علقت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في افتتاحيتها، على قرار الرئيس دونالد ترامب الخروج من سوريا، مشيرة إلى أن آثاره ستظل واضحة في الأشهر المقبلة.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي دافع فيه الرئيس ترامب عن قراره الخروج من سوريا في أثناء زيارته المفاجئة للقوات الأمريكية في العراق، فإن روسيا كانت تشجب الغارات الإسرائيلية قرب دمشق.
وتقول الصحيفة إنه "نادرا ما تعترف إسرائيل بالغارات التي تنفذها على سوريا، لكنها تقوم ومنذ أشهر بغارات جوية لمنع إيران من بناء قوة عسكرية هناك، واتهمت روسيا إسرائيل بـ(الاستفزاز)".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "إسرائيل قالت لاحقا إنها قررت تفعيل نظامها الدفاعي ردا على صاروخ مضاد للطائرات أطلق من سوريا، وبطريقته المغرورة قال ترامب إن إسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها، دون الحاجة للولايات المتحدة، و(تحدثت لبيبي (بنيامين نتنياهو) وقلت لبيبي، وكما تعرف فنحن نقدم لإسرائيل 4.5 مليارات دولار في العام، وهم يقومون بعمل جيد للدفاع عن أنفسهم)".
وتستدرك الصحيفة بأن "الغارات الجوية باتت تمثل خطورة كبيرة في وقت تبني فيه روسيا دفاعاتها الجوية في سوريا، وذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن أن روسيا نشرت ثلاثة أنظمة دفاع صاروخي من (أس- 300) في سوريا منذ تشرين الأول/ أكتوبر، بشكل يعقد من مهام الطيارين الإسرائيليين وحتى الأسلحة الأخرى".
وتجد الافتتاحية أن "فلاديمير بوتين لا يريد حربا قد تكلف حياة الجنود الروس، إلا أن رغبته في مواجهة الطائرات الإسرائيلية قد تزداد مع خروج الأمريكيين من سوريا، وربما حاول رجل روسيا القوي امتحان تعهد ترامب بالدفاع عن إسرائيل في أي قتال".
وتنوه الصحيفة إلى أن "إيران ستواصل تسليح الجماعات الوكيلة لها، وتقوية حضورها في سوريا، ومن هنا فإن نزاعا إيرانيا إسرائيليا روسيا ليس بعيدا عن عام 2019".
وتقول الافتتاحية إن "الأخبار الجيدة هي تعهد ترامب بعدم سحب القوات الأمريكية من العراق، ويوجد هناك 5200 جندي يساهمون في القتال ضد تنظيم الدولة، ولم يتم بعد قطع جذور التنظيم في العراق، رغم طرده من مناطق الخلافة في الموصل، وقد استأنف عملياته الانتحارية والاغتيالات ضد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار، ويجب الحفاظ على هذه القوات لمنع التنظيم من إعادة تجميع نفسه".
وتبين الصحيفة أن "هذا يعني توضيح ترامب لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن القوات الأمريكية موجودة لوقت طويل، وكان على عبد المهدي دفع ثمن سياسي ضد القوات الموالية لإيران والوطنيين العراقيين الذين يطالبون برحيل القوات الأمريكية".
وترى الافتتاحية أنه "بحاجة لأن يعرف أن ترامب لن يكرر الدرس ذاته الذي فعله في سوريا، ولا خطأ باراك أوباما عام 2011، عندما سحب القوات الأمريكية من العراق، فالحكومة العراقية الجديدة تحتوي على عناصر مؤيدة لأمريكا، وهي بحاجة لبقاء الأخيرة في البلاد لتوازن التأثير الإيراني".
وتعبر الصحيفة عن الخيبة من عدم لقاء ترامب مع عبد المهدي، مع أنه وجه للأخير دعوة لزيارة واشنطن، وقبل الدعوة، وترى أن وجود القوات الأمريكية في العراق لا علاقة له ببناء الدول، أو أداء دور شرطي العالم، و"هو أقل كلفة من إرسال قوات على قاعدة واسعة، والدخول في حملة حربية جديدة، وبما أن ترامب أعلن عن النصر على تنظيم الدولة فإنه سيكون مسؤولا لو عاد التنظيم من جديد".
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالقول إن "الخطر الذي يواجه ترامب في عاميه القادمين نابع من الطريقة التي سينظر فيها أعداء الولايات المتحدة للخروج باعتباره ضعفا، فيما تتعامل إيران معه على أنه رئيس لولاية واحدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
ناشونال إنترست: سوريا غير مهمة بتنافس أمريكا مع الصين وروسيا
نيويورك تايمز: كيف يبدو مستقبل سوريا بعد رحيل أمريكا؟
أوبزيرفر: هذه تداعيات ومخاطر قرار ترامب في سوريا