كتاب عربي 21

انتحال "داعش" في غزة بإشراف أمريكي

نزيه الأحدب
1300x600
1300x600
لعل أخطر ما كشفته رواية حركة حماس بشأن خليةٍ أمنية يشرف عليها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الجنرال توفيق الطيراوي، ليس مخططها الرامي إلى شيطنة قطاع غزة -على خطورته- من خلال تشكيل عصابة إرهابية تنتحل صفة "داعش" مهمتها اغتيال قيادات فتحاوية بدايةً وإرسال تهديدات إلى النظام المصري وإلى الرئيس محمود عباس وحركة حماس، بل الأخطر هو ما تضمنه الحديث الصحافي للقيادي في حماس صلاح البردويل من أن الطيراوي أرسل إلى المخابرات الأمريكية مقاطع مصورة يطلعها فيها على فيديوهات صوّرتها الخلية وتحمل التهديدات للحكومة المصرية والأطراف الفلسطينية على طريقة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".

حماس أودعت الرئيس عباس تحقيقاتها المفصلة التي أجرتها مع من اعتُقِل من الخلية، وتوفيق الطيراوي نفى كل ما نُسِب إليه ببرودة أعصاب مبالَغ بها، بل واستغل فرصة سؤال تلفزيون فلسطين الحكومي له حول اتهامه بالتحضير لتفجير قطاع غزة ليجدد دعوته إلى تحقيق المصالحة الوطنية، أما الجانب الأمريكي فلم يصدر عنه أي تعليق على الاتهامات التي وضعت المخابرات الأمريكية عملياً في موضع صاحبة القرار التي تعطي الإذن بمباشرة العمليات الأمنية، طالما أنها تطلع على أفلام التهديدات قبل بثها.

والأسئلة التي لم تأخذ حقها في الطرح في وسائل الإعلام العربية والأجنبية هي: 
• هل تأخذ الدوائر المعنية في الولايات المتحدة هذه الاتهامات على محمل الجد، خصوصاً وأنها صادرة عن حركة حماس التي تعتمد منذ تأسيسها خطابا محافظا جدا في كل ما يتعلق بالملفات الأمنية؟
• هل باشرت السلطة الفلسطينية في رام الله تحقيقاتها لإدانة المتهَمين إذا ثبت تورطهم أو المتهِمين إذا كان اتهامهم زوراً؟
• كيف تلقَّف النظام المصري معلومات يحتاجها لصيانة أمنه، لا سيما على حدود محافظة سيناء التي شهدت سلسلة اعتداءات على الجيش والشرطة، سبقتها تهديدات أو أعقبتها تبنيات قد لا تختلف كثيراً عن أفلام خلية "فتح داعش"؟
• هل سيأخذ أهداف مشاريع الاغتيالات المزعومة أحمد نصر ومأمون سويدان وجمال كايد وعماد الآغا (جميعهم محافظون عيّنهم الرئيس عباس في قطاع غزة) صفة الادعاء الشخصي على الخلية ومشغلها توفيق الطيراوي أو على صلاح البردويل الذي أطلق هذه الاتهامات؟
• هل يدعي توفيق الطيراوي على حركة حماس بتهمة تشويه سمعته الوطنية والتنظيمية والإنسانية أمام الرأي العام؟
• هل تتحرك الآلة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة للتعمية على الفضيحة الأمنية (إذا ثبتت) وربما على فضائح أخرى قد تفرج عنها تحقيقات حماس المتواصلة مع المتورطين؟
• هل خلية "فتح داعش" حالة معزولة في المنطقة، أم إن هناك أيضاً "البعث داعش" و"الحشد داعش" و"سي آي إي داعش" و"الموساد داعش" وعشرات الخلايا الإرهابية حول العالم التي تقمّصت وتتقمّص لافتات وشعارات "جهادية" بأفلام هوليودية أو هندية؟
• هل ستلجأ حركة حماس في حال إغفال تحقيقاتها من قبل الأطراف الرسمية المعنية إلى الرأي العام لإطلاعه على مجريات القضية وتفاصيل الاعترافات؟ 
• والسؤال الأخير هو أن قضيةً أمنية بهذا الحجم من التعقيد والخطورة تتعلق بأكثر من طرف وبلد، لماذا تعاطت معها حماس بأقل مما تستحقه من حملة إعلامية على مستوى قيادة الحركة؟ 

بانتظار ظهور تفاعلات قد تجيب على بعض هذه الأسئلة، يبقى أن وضع قطاع غزة يزداد تعقيداً ويدخل في مزيد من الأزمات المركّبة على هامش مشكلته الأساسية المتمثلة بالحصار والتجويع، ولا ينقصه بطبيعة الحال مستوى جديد من التحديات الأمنية قد تفتح ثغرة جديدة في المناعة الداخلية وتقوي حجة صقور حماس الرافضين للتنازل عن إدارة أمن قطاع غزة لصالح أي حكومة مصالحة أو وفاق لا أحد يضمن عدم اختراقها من جنرالات التنسيق الأمني في رام الله. 
التعليقات (1)
guermit.abdellah
الجمعة، 06-05-2016 10:07 م
لا استغرب .لاننا تعودنا على طول الوطن العربي وعرضه هذه التصرفات لضرب المنافس السياسي ويا وله ويا سواد ليله اذا كانت فيه رائحة اسلام . وداعش كما القاعدة قبلها شماعة لضرب كل راي مخالف المهم يكون اسلامي . قتلوا وفجروا واحرقوا الاخضر واليابس . ونسبوا هذه الافعال الى اسماء اسلامية .. واذا احببت ان تحرق كتاب الله تعالى ويقف معك العرب والعجم قل كتبته داعش . او هو قرآن داعش وتمر الحكاية مثل العسل .. لولا الامل في الله سبحانه وتعالى لاصابنا اليأس والقنوط في ما يفعل ابناء جلدتنا بديننا واوطاننا .. ويمكرون ...................