سياسة عربية

الإمارات تجبر هادي على الإطاحة بمحافظ عدن لانتمائه للإصلاح

كثير من الشخصيات اليمنية تعدّ نايف البكري الرجل المناسب لقيادة عدن - أرشيفية
كثير من الشخصيات اليمنية تعدّ نايف البكري الرجل المناسب لقيادة عدن - أرشيفية
أجبرت دولة الإمارات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الإطاحة بمحافظ عدن نايف البكري، بسبب انتمائه لحزب الإصلاح الممثل للإخوان المسلمين في اليمن، على الرغم من الإجماع الذي يحظى به البكري بين أبناء المدينة وفصائلها المقاومة.

وقرر هادي إقالة البكري من منصبه محافظا لمدينة عدن، وتعيينه وزيرا للشباب والرياضة.

وقال مصدر حكومة يمني مطلع لـ"عربي21" إن "هادي أبلغ البكري أن الإمارات طلبت منه استبعاده من منصبه عدة مرات".

وأكد المصدر أن الرئيس طرح على بكري القيام بزيارة أبو ظبي والتباحث مع المسؤولين فيها لإقناعهم بأنه شريك جيد للعمل داخل عدن، خاصة بعد انفراد الإمارات بملف المدينة الأمني والاستخباري والاقتصادي، ولكن الإماراتيين رفضوا ذلك الطرح.

وكشف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "المسؤولين الإماراتيين طرحوا فكرة إقالة البكري على هادي أثناء زيارته لإمارة أبو ظبي الشهر الماضي، لكنه أوضح لهم أن البكري محل إجماع لمواطني عدن وكافة المكونات السياسية والاجتماعية والمقاومة، وأنه يحظى بقبول لدى قبائل الجنوب، خصوصا أنه ينتمي لقبيلة يافع المعروفة"، وأكد هادي للإمارات أن البكري لا يعبر عن حزب الإصلاح الممثل للإخوان المسلمين في اليمن، بل إنه يمثل عدن وأبناءها ومقاومتها من جميع الاتجاهات والأطياف.

وأضاف المصدر أن توضيحات هادي لم تقنع المسؤولين الإماراتيين، ولذلك فقد أعادوا الطلب من الرئيس اليمني إقالة البكري، على الرغم من أن الأخير أعلن استقالته في وقت سابق من حزب الإصلاح، ولكن المسؤولين في الإمارات أصروا على استقالته؛ لأن "غالبية فريقه تنتمي للإخوان".

وقال مصدر مطلع إن رئيس الوزراء خالد بحاح نفى للبكري خلال لقاء جمعهما أن تكون الإمارات تقف وراء قرار الإطاحة به، وأكد له أن أبو ظبي ليس لها موقف سلبي تجاهه.

الرجل المناسب

وقد لمع نجم البكري منذ أكثر من شهرين في أعقاب تحرير عدن من قبل المقاومة، وطرد مليشيات الحوثي والقوات التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح منها، وحقق شعبية في أوساط المواطنين والمقاتلين على حد سواء، وذلك بسبب الجهود التي لعبها أثناء الحرب وبعد الانتصار على الحوثيين، حيث قاد عمليات التنسيق بين المقاومة والتحالف والجيش الوطني، واهتم بالجوانب الإنسانية والإغاثية في الوقت الذي كانت تمر به عدن بأوضاع حرجة غير مسبوقة.

وعلى الرغم من الحملة الإعلامية التي استهدفت البكري من شخصيات تابعة للحراك الجنوبي ومقربة من الإمارات، إلا أن غالبية هؤلاء الشخصيات غيرت من مواقفها، وأعلنت أنها ترى فيه الرجل المناسب لقيادة محافظة عدن.

وفي هذا السياق، كتب رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" فتحي بلرزق في صفحته على "فيسبوك" أنه يعارض قرار استبدال البكري لأسباب كثيرة، ومنها "أنه الأنسب حتى الآن لمدينة عدن، وأن البدائل المعروضة حاليا لا ترتقي إلى ربع جهد البكري وعطائه"، حسب قوله.

وقال بلرزق الذي كان قد وجه انتقادات شديدة في وقت سابق للبكري: "ما فهمته من الأطراف التي تحدثت لي هو أن بقاء الكثير من قيادات الإصلاح على رأس السلطة المحلية والإدارات الحكومية في عدن عرقل عمل الإمارات، وأربك المشهد، والأطراف الفاعلة كانت تنتظر من البكري أن يغير وجه السلطة المحلية بشكل كامل، بحيث لا تضطر الأطراف العربية إلى التعامل مع الإخوان أو الشخصيات المنتمية لحزب صالح وغيره".

