حقوق وحريات

شهادات مفزعة عن الإهمال الطبي في المعتقلات المصرية

تقارير عديدة انتقدت أوضاع السجون في مصر - أرشيفية
تقارير عديدة انتقدت أوضاع السجون في مصر - أرشيفية
تزايد حديث ذوي المعتقلين والحقوقيون والمحامون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن حالات الإهمال الطبي المتعمد، خاصة مع تكرار حالات الوفيات داخل المعتقلات مؤخرا.

وبعد وفاة الشاب مهند إيهاب، أطلق النشطاء حملة "الإهمال الطبي قتل متعمد"؛ لتوثيق حالات الإهمال التي يواجهها المعتقلون في أماكن الاحتجاز، وذلك عبر تسجيل بيانات الحالة في استمارة خصصت لذلك، سواء كانت أسباب الاحتجاز سياسية أو جنائية. 

ومن بين تلك الحالات ما ذكره الصحفي سامحي مصطفى، المعتقل منذ 3 سنوات على خلفية قضية "غرفة عمليات رابعة"، حيث قال في خاطرة له عنونها بـ"مستشفى الليمان.. الموت ينتظرك" ونشرها عبر حسابه على "فيس بوك": "حينما تدخل مستشفى الليمان، وترى النظافة، والجو الجميل، والشبابيك اللي بتطل على الخضرة الجميلة اللي اتحرمنا منها 3 سنوات، والحمامات النظيفة، غير بقي السراير اللي الواحد قرب ينساها، فعلا حاجه تبهرك، وتقول فيها إيه لما تكون السجون كدا".

وأردف: "بس مع الانبهار، وهذه الأشياء الجميلة، وأن هذا أمر طبيعي لاستقبال المرضى وعلاجهم... إلا أنك لا تتخيل أو تتصور أن الموت ينتظرك على أحد هذه الأسرة، أو أنك ستفقد بصرك، أو ستصاب بأمراض أخرى غير التي تعاني منها".

وأضاف سامحي: "دخلت مستشفى الليمان؛ لكي يتم ترحيلي إلى مستشفى المنيل الجامعي لاستكمال العلاج، ولكن قابلني أحد أصدقائي، قال لي: أنت قدامك شهرين تلاته علشان يتعملك ترحيله، وممكن ترجع سجنك من غير أصلا ما تتعالج، قولتله يا عم مش للدرجة دي".

وتابع: "طيب بص اللي في السرير الأول، دا عنده تشوه في القرنية، وليه 6 شهور هنا ومحصلش معاه حاجه خالص، شوف اللي جمبه، دا محتاج عملية قلب مفتوح، ومنتظر ترحيله للمنيل علشان يعمل أشعه بقاله 6 شهور، شوف الراجل دا عنده سرطان، ومنتظر ترحيله معهد ناصر ومحصلش معاه حاجه، ودا فقد عينه بسبب الإهمال، ودا المفروض يعمل قسطره على القلب، وليه أكتر من سنه، بص السرير دا، بقى كان واحد دخل المستشفى هنا وعنده سرطان قطره 3 سم في المثانة، نتيجة الإهمال الطبي تمكن السرطان من ثلثي المثانة، ومات هنا".

 وقال: "قولتله يا عم أنا موضوعي سهل، والترحيلة هتيجي علطول، قالي انسى وهنشوف، صديقك الصحفي محمد العادلي موجود هنا، المفروض يعمل أشعه رنين، ومحصلش معاه حاجه، دا أنا كنت عايز أقولك الحالات اللي في ملحق المستشفى المرضى، كلهم في مكان واحد، الأمراض على مختلف الأنواع، درن وفيرس c وعظام وأمراض أخرى... الخ".

وأكمل سامحي: "بالفعل أنا لي أكتر من شهر ونص متعملش ليا ترحيله حتى الآن، والوضع هنا صعب بالفعل، وإدارة المستشفى تتعامل مع المرضى على إنهم جايين يقضوا فترة راحة وبعدين يترحلوا للسجون بتاعتهم مرة أخرى، في ناس أصيب بأمراض؛ بسبب عدم تعرضهم للشمس، وعدم المتابعة الطبية والإهمال الطبي". 

وطالب في ختام حديثه: "محتاجين لجنة طبية ولجنة حقوق الإنسان تيجي تشوف الحالات دي قبل ما تدهور حالتهم، ويفارقوا الحياه، وتسمعوا أخبار إن ناس ماتت في المستشفى".

#الإهمال_الطبي_قتل_متعمد

وقد تداول ذوو المعتقلين حالات الإهمال الطبي عبر وسم دشنوه تحت اسم "الإهمال الطبي قتل متعمد"، فقالت الناشطة الحقوقية منى سيف: "اللي بيحصل في السجون امتناع عن تقديم رعاية طبية، تعطيل إجراءات العلاج للمساجين السياسيين والجنائيين عن قصد".

وتساءلت منى حامد: "حالات سرطان وشلل وكسر في العمود الفقري، بتعمل إيه في السجون اللي مافيهاش أدنى قواعد الصحة العامة، مش بس مافيهاش علاج ولا فيها عربيات إسعاف ولا عربيات نص آدمية ليه؟؟؟".

وعلقت الناشطة السياسية ليلى سويف: "الحقيقة إن الحالات اللي زي دي ما ينفعش تبقى في السجون خالص، حتى لو كانت سجون مثالية لو في ضرورة حقيقية لاحتجازها يبقى الاحتجاز يكون في مستشفيات متخصصة (مش في مستشفيات السجون اللي هي حتى لو كانت مستشفيات بجد مش ممكن حتكون مجهزة للتعامل مع الحالات دي)، ولو ما فيش ضرورة للاحتجاز يتم إطلاق سراحهم بأي ضمانات، ولو واخدين أحكام العفو الصحي اتعمل علشان الحالات اللي زي دي".

الصحفي المعتقل خالد سحلوب

وقالت سلمى، شقيقة الصحفي المعتقل خالد سحلوب: " رئيس مباحث السجن هدده، وقاله: لو مافكتش الإضراب هنسيبك تموت، ونكتب هبوط حاد في الدورة الدموية".

وأضافت: "والله ما عرفته، خاسس 50 كيلو، كان على كرسي متحرك، وقالي إنه مش عارف يحرك رجليه، ومش مستحمل الألم، وأن معدته بتتقطع، وماكانش حتى عارف ولا قادر يتكلم".
التعليقات (0)