ملفات وتقارير

هكذا علق إسلاميون على مقال بلير بشأن "التطرف الإسلامي"

بدا أن بلير يقصد السنّة ويدافع عن الشيعة - أرشيفية
بدا أن بلير يقصد السنّة ويدافع عن الشيعة - أرشيفية
وجه كتاب وباحثون إسلاميون مصريون انتقادات لما طرحه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، بشأن أسباب "الفكر الإسلامي المتشدد"، حيث وُصف ما طرحه بلير بأنه "تضليل" للتغطية على "حروبه" الفكرية والعسكرية في المنطقة.

وكان بلير قد كتب مقالا عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية الأحد، وترجمته "عربي21"، قال فيه إن "تنظيمات مثل داعش والقاعدة ليست إلا الوليد الجديد لسلالة قديمة من الأفكار الشمولية الخطيرة، التي ترفض وتعادي كل المفاهيم العالمية والقيم الفردية لصالح فرض وجهة نظر أحادية وعنيفة. هذه التنظيمات تغذيها أيديولوجيات سياسية عابرة للحدود وإيمان عميق بالجهاد العنيف، من أجل استعادة رؤيتها المفترضة لما كان عليه الإسلام في القرن السابع للميلاد"، وفق قوله.

وقال أيضا إن "التطرف الإسلامي ينبع من مسلّمات دينية تبرر العنف ضد الآخرين"، معتبرا أن "الأسباب الأخرى للتطرف، مثل التفرقة العرقية، والفقر، والتدخلات العسكرية للحكومات الأجنبية، وانتهاكات حقوق الإنسان، هي أسباب ثانوية"، وفق تعبيره.

اقرأ أيضا: ما هي خريطة طريق توني بلير لهزيمة "التطرف الإسلامي"؟

"القاتل ينظر للمقتول"

وعلق المحامي المصري والبرلماني السابق، نزار غراب، بالقول: "القاتل ينظر للمقتول". وقال: "إنجلترا كدولة احتلال عسكري لمصر والمنطقة في حقبة من التاريخ، وكدولة أسست وقننت نهب أرض الغير واحتلالها بوعد بلفور، وكدولة دمرت العراق في حرب قامت على الكذب والخداع، أسس رئيس وزرائها الأسبق توني بلير مركز الأديان والجيوسياسية لكي يقدم نظريات للمنطقة والقوى السياسية والإسلامية التي تهدد هيمنة الغرب على المنطقة"، وفق قوله.

وأضاف غراب، صاحب التوجه الإسلامي، لـ"عربي21": "كان الواجب على معسكر جرائم الحرب ضد الإنسانية ورموزه أن يتواروا خجلا، لكن هي غطرسة المحتلين".

"آلة لم ترحم الثورة ولا الإخوان"

وتعجّب غراب من اتهام بلير للإسلاميين بتبني "الأفكار الشمولية الخطيرة التي ترفض وتعادي كل المفاهيم العالمية والقيم الفردية لصالح فرض وجهة نظر أحادية وعنيفة".

وقال: "الحقيقة أن تلك الأفكار هي أفكار الغرب التي نفذها مع ثورات الربيع العربي؛ لتركيع بلاد المنطقة له بالقوة العسكرية، وآلة القتل المباشرة أو التي تنوب عنه، كما أن نموذج الإخوان الذي داسته عجلات قطار الاحتلال الدولي والمحلي؛ كان في مدرسة مسالمة، وصلت للحكم عبر صندوق الانتخابات وتمتلك تصور متماهي مع الغرب، ورغم هذا لم ترحمها آلة الاحتلال الفتاكة"، وفق قوله.

العداء التاريخي

وأشار غراب إلى حديث بلير عن حركات تريد استعادة رؤيتها المفترضة لما كان عليه الإسلام في القرن السابع للميلاد، وقال إن كلام بلير "يعد إشارة تعبر عن العداء التاريخي لمنازعة المنطقة الإسلامية للغرب في ميزان القوة التي لا يرضى إلا أن تكون لصالح الغرب فقط، ويرحب بتعبئة المنطقة لمصالحه وأجندته العسكرية والسياسية والاقتصادية".

وانتقد غراب حديث بلير عن أن خطر هذه التنظيمات ينبع من مسلمات دينية تبرر العنف ضد الآخرين. وقال: "أغلب ضحايا تلك الجماعات هم من المسلمين أنفسهم".

