ملفات وتقارير

هجوم علني متبادل بين السيسي وإعلاميين مقربين من المخابرات

اتهم السيسي الإعلاميين الذين يهاجمونه بأنهم جاهلون ويحرضون الجماهير على الثورة وتخريب البلد- جيتي

تحدث قائد الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، بغضب واضح أثناء تعليقه على الهجوم المستمر عليه من وسائل إعلام مصرية، واتهامه بقمع الحريات في البلاد، متهما، خلال كلمته أثناء الاحتفال بافتتاح حقل "ظهر" لإنتاج الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، الإعلاميين الذين يهاجمونه بأنهم جاهلون، ويحرضون الجماهير على الثورة وتخريب البلد.

 

 

وشهدت الأيام القليلة الماضية هجوما كبيرا من وسائل إعلام مملوكة للمخابرات وإعلاميين موالين للنظام؛ بسبب الطريقة التي تم بها منع جميع المرشحين من منافسة السيسي في انتخابات الرئاسة المقبلة.

الرأي الواحد يؤدي للنكسة

وفي هذا السياق، قالت الإعلامية لميس الحديدي، الاثنين الماضي، عبر قناة "سي بي سي" المقربة من المخابرات: "إن الدولة قتلت السياسة"، مؤكدة أن "بعض الأجهزة تعمل لإسكات الصوت الآخر" .

وحذرت النظام من مصير عبد الناصر، والنكسة بسبب سياسة الرأي الواحد، قائلة إنها ستقول هذه الرسالة حتى لو منعت من الظهور على الشاشة مجددا.

 

 

 

أما الإعلامي عمرو أديب، فقال خلال برنامجه على قناة "أون إي"، الثلاثاء، إن انتخابات الرئاسة المقبلة ليست تنافسية، مؤكدا أنه لن يشارك في تحويلها إلى مسرحية.

من جانبه، انتقد الإعلامي محمد علي خير ترشح موسى مصطفى موسى لمنافسة السيسي في انتخابات الرئاسة، قائلا يوم الثلاثاء الماضي، على قناة "القاهرة والناس" المقربة من المخابرات، إن صحف العالم كلها تسخر من مصر، وتقول إن النظام يبحث عن مرشح ليخسر أمام السيسي.

من الثلاجة إلى الميكروويف

وخلال اليومين الماضيين، حفلت الصحف الخاصة بالعديد من المقالات الرافضة لطريقة النظام في إدارة انتخابات الرئاسة المقبلة.

وتساءلت صحيفة "التحرير" المقربة من الأجهزة الأمنية، في تقرير لها الثلاثاء: "من السبب في عدم وجود منافس واحد يترشح للرئاسة؟ وما العمل في حالة الاحتقان العام التي طالت جميع شرائح المجتمع جراء خطوات الإصلاح الاقتصادي، وغلق المجال العام أمام ممارسة السياسة؟

وفي هذا السياق، كتب عماد الدين حسين مقالا في صحيفة الشروق بعنوان "مرشحون من الثلاجة إلى الميكروويف"، قال فيه: "لماذا لم تتحرك الدولة وأجهزتها قبل الانتخابات لتدفع شخصيات عامة وحزبية بالترشح بصورة طبيعية، بدلا من الاستعجال واللهوجة التي شهدناها في الأسبوع الأخير؟! وبدلا من حفلات التريقة والقلش التي خصمت من رصيد الجميع من أول الحكومة إلى الأحزاب إلى الرئيس إلى المجتمع بأكمله.

وطالب السيسي بالتعلم من نظام مبارك، وكيف أدار انتخابات الرئاسة عام 2005 بطريقة أفضل كثيرا مما يحدث الآن، متمنيا أن يتوقف هذا الأمر، وأن تتوقف الخسارات المجانية الناتجة عن غياب التصورات السياسية لدى النظام.

وفي الصحيفة ذاتها، كتب محمد عصمت مقالا بعنوان "انتخابات لا تشبه الانتخابات"، قال فيه إن الانتخابات الرئاسية تبدو كأنها تدور في فضاء سياسي لا يستند إلى أي أرضية شعبية، بعد أن ابتعدت بالأوضاع والإجراءات غير العادية التي تصاحبها عن كل القيم الديمقراطية والحقوقية التي تأسس عليها دستور 2014، مؤكدا أن النظام أقصى تماما العملية السياسية بتفاعلاتها الحزبية والنقابية والشعبية.

سياسة الأرض المحروقة

أما زياد بهاء الدين، فقال إن النظام يتبع سياسة الأرض المحروقة؛ من أجل تحقيق النتيجة المطلوبة، دون تقدير كاف للعواقب والتداعيات التي سوف تخلفها بعدما تنتهي الانتخابات.

وقال عبد الله السناوي إن غياب أي تنافس جاد في الانتخابات الرئاسية هو أكثر التطورات خطورة وسلبية منذ ثورة يناير، مؤكدا أن هناك فارقا جوهريا بين شرعية الأمر الواقع والشرعية الدستورية.

 

وطالب السيسي بالاتعاظ من نظام مبارك، الذي زور الانتخابات البرلمانية عام 2010، وأنهى أي أمل في إصلاح النظام من الداخل، ما دفع طاقة الغضب والاحتجاج إلى خارج السياق الرسمي والحزبي، ممثلا في ثورة يناير.

وفي صحيفة "الوطن"، كتب محمود خليل مقالا قال فيه إن موسى مصطفى موسى منافس خاص جدا، تحول في ساعات قليلة من مؤيد للسيسي إلى منافس شكلي له في مشهد غير منطقي ولا يقنع أي شخص.

وفي صحيفة "المصري اليوم"، تناول عبد الناصر سلامة دعوات مقاطعة انتخابات الرئاسة في روسيا، التي تجري الشهر المقبل، والدعوة لعصيان مدني وثورة ضد الرئيس فلاديمير بوتين، بعد تيقن الشعب من أن الانتخابات مجرد مسرحية، محذرا السيسي من تكرار الشيء ذاته معه؛ بسبب التلاعب بانتخابات الرئاسة المصرية.