوى العظمى)، فقد وجدت فكرة تركيز الولايات المتحدة على مواجهة الصين وروسيا دعما حماسيا من صناع السياسة ومراكز الأبحاث ومؤسسات الحكومة والفضاء الحزبي". 

 

ويرى الكاتب أن "ما يزيد من أهمية النقاش أن فحواه خطير، وكما تقول مفوضية استراتيجية الدفاع الوطني، فإن التنافس النشط والمصمم ضروري؛ لأن أمريكا تواجه هزيمة وكارثة على هامشها، ومن أجل مطابقة التحدي أوصت مفوضية استراتيجية الدفاع الوطني وعدد كبير من المحللين والوكالات الحكومية بزيادة النفقات الدفاعية والاستثمار في القدرات الجديدة، بما في ذلك تبني استراتيجية ذات مخاطر من أجل استخدام القدرات النووية". 

 

ويقول ديفيس إنه "إذا كان عالم السياسة يشكل تحديات على استقرار أمريكا ونزاعات خطيرة فإنه يجب على الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا، وفي الحقيقة يجب عليها أن تختار من التزاماتها ذلك الذي يعزز أمنها وهي تقوم بمحاولة إعادة موازنة التهديدات الجديدة". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن "الأمريكيين يشاهدون آثار الإجهاد على القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، وتواجه قوات البحرية مشكلات في الصيانة والراحة، فيما تكافح القوات الجوية للحفاظ على جاهزيتها للعمل، خاصة بعدما قامت بسلسلة طلعات جوية على أهداف بعيدة، وتم تبذير التريليونات على بناء الدول، وقتل عشرات الآلاف من الجنود والجنديات وعدد آخر من المتعهدين الأمنيين، الذين لم يتم إحصاء أسمائهم في دوامة لا نهاية لها من الحروب، التي أدت إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة التي نزلت فيها، ولم تعد أمريكا قوية كما في الماضي، وأصبحت عرضة للخطر كلما تورطت في الشرق الأوسط".

 

ويقول ديفيس: "علينا ألا نفاجأ بهذه النتائج، فالقوى العظمى عادة ما تعاني من المنافسات مع بقية القوى العظمى التي لا تواجه ارتباكات كثيرة ودون خطة خروج واضحة". 

 

ويرى الكاتب أن "أمريكا عانت مثل هذا في فيتنام، وعانى الإثينيون وجاعوا عند أسوار سيراكوز، وظلت قرحة/ حرب نابليون الإسبانية تنزف حتى عام 1814، وعانت بريطانيا نكسة تلو أخرى في الكوت وغاليبولي، ويهم أمريكا اليوم ما جرى للجيش الأحمر السوفييتي الذي انهار في أفغانستان، وفي كل حالة فقدت القوة العظيمة المنظور عن الاستراتيجية الكبرى وتصبح عرضة لمخاطر تهديدات مهمة". 

 

ويستدرك ديفيس بأنه "رغم دروس التاريخ، والكلفة العالية التي دفعتها أمريكا خلال السبعة عشر عاما في العراق وأفغانستان وسوريا، فإن هناك أصواتا تطالب بعودة التنافس بين القوى، لكنها تدعو في الوقت ذاته لبقاء الجنود في نيران الحرب". 

 

ويؤكد الكاتب أن "المؤسسة السياسية الخارجية لا تستطيع الاعتراف بالتوتر بين الحرب الدائمة وتداعيات زعزعة استقرار القوى، فإن التنافس يظهر غيابا للرؤية والخيال".

 

ويعتقد ديفيس أن "التزام الولايات المتحدة المفرط لنزاعات غير استراتيجية سيظل يعوق الجهود للتركيز على التغيرات التحويلية التي تحدث في الشؤون الدولية، ويجب على المحللين والباحثين الذين يحاولون التركيز على التنافس بين الصين وروسيا اختيار معاركهم، فالولايات المتحدة لا تستطيع، في الوقت ذاته الاستجابة بشكل كامل لدعوات سحق تنظيم الدولة، أو تغيير النظام في فنزويلا، والإطاحة بالأسد، ووقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية، والتحضير لسباق نووي بين جيشين ضخمين على الجانب الآخر من يوروشيا".

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "صحيح أن انسحاب ترامب مندفع وغير واضح، وكذلك المقترحات البديلة". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)