أكد خبراء ومتابعون للشأن المصري أن الاقبال الضعيف الذي شهدته الانتخابات الفرعية لنقابة المهندسين بمصر يعد انعكاسا على الحالة السياسية التى يعيش فيها المصريون بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013.
وطبقا للخبراء، فإن نسب المشاركة في انتخابات المهندسين تعكس نسب المشاركة المتوقعة في باقي الانتخابات وأهمها الرئاسة، وهو ما يمثل تراجعا عن نسب الاقبال الكبير الذي شهدته مصر في الاستحقاقات الانتخابية التي جرت بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، وحتى انقلاب تموز/ يوليو 2013.
نسب المشاركة الضعيفة التي تراوحت بين 5 إلى 15 % في الانتخابات التي شهدتها النقابات الفرعية للمهندسين الجمعة الماضي، جاءت قبل يوم واحد من بدء حملة الدعاية للانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة صورية بين رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وبين أحد أهم التابعين له وهو موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد.
اقرأ أيضا: مقترح قانون يمنح طلاب مصر درجات مقابل التصويت بالانتخابات
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي المعني بالشؤون السياسية، أحمد الجيزاوي، لـ "عربي21" أن نقابة المهندسين تعد من أبرز وأكبر النقابات المهنية، كما أنها تضم أعضاء يصنف معظمهم في دائرة أصحاب الرأي أو المثقفين، وكانت أكثر النقابات إزعاجا لنظام مبارك وتحديدا بعد زلزال 1992 الشهير، مما دفعه لفرض الحراسة عليها وتجميدها لأكثر من 12 عاما، مما يعني أنها نقابة حية ونشطة، ولذلك فإن نسب المشاركة الضعيفة فيها تعبير عن الحالة العامة التي أصبحت فيها مصر.
ويضيف الجيزاوي، أن غياب الإخوان عن المنافسة في المحافل الانتخابية التنافسية لاشك أنه قلل من أهمية هذه المحافل، وعادت الأمور إلى سابق عهدها في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان يحقق حزب السلطة الفوز من خلال القوائم الجاهزة التي يتم إعدادها في الاتحاد الاشتراكي أو الحزب الوطني بعد ذلك.
وأكد الجيزاوي أن السيسي رغم أنه حسم الانتخابات المقبلة منذ بدايتها بالإجراءات القمعية التي اتخذها ضد منافسيه العسكريين والمدنيين، إلا أنه حريص على تسويق نفسه على أنه جاء بإرادة الشعب، وأن الجماهير اصطفت في الطوابير من أجل انتخابه، وهي رسالة ليست للداخل لأنه مغلوب على أمره، وإنما للمجتمع الدولي.
اقرأ أيضا: تزايد ظاهرة اعتزال السياسة في مصر هربا قمع السيسي
واستدل الجيزاوي بتصريحات المتحدث باسم حملة السيسي، محمد بهاء أبو شقة، مع بدء الحملة الدعائية، أمس السبت، والتي أكد فيها أن هدف حملته هو نزول المواطنين والمشاركة في التصويت حتى لو كان "رئيس الانقلاب" هو المرشح الأوفر حظا.
قتل ممنهج
ويضيف أستاذ العلوم السياسية، كرم عبد الله، لـ "عربي21" أن الشعب المصري يعيش أسوء أيامه السياسية، حيث أصبحت الاستحقاقات الانتخابية عبئا على الجميع عدا النظام الحاكم رغم نتائجها المعروفة مبكرا، فالانتخابات أصبحت قرينة للتنازلات، والتضييق، والاعتقال، ومزيد من الإساءة لسمعة مصر.
وأضاف عبد الله، أن نظام السيسي لا يعنيه كثيرا أية نتيجة لأن لديه أجهزة أتقنت فن التزوير وتغيير الحقائق، وهو ما أدى إلى مزيد من التهميش للفئات التي يمكن أن تقوم بالتغيير والتطوير، وبالتالي فإن عدم المشاركة بنسبة كبيرة في انتخابات هامة مثل المهندسين يكشف حقيقة خطيرة وهي أن الحياة السياسية والعامة في مصر يتم قتلها بسكين بارد، كما أنها إشارة لخروج المجتمع المدني من المشاركة في إدارة شؤون الوطن.
وأشار عبد الله، أنه من عجائب السياسة بمصر أن أحد المرشحين لأهم منصب قيادي يعلن دعمه وتأييده لمنافسه ويراه الأفضل للمنصب، ولذلك فإن محاولات نظام السيسي لخلق حالة سياسية وحراك انتخابي هو مجرد تزييف للواقع وقلب للحقائق.
اقرأ أيضا: صحيفة: هكذا أعلنت مصر بداية "عرضها المسرحي" الانتخابي
وأوضح أنه لا يجب الانتظار من الحملة الانتخابية التي انطلقت، أمس السبت، أي حراك سياسي، لأنها انتخابات تسير في اتجاه واحد فقط، في ظل غياب المنافسة وعدم وجود البرامج، إضافة لسيطرة الأجهزة الأمنية والعسكرية على كل منافذ الإعلام.
ويشير عبد الله أن تراجع نسب المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية مستمر منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2012 وفاز فيها محمد مرسي، باعتبار أن القاعدة السياسية تقول إنه كلما كانت الانتخابات أكثر تنافسية كانت نسبة المشاركة أكبر.
وانطلاقا من ذلك يرى أستاذ العلوم السياسية أن السيسي عمل منذ اليوم الأول للانقلاب لشيطنة الإخوان وتشويه سمعتهم وتوزيعهم على القبور والسجون والمعتقلات، وبالتالي باتت أية منافسة ليس لها محل من الإعراب، في مقابل قتل الحياة السياسية إما بالتهديد أو التلفيق أو التصفية عملا بمبدأ "الدبابة فوق الجميع".
الكشف عن مكان احتجاز سامي عنان.. محاميه زاره
ما هي دلالات الاعتداء على هشام جنينة.. وعلاقته بالانتخابات؟
عربي21 تكشف موقف جيش مصر من سد النهضة.. وخبراء يعلقون