كتاب عربي 21

بيروت محور اتصالات إسلامية قومية فلسطينية: هل تنتهز الفرصة لمراجعات جذرية؟

1300x600

تشهد مدينة بيروت هذه الأيام؛ سلسلة لقاءات علنية وغير علنية، بين قيادات القوى الإسلامية والقومية والفلسطينية، لمواكبة وتقييم التطورات الجارية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وتتم هذه اللقاءات بين شخصيات قيادية إسلامية مقاومة، إما بشكل ثنائي أو من خلال لقاءات مشتركة مع قوى أخرى، قومية وفلسطينية. كما تعقد ندوات واجتماعات خاصة، بدعوة من بعض المؤسسات الفكرية والبحثية، أو من جهات معنية بقضية القدس، كمؤسسة القدس الدولية والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي، وهيئات ثقافية وفكرية لبنانية وعربية، إضافة للقاءات بين قيادات عدد من الحركات الإسلامية بهدف تقييم الفترة الماضية، ووضع خطط وأفكار لمواجهة المرحلة المقبلة، ولا سيما البحث الجدي في تشكيل جبهة موحدة لقوى المقاومة.

ويتحدث بعض المشاركين في هذه اللقاءات عن أهم النقاط والقضايا التي يتم التطرق إليها، سواء حول قضية القدس والقضية الفلسطينية، أو أوضاع العلاقة بين القوى والحركات الإسلامية، أو بين هذه القوى والقوى القومية، وكذلك بين قيادات المقاومة. ومن أبرز النقاط التي جرى الإشارة إليها:

 

 

قرار الرئيس الأمريكي، وما حصل من تداعيات حتى الآن، أعاد الأولوية للقضية الفلسطينية في كل دول المنطقة



أولا: إن قرار الرئيس الأمريكي، وما حصل من تداعيات حتى الآن، من ردود فعل رسمية وشعبية أو من تحركات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة والقدس والضفة، أعاد الأولوية للقضية الفلسطينية في كل دول المنطقة، وتراجعت الاهتمامات الأخرى إلى مرتبة ثانية.

ثانيا: رغم أن بعض مواقف الدول العربية والإسلامية لم ترق إلى مستوى التحدي، واضطرت بعض هذه الدول والسلطة الفلسطينية إلى مراعاة حساباتها ومصالحها السياسية، لكن في المقابل؛ فإن القرار الأمريكي لم يجد أية تغطية من أية دولة في العالم، حتى تلك المتحالفة مع أمريكا.

ثالثا: إن الحراك الشعبي في الدول العربية والإسلامية وعلى الصعيد الدولي؛ يشكل مدخلا مهما من أجل تشكيل رأي عام جديد، داعم للقضية الفلسطينية ومعارض بقوة للكيان الصهيوني، بعد سنوات عدة من تراجع الاهتمام بهذه القضية.

 

مع أن الحراك لم يتحول إلى انتفاضة شعبية أو مسلحة شاملة، فإنه نجح في فرض خيار المواجهة والمقاومة على خيار المفاوضات والتسويات


رابعا: إن الحراك الأهم حتى الآن؛ هو ما يجري داخل الأراضي الفلسطينية. ومع أن هذا الحراك لم يتحول إلى انتفاضة شعبية أو مسلحة شاملة، فإنه نجح في فرض خيار المواجهة والمقاومة على خيار المفاوضات والتسويات. وهناك توقعات أكيدة بتصاعد هذا الحراك في المرحلة المقبلة، رغم كل أشكال القمع الصهيونية وعدم انضمام بعض القوى الفلسطينية بقوة إلى هذا الحراك.

خامسا: المطلوب في المرحلة المقبلة تصعيد التحركات ضد المصالح الأمريكية بكل الوسائل المتاحة، وإيصال رسائل قوية وفاعلة للإدارة الأمريكية بأن ما قامت به سيكون له انعكاسات خطيرة على كل المصالح الأمريكية في العالم.

سادسا: إن كل القوى والحركات الإسلامية والقومية والفلسطينية معنية، اليوم قبل الغد، بإجراء مراجعات شاملة لكل المرحلة السابقة، من أجل وضع استراتيجيات جديدة تتناسب مع التحديات الجديدة، وهذا يتطلب نقدا ذاتيا من الجميع، والإسراع بالوصول إلى تسويات سياسية، ووقف الحروب والصراعات القائمة.

سابعا: إن فتح جبهات المقاومة، سواء من قطاع غزة أو من خارج فلسطين، خيار يجب الاستعداد والتحضير له بشكل كامل، بانتظار اللحظة المناسبة لاتخاذه؛ لأن مثل هذا القرار سيكون له تداعيات مهمة، ويتطلب توفر الظروف الملائمة سياسيا وشعبيا وميدانيا.

ويقول بعض المشاركين في هذه اللقاءات التقييمية إن الصراع مع العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي، ومن يمكن أن يلتحق بهما من أنظمة عربية، سيكون طويل الأمد ولن يحسم بسرعة، لكن كرة الثلج ستتدحرج، والمنطقة دخلت مرحلة جديدة، وهذا يتطلب من القوى والحركات الإسلامية والقومية والقيادات الفلسطينة؛ مواكبة سريعة للمتغيرات للاستفادة منها، لأن هناك فرصة جديدة متاحة من أجل تحقيق انتصار جديد على العدو الصهيوني.

فهل ستصدق هذه التقديرات؟ أم سينجح الأمريكيون والإسرائيليون وبعض حلفائهم الجدد؛ في فرض واقع جديد في القدس وفلسطين، وتصفية القضية الفلسطينية، وتحويل الصراع مجددا باتجاهات أخرى؟