"هل رأيتم
مصر؟" سؤال طرحه المئات من نشطاء موقع التدوينات المصغر "تويتر"، عقب تكرار الإعلان عن قضايا فساد ورشاوى تداولها الإعلام المصري مؤخرا، جنبا إلى جنب مع أنباء توزيع المكافآت بآلاف الجنيهات على القضاة وضباط الجيش والشرطة.
وعبر وسم "#شوفتوا_مصر"، عبّر المئات من النشطاء عن أساهم وغضبهم واستنكارهم مما وصفوه بتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية، وتهالك البنية التحتية، مقارنة بالبذخ الذي تظهر به نخب المجتمع من ممثلين وقضاة وأفراد أمن، طبقا للنشطاء.
والوسم الذي احتل المركز الثاني في قائمة أعلى الوسوم تداولا في مصر شارك عبره النشطاء بصور الكوميكس والتغريدات وصور من أخبار متداولة لقضايا فساد وصور لطبقات متباينة من الشعب وصور لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء .
وعبره، قالت هبه الحداد: "شوفتوا مصر، العسكر نجح في تجهيل وإفقار وإمراض الشعب، وأصبحنا نأكل من القمامة"، تعليقا على صورة أردفتها لامرأة تجمع بقايا طعام من القمامة، كتب عليها "25.2% نسبة فقر" طبقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة.
وقال محمد الشريق -تعليقا على تصريح رئيس وحدة أورام الكبد بأن مصر تحتل المركز الأول عالميا في انتشار فيروس سي-: "شوفتوا مصر ونحن بلا فخر المركز الأول في فيروس سي ،أناس يجربون من المجاري، ويأكلون خضارا مسرطنا".
وغردت منى عبداللطيف: "582 حالة اختفاء قسري في النصف الأول من2015.. رأينا مصر وقد أصبحت دولة العسكر دولة الإجرام والقتل والسحل والاعتقالات والإخفاء القسري، في مصر الناس يختفون شهر أو عشرة أشهر ولا تعلم عنهم شيئا، وفي نهاية المطاف قد تجده جثة هامدة".
وعلقت ميرفت عبد الجليل عن ضياع ثروات مصر، قائلة: "شوفتوا مصر وهي لديها ثلث آثار العالم وتتسول من الجميع، رأيتموها بعدما خربها
السيسي أبو الفساد".
بينما قالت هويدا حسن: "علمونا في المدارس أن مصر من أغنى الدول في الموارد الطبيعية، ورغم ذلك تعيش على التسول تنتظر الدعم الخليجي والأوروبي والغربي، ولديها قناة السويس وبحيرة ناصر والبحر الأبيض والبحر الأحمر".
وتساءل أيمن مصطفى: "أرأيتم مصر وهي متصدرة المراكز الأولى في الأمية والطلاق والإصابة بفيروس سي وتلوث الهواء وحوادث الطرق والتحرش والاتجار بالنساء؟ أرأيتموها وهي الأخيرة في السعادة والتعليم؟".
وقال محمد حسام: "الشباب والبنات في مصر بدلا من أن يفكروا في مستقبلهم أراحوهم ووضعوهم في المعتقلات، أرأيتم مصر؟".
وأضاف عبدالله الهواري: "أرأيتم مصر بعد الثورة المجيدة، أرأيتم الشباب الذي تم توظيفه، أرأيتم الـ"مليون وحدة سكنية"، أرأيتم الـ"مليون فدان"، أرأيتم العاصمة الإدارية؟".
وعلق صالح عباس: "فقط وحصريا في مصر المحروسة 2 مليون طفل شارع، أرأيتموهم؟ أطفال بدلا من ذهابهم للمدارس واستقرارهم في منازل نظيفة ليعيشوا حياتهم -مثل كل الأطفال العاديين- ينامون في الشوارع، فهل رأيتموهم؟".
وعن تناقض المنح والمكافآت، علق المهندس شريف محمود على نبأ منح كل طبيب 3.5 جنيه و 10 آلاف جنيه لكل قاضي بمناسبة العيد، فقال: "يقولون منحة 3.5 جنيه لكل طبيب بمناسبة عيد الأضحى، و 10 آلاف جنيه للقاضي، هل توزع حسب العلم، أم المصالح والفساد؟ أنا مش قادر أديك، لكن قادر على إعطاء الجيش والشرطة والقضاء ".
جدير بالذكر أن اليوم هو الذكرى الأولى لتأسيس حركة "ضنك"، وهي حركة شعبية ظهرت في الساحة المصرية عقب تردي الأحوال المعيشية التي شهدتها مصر في 2014، والتي تمثلت في تكرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في أنحاء البلاد وعن بعض المرافق الحيوية، وكذلك بدء رفع الدعم عن المحروقات، الذي تبعه ارتفاعا لأسعار السلع والمواصلات.
ولفظ "ضنك" هو مصطلح شائع الاستخدام في مصر للتعبير عن صعوبة الحياة، وأغلب أعضاء الحركة من الشباب الذين لا ينتمون إلى تيار أو حزب سياسي معين.
وأعلنت الحركة عن تنظيمها لأولى فعالياتها الكبرى، في صورة تظاهرات في يوم 9 أيلول/ سبتمبر من عام 2014 بعنوان ثورة الغلابة، أمام المجمعات الاستهلاكية، التي من المفترض ان يكون فيها مواد غذائية بسعر مناسب لغير القادرين، وفي نهاية اليوم أعلنت الحركة بيانا ذكرت فيه قيامها بتنفيذ 70 فعالية في 19 محافظة.