قال مراقبون ومحللون إن المرشح الرئاسي،
عبدالفتاح السيسي، لا يحتاج إلى نتائج في انتخابات الرئاسة التي تنطلق في مصر،
الاثنين، بل إلى نسبة تصويت مرتفعة.
وكشف
تجار ومقاولو بناء أن عناصر من قوات الأمن أمرتهم بمنح عمالهم إجازة؛ لتمكينهم من التصويت، واشترطوا على بعضهم
إحضار أعداد بعينها؛ حتى لا يتعرضوا لمتاعب.
الأمن
يتصدر المشهد
وكشف
"سعيد م س" صاحب محل في منطقة أرض اللواء بالجيزة لـ"عربي21"،
أن "قوات الأمن فرضت عليه إتاوة بنحو 3 آلاف جنيه؛ من أجل عمل دعاية للسيسي،
واحتفظوا ببطاقته لحين الانتهاء منها، وإحضار العاملين معه في المحل في يوم
الانتخابات"، وأعرب عن تذمره من الطريقة التي يتعامل فيها رجال الأمن معه،
قائلا "يأخذون أموالنا وكأنها أموالهم، دون استئذان أو حتى أدب، يفتقرون لكل
معاني الأخلاق، لماذا لا يدفعون هم؟"
فيما
أكد صاحب محل أدوات منزلية، وسط القاهرة، يدعى الحاج "محمد أ ع"،
لـ"عربي21"، أن "رجالا من الأمن جمعوا آلاف الجنيهات منه ومن
باقي المحلات المجاورة، بأوامر من رئيس القسم (شرطة) للتجهيز للانتخابات يوم
الاثنين، وإقامة خيام لخدمة المصوتين، وتأجير مكبرات صوت لإذاعة الأغاني الوطنية، وحث الناس على التصويت".
حشد
للنزول وليس للفوز
وعلق
عضو حزب العيش والحرية، معتز أحمد، الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق خالد علي،
بالقول إن "السيسي ونظامه يسعيان إلى إظهار وجود أعداد ضخمة من المصريين أمام
لجان الانتخابات، وتصوير تلك الطوابير، وعرضها على شاشات التلفاز؛ لإضفاء شرعية
شعبية على العملية الانتخابية، فالحشد ليس للفوز، إنما من أجل النزول".
وأكد
لـ"عربي21" أن "النظام سيحرص أيضا على تصوير يوم الانتخابات على
أنه يوم كرنفالي احتفالي، وسنجد أغاني واحتفالات ورقصا، وكأنه مهرجان شعبي وليس
عملية انتخابية"، مشيرا إلى أنه "سوف يستعين كالعادة بالشؤون المعنوية
للقوات المسلحة، وبعض مؤيديه من رجال الأعمال؛ لحشد موظفيهم وعمالهم للتصويت والرقص،
وإجبار الطبقات الفقيرة المسحوقة على النزول والاحتفال من قبل الشرطة، وحشد
قطاعات كبيرة من السائقين والباعة الجائلين".
أسلوب
أقدم من السيسي
الصحفي
والناشط، مصطفى الحسيني، المقيم في نيويورك، أكد بدوره أن
"السيسي سيحاول جاهدا ترتيب الأرقام، لكن وصوله لها مستحيل من دون حشد
الناخبين بكل الوسائل، ومن ثم التزوير الفج، وهو يقوم بالجزء الأول بالفعل منذ
أسابيع عبر أذرعه الإعلامية؛ لتجنب مشهد انتخابي فارغ هزيل، وهو المشهد المتوقع
حدوثه على مستوى الإقبال والمشاركة، ومن ثم يتبقى ترتيبات تزوير النتائج بشكل يضمن
له إخراجها في صورة قد يقبلها الخارج قبل الداخل".
وأوضح
لـ"عربي21" أن "نظام السيسي سيمارس ضغوطا على أصحاب المؤسسات
والشركات ورجال الأعمال؛ للدفع بالعاملين إلى التصويت، وهو نهج قديم يسبق وجود عبد
الفتاح في السلطة، وهو أسلوب سلطوي يعتمد على الترهيب؛ لضمان عدم تفلت شريحة
الناخبين التي يمكن الحصول عليها ككتلة واحدة، وهو أمر مهم للغاية لنظام قمعي مثل
نظام السيسي".
مؤكدا
أنه "سيتم استخدام كل إمكانيات الدولة في نقل الموظفين للجان
الانتخابات، وهو بالمناسبة مؤشر له على شعبيته الحقيقية بين قطاعات كبيرة من الشعب
المصري، التي تآكلت بعد الصدمات الكبيرة والمؤلمة التي تلقاها الشارع المصري لمن
اعتبره يوما المنقذ والمخلص".
اقرأ أيضا: نظام السيسي يتوسل الشعب للمشاركة بالانتخابات.. بكاء ورقص
مشهد
مصطنع
وذهبت
الكاتبة الصحفية، أسماء شكر، إلى القول إن "الانتخابات الرئاسية في مصر
محسومة، ونتائجها معلومة لدى الداخل والخارج، لكن السيسي ونظامه في أمسّ الحاجة إلى
أعداد تقف أمام اللجان الانتخابية، وتظهر للعالم كأن هناك حشدا وإقبالا".
وأضافت
لـ"عربي21" أن "السيسي، بشهادة العديد من التقارير الدولية، يقوم بعملية انتخابات زائفة، والحشود المصطنعة هو رد السيسي ونظامه على هذه
التقارير، وهم بدأوا بالفعل في الضغط على الجمعيات الخيرية في مصر، واستغلال حاجه
الفقراء، وفرضوا عليها إحضار أصحاب الإعاشات الشهرية بالباصات إلى مقرات اللجان
الانتخابية، والاستدلال بذلك من خلال الحبر الفسفوري".
واختتمت
حديثها بالقول: "لا ننسى الحشد الكنسي الذى لا يستحي مسؤولو الكنيسة من إعلانه
في الإعلام، وكذلك استغلال رجال الأزهر والأوقاف والمنابر؛ لحشد أكبر عدد من
الناخبين؛ كي لا تفتضح هزلية الانتخابات الرئاسية في مصر".
اقرأ أيضا: إيكونوميست: في انتخابات مصر مرشحان ولا اختيار بينهما
لماذا فشل نظام السيسي في الحشد للانتخابات في أمريكا؟
ما دلالة طلب الجيش من السيسي تمديد فترة عملية سيناء؟
كيف استغل نظام السيسي الأزهر بالدعاية لانتخابات الرئاسة؟