وأضاف رئيس تحرير "عدن الغد" أنه "لم يثبت حتى اللحظة أن البكري مارس أي خطأ أو ارتكب سياسة خاطئة، بل على الخلاف من ذلك، فإن كل المؤشرات تؤكد أن الرجل يبلي بلاء حسنا في كل الجوانب".

وطالب بلرزق المسؤولين السعوديين بوقفة حقيقية في عدن، مشيرا إلى أن الرياض تركت البكري يواجه الصعوبات تلو الصعوبات من اليوم الأول.

من جهته، قال الناطق باسم المقاومة في عدن علي الأحمري إن "الجدل حول شخصية محافظ عدن لن يغير شيئا بخصوص نايف البكري، رجل الدولة الذي خدم مدينة عدن لسنوات طويلة، وسيظل هو الشخص نفسه الذي حيثما وضع نفع".

وكان البكري نفى في تصريحات إعلامية وجود أي خلافات بينه وبين الرئيس هادي، وأكد أنه وجد من الرئيس تفهما ورعاية للمقاومة، وحرصا على حل القضايا المتعلقة بإغاثة الجرحى وبالأمن ومشاريع الإعمار في المحافظة، مشيرا إلى أن هادي أبدى اهتماما كبيرا بمتابعة تنفيذ قرار استيعاب المقاتلين في مؤسسات الدولة.

وكانت المقاومة الشعبية في عدن أصدرت بيانا أعلنت وقوفها إلى جانب محافظ عدن، وشددت فيه على دعمها الكامل للبكري، ووصفته برجل المرحلة، محذرة من "أي قرارات غير مسؤولة قد تدخل البلاد في صراعات لا تحمد عواقبها"، بحسب البيان.

وأضاف البيان أن "قادة المقاومة في محافظة عدن يعلنون وقوفهم وتضامنهم مع المحافظ البكري".

وكانت المقاومة في عدن والمناطق المجاورة لها شكلت في وقت سابق وفدا لزيارة الرياض للقاء هادي والإعلان عن تضامنها مع البكري.

ويذكر أن وسائل إعلام يمنية اتهمت الرئيس هادي وفريقه بمحاولة التخلص من البكري، وإشاعة أن ذلك يتم بسبب "الضغط الإماراتي"، لكن مصدرا حكوميا نفى ذلك، وقال إن الرئيس هادي أصر على تعيين البكري محافظا لعدن، على الرغم من رفض أبو ظبي لهذا التعيين منذ البداية.
التعليقات (8)
احمد الزمر
الخميس، 17-09-2015 04:51 م
البكري رجل مناسب ،ورجل مرحله الشعب اليمني حارب وقاتل ضد التدخل الخارجي الايراني والحوثي واذا كانت الامارات بهذا العقليه فعلا الدنياء السلام لابد من ثوره اخرا
فهد بن عشري
الأربعاء، 16-09-2015 02:14 م
الامارات تلعب دوراً اكبر منها وسينعكس عليها سلباً لا محالة في ضل الحكم الحالي المعادي للتيارات الاسلامية
فريد
الأربعاء، 16-09-2015 01:10 م
هذا فعل جبان من حكام جواميس!!! الامارات بهذا العمل الجبان المخزي البائس أهدرت دماء قتلاها من الجنود. يبدوا لي أن الامارات قد قبضت ثمن ارواح جنودها القتلى بعد اسقاد محافظ عدن؟!!! يا للعار يا احط خلق الله في الارض من كل إماراتي تسول له نفسه ان يتلاعب بمصائر الشعوب العربية بهذه الطريقة الملعونة.
كامل
الأربعاء، 16-09-2015 01:07 م
سؤال برئ لو سمحتم: لماذا حكام العرب المنبطحون يخافون من كل من ينتمي للإخوان المسلمين بعكس شعوبهم التي ترى في الاخوان المسلمين الأمل المنشود لوطنيتهم ونزاهتهم وتدينهم وحبهم للشعوب التي ينتمون إليها؟
الحسني علي
الأربعاء، 16-09-2015 12:15 م
لا أدري لماذا أجندت الامارات تتوافق والشأن الدولي في حرب كل ما يوجد به قبول اسلامي أهي حرب على الاسلام من ابناء جلدتنا