نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتبة دانيا عقاد، تكشف فيه عن ظروف اعتقال الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بعد صدور نتائج تحقيق هيئة دولية في ظروف سجنه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن لجنة من البرلمانيين البريطايين والمحامين الدوليين اكتشفت أن مرسي يقضي في السجن المنفرد 23 ساعة في اليوم، وينام على أرض إسمنتية، وسمح له برؤية عائلته مرة واحدة في الثلاثة أعوام الماضية.
وتلفت الكاتبة إلى أن الرئيس المصري السابق يموت قبل أوانه نتيجة لقلة العلاج، وقد يكون الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مسؤولا من ناحية قانونية عن الطريقة التي يعامل فيها مرسي بموجب القانون الدولي، بحسب اللجنة.
ويورد الموقع نقلا عن اللجنة، قولها: "وجدنا أن ظروف اعتقال الدكتور مرسي ستكون مهمة باستمرار للسلسلة القيادية كاملة، بحيث يمكن من ناحية المبدأ أن يكون الرئيس الحالي مسؤولا عن جريمة التعذيب".
ويذكر التقرير أن اللجنة، التي ترأسها عضو البرلمان كريسبين بلانت، نتائج تحقيقها يوم الأربعاء، بعد أن طلبتها عائلة مرسي، من خلال شركة محاماة "آي تي أن" للتحقيق في ظروف سجن الرجل البالغ من العمر67 عاما، مشيرا إلى أن اللجنة طلبت زيارة مرسي في سجن طرة، وتقييم ظروفه عن كثب في وقت سابق من الشهر، لكن الحكومة المصرية لم تستجب للطلب.
وتورد عماد نقلا عن اللجنة، قولها في تقريرها: "لقد استنتجنا أن الحكومة المصرية لا ترغب في أن تكون هناك رقابة مستقلة على ظروف احتجاز الدكتور مرسي"، فيما قال حارس سابق في سجن العقرب الأمني في 2012، إن السجن مصمم "لئلا يخرج منه من دخله ما لم يكن ميتا".
وينقل الموقع عن بلانت، قوله: "كنا نأمل أن تكون الثورة قد تعاملت مع هذا الأمر.. لكن الأدلة تشير إلى أنها لم تفعل، فعلى الرئيس السيسي أن يفعل ذلك".
ويكشف التقرير عن أنه بناء على شهادات عائلة مرسي وغيرهم من ذوي الاطلاع على ظروفه، فإن اللجنة وصفت معاملته بأنها "قاسية ولاإنسانية ومهينة"، وقالت إنها قد "تصل إلى حد التعذيب، بحسب القانون المصري والقانون الدولي".
ويقول تقرير اللجنة إنه دون عناية طبية ضرورية فإن الأضرار لصحته "قد تكون دائمة وربما قاتلة"، ويضيف: "نتائج هذه العناية غير الكافية غالبا سيكون تراجعا سريعا في حالته على المدى الطويل، الذي يحتمل أن يؤدي إلى وفاته السابقة لأوانها"، بحسب الموقع.
وتكشف الكاتبة عن أنه لا يقدم لمرسي سوى الأغذية المعلبة، التي تكون أحيانا فاسدة، لافتة إلى أنه يعاني الآن من تراجع في عمل الكبد والكليتين، وذلك غالبا نتيجة سوء التغذية، بحسب اللجنة.
ويفيد الموقع بأن هناك تقارير تشير إلى أن مرسي يعاني من السكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أمراض أخرى، كما تشير التقارير إلى تدهور صحته منذ دخوله السجن، لافتا إلى أن التقارير ذكرت أنه عانى من غيبوبة بسبب السكري، وأنه بدأ يفقد الرؤية في عينه اليسرى؛ بسبب قلة الإنسولين، بالإضافة إلى أن هناك أضرارا في رقبته وعموده الفقري؛ بسبب نومه على أرضية إسمنتية، ويعاني أيضا من التقرحات في فكيه ومن التهاب الملتحمة.
وينقل التقرير عن ابنه عبدالله مرسي، قوله للجنة بأن طبيبا فحص والده قبل ستة أشهر، لكن لم يكن معه سوى سماعة طبيب وجهاز قياس ضغط الدم، ولم يخضع لأي فحوص أخرى، ولم تقدم له أي أدوية، وأضاف عبدالله مرسي للجنة: "الطبيب في السجن هو ممارس عام تعينه الدولة.. والدي يحتاج لطبيب متخصص في الأشعة، ويحتاج تحليلات دم، ومعالج طبيعي، وطبيب عيون".
وتنوه عماد إلى أن عائلة مرسي أعربت عن خشيتها من أن يكون منع العلاج أمر متعمد، مشيرة إلى أن مرسي، وهو الرئيس الأول المنتخب ديمقراطيا، عضو في الإخوان المسلمين المحظورة الآن، وهو محتجز في السجن منذ انقلاب الجيش المصري عليه في تموز/ يوليو 2013.
ويبين الموقع أنه حكم عليه منذ ذلك الحين بالإعدام شنقا، وما مجموعه 48 عاما في السجن؛ لتهم مختلفة، بما فيها قتل المتظاهرين، وشتم القضاء، والتعاون مع حركة حماس وحزب الله.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن محكمة حكمت بإلغاء أحكام الإعدام عليه، مستدركا بأن هناك استئنافات يتوقع أن تعيد تلك الأحكام.
التايمز: مرسي يواجه الموت في السجون المصرية
دير شبيغل: كيف يخفي السيسي عن العالم حقيقة الوضع بمصر؟
فيسك يتحدث عن السيسي والانتخابات وأسباب دعم الأقباط