قال رئيس تحرير صحيفة
مصرية معروفة، إنه يؤمن بأن ما حدث في فض اعتصام رابعة "جريمة"، وأن
السيسي "ما كان ينبغي أن يمر عليها، وكان من المفترض أن يفتح ملفها بشفافية، وأن يحاسب المتجاوزين في دماء المصريين".
كما دعا رئيس تحرير صحيفة "المصري اليوم"، رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلى سرعة تقديم اعتذار إلى الأمين العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد
البرادعي، على خلفية فضيحة حذف اسمه من مقررات وزارة التربية والتعليم.
جاء ذلك في مقاله كتبه، محمد السيد صالح، بالعدد الصادر من الصحيفة، الأربعاء، تحت عنوان "السيسي والاعتذار للبرادعي".
وفي مقاله، رأى "صالح" أن حذف اسم البرادعي من مقررات التعليم "جريمة، بل خطأ سياسي لا يطال فاعله فقط، وهو هنا وزارة التربية والتعليم، وعلى رأسها وزير التربية والتعليم، بل إن المسؤول عن ذلك رئيس الحكومة.. بل رئيس الجمهورية"، وفق قوله.
وشدد على أن "الفرصة سانحة ومهيأة أمام الرئيس أن يتخذ إجراءين، أولهما إقالة وزير التربية والتعليم، ويكون القرار هنا بمرجعية سياسية، فالسبب هنا تزوير التاريخ والواقع، وليس لأخطاء الرجل المهنية والإدارية، أما الإجراء الثاني، فهو الاعتذار للبرادعي عن هذا الخطأ"، بحسب قوله.
ورأى أنه "سيكون وراء هذا التصرف الكثير من الآثار الإيجابية التى تفوق سلبياته"، مشيرا إلى أن "السيسي يحتاج للتقارب مع فئات المجتمع، وبدأ لقاءاته بالمثقفين، وهذا شيء إيجابي، ولكن الأهم هو اتخاذ اختراق سياسي مهم يحرك المياه الراكدة على الساحة".
وأردف: "لقد سئمنا -كإعلاميين- الوجوه والأحداث والمشاكل ذاتها، لذلك فإننا في حاجة ماسة لنجوم جديدة، وكما أن المصالحة الشاملة صعبة في هذه الظروف، خاصة في ظل الاحتقان السياسي، وتنامي العنف والتطرف، فإن تقديم بعض التنازلات من الرئيس، وجهازه تجاه التيار الوطني مهم".
وتابع بأن "الرئيس في حاجة ألا يتحمل أوزار غيره حتى لو كانوا من أخلص رجاله.. الأخطاء تتزايد.. والتحديات التى تواجهنا تتفاقم.. والرئيس يحتاج إلى مزيد من الأصدقاء.. وعلى الأقل تحييد الأعداء والمعارضين"، بحسب تعبيره.
وشدد صالح على أن البرادعي "ليس خائنا"، مشيرا إلى أنه "تحمل الكثير من أجل نصرة (ثورة 30 يونيو)، بل إن خروج البرادعي على نظام الإخوان، والرئيس الأسبق مرسي؛ قاد وراءه الجزء الأكبر من التيار الليبرالي، لكن تبدل رأي الرجل بعد ذلك بسبب الدماء التي سالت في "رابعة" و"النهضة"، مثله في ذلك مثل مصريين كثيرين".
وملقيا بمفاجأة كبيرة، قال رئيس تحرير "المصري اليوم": "أنا واحد من الذين يؤمنون بأن ما حدث في رابعة جريمة، وأن السيسي ما كان ينبغي أن يمر عليها، وكان من المفترض أن يفتح ملفها بشفافية، وأن يحاسب المتجاوزين في دماء المصريين".
ووصف صالح، البرادعي، بأن "له حيثية دولية، وصوتا مسموعا، وأنه المسؤول الأبرز الذي قال كلمة حق ضد الولايات المتحدة، ولم ينسق وراء الادعاءات بوجود سلاح نووي في العراق"، على حد قوله.
واختتم مقاله بالقول: "هذا خطأ، وعلى السيسي ألا يوافق عليه"، بحسب قوله.
وكان اسم البرادعي قد تم حذفه من كتاب القراءة للصف الخامس الابتدائي في المدارس المصرية.
واعترف المستشار الإعلامي لوزارة التربية والتعليم، بشير حسن، بحذف الاسم. وقال في مداخلة هاتفية في برنامج "صباح أون"، على فضائية "أون تي في" إنه "تمت إزالة صورة الدكتور البرادعي من المنهج بعد وصول العديد من الشكاوى إلى مكتب تطوير المناهج".
وأضاف أن "حذف البرادعي، ضمن نشاط، وليس درسا"، وتابع: "أعدك بأن يتم التحقيق فيه". من جهته، سخر الإعلامي مجدي طنطاوي من كلام المتحدث باسم الوزارة.
وقال في برنامجه "كلام جرايد" على فضائية "العاصمة" مساء الثلاثاء، إن الوزارة أكدت أن حذف صور البرادعي جاء بناء على شكوى من أولياء التعليم، معلقا بسخرية: "أولياء أمور 15 مليون تلميذ تجمعوا، وهتفوا ضد البرادعي".
وأشار إلى أن "الوطن لن يتقدم سوى بالإنصاف حتى مع من نختلف معه، وألا ننتصر لفئة على حساب الأخرى"، وفق قوله.
وكان العالم المصري في وكالة "ناسا"، الدكتور عصام حجي، قال أيضا إنه تم حذف صورته وسيرته الذاتية والعلمية، هو الآخر، من كتاب التربية الوطنية المقرر على الصف الأول الثانوي بالتعليم المصري.
وكتب حجي على صفحته: "وأنا أبحث بذهول في صحة خبر إزالة اسم الدكتور البرادعي من كتاب التاريخ اكتشفت أنه تمت إزالة اسمي وسيرتي الذاتية أيضا من قائمة العلماء المصريين في كتاب التربية الوطنية من مقرر أول ثانوي".
وأضاف حجي ساخرا على صفحته في "فيسبوك": "كل الشكر والتقدير للزملاء القائمين على تطوير التعليم في بلدنا الغالية، عسى أن تكون هذه الخطوة هي المساهمة المنتظرة في مجال تحسين المناهج".