كتاب عربي 21

هل يمكن إعادة فلسطين إلى أولوياتنا العربية والإسلامية؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/أبريل الحالي، سنشهد حدثين مهمين على صعيد دعم القضية الفلسطينية ومن أجل الدفاع عن مظلومية الشعب الفلسطيني، الأول في مدينة اسطنبول التركية يومي 23 و24 نيسان وبدعوة من "نادي فلسطين للإعلام" تحت عنوان "منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال - تواصل"، وقد أعلنت الهيئة المشرفة على المنتدى أن أعماله ستشمل خمس ندوات، إضافة إلى ثلاثة أوراش عمل، ومثلهم من اللقاءات العلمية والمهنية، ستناقش في مجملها القضية الفلسطينية من الناحية الإعلامية، وأحدث التقنيات والوسائل الإعلامية المؤثرة في الرأي العام العربي والغربي.

وأعلن هشام قاسم، منسق عام "نادي فلسطين للإعلام" أن فكرة المشروع "ولدت في وقت تزداد فيه الحاجة إلى إيجاد أطر للتواصل والتنسيق والتفاعل المتبادل بين الأوساط الإعلامية، بما يضمن تطوير الإعلام المناصر للقضية الفلسطينية في قوالبه ومضامينه، واهتماماته وتحركاته وخبراته، وتأثيراته".

وبموازة ذلك، وفي العاصمة التونسية سيعقد ما بين 22 و23 نيسان/أبريل "المنتدى الدولي الثاني من أجل العدالة لفلسطين"، وذلك بالتعاون بين المركز العربي والدولي للتواصل وبين عدد من المؤسسات التونسية والعالمية، وأشارت رحاب مكحل منسقة المنتدى إلى أنه سيناقش محاور ثلاثة هي:

1 – عنصرية الكيان الصهيوني وسبل مناهضة التمييز العنصري (الأبارتايد) الصهيوني.

2 – سبل ملاحقة ومقاضاة المجرمين الصهاينة عن جرائمهم وعن الاغتيالات والاعدامات، لاسيّما في الانتفاضة الثالثة.

3 – قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، وعلى الخصوص قضية الاعتقال الإداري ومنافاته لحقوق الإنسان وللقانون الدولي.

كما أوضحت مكحل أن كل المشاركين والمشاركات سيتحملون نفقات سفرهم وإقامتهم لتعزيز نهج استقلالية العمل الأهلي والشعبي على مستوى الأمّة كلها، مشيرة إلى أن التكاليف الباقية سيتم جمع قيمتها من مساهمات أعضاء لجنة المتابعة ومن المتبرعين الحريصين على دعم فكرة المنتدى.

مكحل توقعت أن يكون المنتدى الثاني إضافة نوعية لدعم القضية الفلسطينية، لاسيّما لجهة مشاركة دولية أكبر، ومن قارات لم تشارك بقوة في المنتدى السابق، لاسيّما من أمريكا اللاتينية وشرق آسيا وجنوب إفريقيا.

وأما على صعيد منتدى تواصل من أجل فلسطين في اسطنبولأ فقد أشار المشرفون عليه إلى أنه سيشكل فرصة لالتقاء المؤسسات والشخصيات والخبرات الإعلامية المناصرة للقضية الفلسطينية، على تعدد لغاتها وترامي مساحات حضورها، يتيح فرصاً أكبر في التأثير وسيبحث "خيارات واعدة لوضع أجندة عامة من الاهتمامات الإعلامية بشكل أفضل، وكذلك في صناعة الحدث الإعلامي بصورة أنجع فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها"، بحسب ما يرى.

وينظم المنتدى إضافة إلى "نادي فلسطين للإعلام"، كل من "مركز الدراسات الاقتصادية والاجتماعية" في تركيا، ومؤسسة "ميدل إيست مونيتور" في لندن.

وسيتحدث في ندوة "فلسطين في الإعلام العربي بظل التحولات" المقررة أول أيام المنتدى، المفكر والإعلامي فهمي الهويدي، والإعلامي التونسي صلاح الدين الجورشي، والدكتور محمد المسفر، إضافة إلى الإعلامي وضاح خنفر.

وسيناقش هؤلاء "أهم عوامل التغير في موقف الإعلام العربي من القضية الفلسطينية"، و"حقيقة موقف الإعلام العربي من القضية الفلسطينية"، إضافة إلى "المقاومة في الإعلام العربي .. نظرة مقارنة"، و"آليات تفعيل الحضور الفلسطيني في أجندة الإعلام العربي.

ويلي ذلك ندوة "فلسطين في الإعلام الغربي" والتي سيتحدث فيها الإعلامي عبدالباري عطوان، إضافة إلى آلان غريش وفيكتوريا بريتن، والدكتور داوود عبدالله.

وستناقش هذه الندوة "الإعلام الغربي وأسطورة الحياد تجاه القضية الفلسطينية"، إضافة إلى "أهم المغالطات في مخاطبة الإعلام الغربي"، وسبل ووسائل التأثير على الرأي العام الغربي فيما يخص القضية الفلسطينية، إضافة إلى ندوة أخرى ستناقش "مواجهة اللوبي الإسرائيلي في الإعلام"، وسيتحدث في هذه الندوة خبراء أجانب، من بينهم المدير العام لوكالة أنباء الأناضول التركية السيد كمال أوزترك. وفي ختام ذلك، سيناقش المجتمعون "إستراتيجية إعلامية فلسطينية مؤثرة".

هذان النشاطان يشكلان فرصة جديدة من أجل إعادة القضية الفلسطينية إلى أولوية الاهتمامات العربية والإسلامية والدولية بدل الاستمرار في الغرق في الصراعات والحروب المنتشرة في دول المنطقة.

فهل سينجح القائمون على هذه النشاطات في إعادة تذكيرنا بأولوية الصراع مع العدو الصهيوني، أم سنظل غارقين في همومنا القطرية والمحلية واختراع الأعداء الجدد؟
التعليقات (0)