قال المتحدث باسم جماعة
الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، ردا على ما يثار حول اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، لتصنيفها كـ"منظمة إرهابية"، إن "هناك تيارا عنصريا في الغرب والولايات المتحدة يريد فرض إرادته على الجميع"، معتبرا أن هناك من يسعى لتأجيج الصراعات في المنطقة لخدمة أجنداتهم الخاصة.
وتناقلت تقارير إعلامية أن ترامب يعتزم توقيع قرار بهذا الصدد، فيما دعت منظمة هيومن رايتس ووتش للعدول عن الفكرة، كما حذر تقرير لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) ومسؤولون سابقون؛ من خطورة هذ الخطوة على علاقات الولايات المتحدة بالمنطقة، كما حذروا من خطر تنامي التطرف.
اقرأ أيضا: خبراء بـCIA يحذرون من وضع "الإخوان" بقائمة الإرهاب.. لماذا؟
رد الإخوان المسلمين
وقال طلعت فهمي، لـ"
عربي21": "نحن نعلم أن المؤسسات سواء في الغرب عامة، أو في الولايات المتحدة خاصة، تدرك حقيقة وطبيعة فكر الجماعة المعتدل، إلا أنه من الواضح أن هذه المؤسسات تتصارع الآن مع تيار عنصري يسعى لفرض إرادته على الجميع".
واتهم فهمي ما أسماه "التيار العنصري" في تلك الدول؛ "بالسعي نحو إشعال مزيد من الصراعات بين شعوب الدول العربية وإشغالهم بحروب محلية وأهلية، وصراعات داخلية للحيلولة دون استقرارها، وانتشار السلام في العالم"، كما قال.
وبشأن خيارات جماعة الإخوان لمنع تصنيفها، أو في حال تصنيفها، قال: "نحن متفاعلون مع القطاع الشعبي الواسع في الغرب، والذي يرفض بصورة حضارية وقيمية توجهات هذا التيار العنصري".
وأكد أن المستفيد من دعم "التيار العنصري" في أمريكا "هم تجار الحروب الذين يسعون في الأرض فسادا، لتحقيق مكاسب مادية"، مضيفا: "من المنطقي أن يحارب هؤلاء جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها التيار الإسلامي الأكثر اعتدالا في العالم، وهو ما يتعارض مع مصالح هؤلاء وحساباتهم المادية"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: كيف يرى مستشارو ترامب جماعة الإخوان؟
حقيقة توجهات ترامب
من جانبه، حذر عضو مجلس الشعب في "برلمان الثورة"، أسامة سليمان، من إقدام إدارة ترامب على تلك الخطوة، واصفا إياها بـ"الحمقاء" وأنها تنم عن "قصر نظر مستشاريه في هذا الشأن، وتقوض دعائم الاستقرار بالمنطقة"، وفق قوله.
وقال لـ"
عربي21": "من شأن هذا التصنيف أن يعكس عدواته للشعوب الإسلامية، وسيحدث شرخا كبيرا في مقومات القيم التي تنادي بها أمريكا"، مشيرا إلى أنه "سيؤكد حقيقة أن ترامب يحارب الإسلام، وليس الجماعات المتشددة كما يدعي".
وتابع: "لا شك أن هناك ضغوطا هائلة تمارس على إدارة ترامب من قبل مصر والإمارات والكيان الصهيوني؛ مدفوعة الأجر، ولكنها ستبوء بالفشل"، ودلل على ذلك "بفشل تقرير الحكومة البريطانية عن الإخوان، الذي قدمه السير جون جينكينز، في إدانة الجماعة بالعنف، وانتقدته لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان البريطاني، ووصفته بالمضلل".
كارثة إذا وقعت
وتوقع رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، صفي الدين حامد، ألا تقدم إدارة ترامب على مثل هذه الخطوة. وقال لـ"
عربي21": إن "الإدارة مشغولة بالوضع الداخلي، ولا تملك الخبرة الكافية للانتهاء من تعيين كامل الحكومة الجديدة التي تواجه تحديات جمة، وبطء كبير"، وفق تقديره.
وأضاف: "الشيء الآخر؛ هو أنه أمر غير مفيد ماديا لأمريكا، وترامب دائما ما ينظر إلى العلاقات من وجهة نظر اقتصادية بحتة". ولكنه أكد أن هناك أربعة أطراف مستفيدة من هذا التصنيف "وهم السيسي، وبن زايد، والكيان الصهيوني، وبعض الأقباط سواء من المتشددين أو البسطاء"، على حد قوله.
وفيما يتعلق بخيارات الجماعة لمنع تصنيفها كمنظمة أرهابية، قال: "للأسف، فالوقت أصبح ضيقا، ولا يوجد وقت لعمل أي شيء، فعدم اكتراث الجماعة بوجود مقرات ومؤسسات رسمية لها في أمريكا وكندا صعّب من الأمر، وفضّلوا العمل ضمن مؤسسات ومنظمات أخرى دون التواصل المباشر مع الإدارة الأمريكية أو الكونجرس، أو الإعلام، أو منظمات المجتمع المدني".
ورأى أنه في حال أقدمت الإدارة الأمريكية على هذا القرار، "فستكون كارثة، وعندها لا بد أن يعلنوا (الإخوان) الخروج التام من السياسة. ونصيحتي لهم الالتزام بالشفافية التامة، والظهور تحت جميع الأضواء لأن العمل السري الذي التزموا به طوال سنوات استخدم ضدهم بغسل أدمغة الكثيرين حول العالم"، على حد قوله.
سياسات عنصرية
من جهته، رأى المتحدث الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة، رامي الحوفي، أن "هذا الأمر يخرج عن نطاق العقل والقانون والسياسة"، وقال لـ"
عربي21" إن "الأمر يتعلق بسياسات خاطئة تتسم بعنصرية واضحة".
وحذر من أن "الإرادة الأمريكية إذ تقدم على ذلك؛ ستجد نفسها في مأزق قانوني وسياسي وأخلاقي، إذ إن آلاف المؤسسات ينتمي أعضاء فيها لفكر الإخوان الوسطي، سواء داخل أمريكا، أو عبر كل دول العالم، ومنهم من لا يتصل تنظيميا بالإخوان"، لافتا إلى وجود "أحزاب تشارك في الحكم في العديد من الدول، أو حتى أحزاب قانونية شرعية في العديد من الدول"، كما قال.
اقرأ أيضا:
حقوقي: تصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية بأمريكا خلال أيام
"هيومن رايتس" تدعو ترامب إلى عدم تصنيف الإخوان كإرهابية