ووصف غراب ما أورده بلير بأنه "كذب وتضليل للتغطية على حروبه الفكرية والعسكرية في المنطقة"، ووصفه بأنه "صاحب التاريخ في الإبادة والقتل والقنابل الذكية التي تخطئ هدفها وتصيب أطفال ونساء وشيوخ العراق"، وفق تعبيره.

"أكاذيب" و"مخاوف"

من جهته، يقول الكاتب والأكاديمي المصري، عطية عدلان، إن "كلام بلير كذب وتضليل ومبالغة، لكنه يعبر عن المخاوف الشديدة التي يعشونها من الإسلام؛ فهو كاذب في ادعاءاته على الإسلام، ولكنه صادق في التعبير عن مخاوف الغرب".

وفي حديثه لـ"عربي21" أوضح عدلان، أستاذ الفقه بجامعة المدينة سابقا، أن "الإسلام عقيدة وشريعة وجهاد، وعقيدة الجهاد ليست كما يصفها بلير، فالجهاد لم يُشرع لقهر الناس وجبرهم على الإسلام، وإنما شُرع لإتاحة حرية العقيدة، فالجهاد له غاية؛ هي حرية العقيدة والعبادة بإزالة الحواجز المتمثلة في الأنظمة المجرمة التي تحكم".

وتحدث عدلان عن دور بلير "في ترويج الخوف من الجماعات الجهادية والإسلام لتبرير جرائم الغرب في بلادنا أمام شعوبهم التي تحاسبهم، ولخلق فزاعة دائمة تكون مبررا لتنفيذ مخططات الغرب السياسية بالمنطقة"، على حد قوله.

"متطرف وجاهل بحقيقة الإسلام"

أما الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، ماهر فرغلي، فتحدث عن كلام بلير بالقول: "هذا الكلام لشخص متطرف وجاهل بحقيقة الإسلام".

وأضاف لـ"عربي21: "إن كان يقصد أن الدين الإسلامي بهذا الشكل فهو حاقد، وإن كان يقصد أن هناك رؤية للإسلام متشددة دون وجهه الحقيقي، والسبب بعض النقولات القديمة من التراث، فهو محق".

وتابع: "لكنني أعتقد أن رؤية بلير تنبع من كونه مسيحيا متشددا يرى أن الإسلام دين دموي، والدليل أنه تحدث عن أن التفرقة العرقية والفقر والتدخلات العسكرية للحكومات الأجنبية وانتهاكات حقوق الإنسان، هي أسباب ثانوية، رغم أنها في الحقيقة هي الأسباب الحقيقية، فما وجود داعش إلا باحتلال العراق"، كما قال.

واعتبر فرغلي أن بلير "يبرر بأقواله تلك لما يفعله الغرب في بلادنا، ويبرر لشعوب الغرب الحرب التي يخوضونها في بلادنا.. سوريا والعراق وليبيا"، وفق تقديره.
التعليقات (3)
مُواكب
الأربعاء، 02-11-2016 12:54 ص
هناك مثل غربي ينطبق على حقيقة مشاعر السيد بلير: لا يجد مشنقة ليعدم نفسه بواسطتها " فهو اضطر لترك السلطة لِأنَّه كذاب وثبتت أكاذيبه، ومن متانة الشعوب ورُقيها ،كالشعب البريطاني، أنَّها لا تعذر الكذب. ولهذا السبب حتى وسائل الإعلام الغربية تتجنب الحديث عنه. وبالمقابل وجد وظيفة لدى السيسي، ومن قبل أو بعد ذلك لا أذكر بالضبط، وجد وظيفة مُشابهة لدى ديكتاتور دولة الإمارات. وهناك حديث عن رسول الله عليه الصلات والسلام أرويه بما معناه: قد يرتكب المسلم أي ذنب من الذنوب إلاّ الكذب، فإذا كذب فليس هو بمسلم.
نهى عمرو أبو العلا
الثلاثاء، 01-11-2016 08:52 م
رمانا بدائه و انسل .. لا مشكلة .. حتما سيأتى يوم يدفع فيه ثمن ما قال و ما فعل .. عسى أن يكون قريبا .
mohamed sayed
الثلاثاء، 01-11-2016 08:08 م
اعتقد ان المعلقين على مقال بلير لم يفهموا مايريد بلير ! بلير يحذر في مقاله من الاسلام السياسي او الاخوان المسلمون بالاصح وان لم يصرح بذلك فهو يريد الاسلام ان يبقى في المسجد فقط ولا شأن له بالسياسة كماقال ! وهو يشير على من يستشيرونه بهذا !