كشفت سبع تدوينات كتبها الصحفي
المصري،
سليمان الحكيم، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كيف تحوّل من شخص موال لرئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح
السيسي، يحرّضه على الفتك بمعارضيه، ويقول له: "اغضب يا سيسي"، إلى معارض شرس له، معلنا تمسكه بموقفه الرافض للإهانة التي تعرض لها في أحد كمائن الجيش.
في البداية، كتب الحكيم على صفحته، وفق ما اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، أول تدوينة له في السادس من آب/ أغسطس الجاري، قائلا: "المعاملة الفظة للمواطنين أمام كمائن الجيش في منطقة القناة أفسدت فرحتهم، وأفقدتهم ما كانوا يحتفظون به من شعور وطني. مصر فرحانة على الآخر!".
وقيل إن هذه التدوينة كتبها الحكيم تنفيسا عن "إهانة" تعرّض لها في أحد أكمنة الجيش، في منطقة فايد في الإسماعيلية، عندما أراد حضور حفل افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، حيث إنها جاءت مساء اليوم ذاته (الخميس الماضي).
لكن الحكيم فاجأ متابعيه على صفحته بتدوينة جديدة بعد قرابة عشر دقائق من تدوينته السابقة، وقال فيها: "من الغد سأتقدم بطلب هجرة إلى إسرائيل".
ثم عاد بعدها بقرابة نصف ساعة، وتحديدا في الساعة (23:47 بالتوقيت المحلي)، ليقول: "أنا نادم علي كل مواقفي في خدمة بلد أقف في نهاية عمري فيه أمام شخص في عمر أبنائي ليهددني بالضرب لأنه عسكري مسؤول عن كمين لمنع المواطنين من المرور لقضاء حوائجهم"، وفق قوله.
وتابع الحكيم ردود الأفعال على تدويناته الثلاث السابقة، وصبيحة يوم الجمعة 7 آب/ أغسطس علق بالقول: "طوال الليل والإخوان وأنصارهم لم يتوقفوا عن التهليل شماتة وتشف بسبب الإهانات التي تعرض لها أحد (عبيد البيادة)، و(كلاب السيسي).. علي يد العسكر في أحد كمائن الجيش.. يقولون هذا ما يحدث مع أنصار السيسي، وداعمي الانقلاب.. فما بالكم بما يحدث للمعارضين؟ّ!".
وفي تدوينته الخامسة، التي كتبها في اليوم ذاته، على صفحته، انتقد الحكيم الحملة التي تبناها السيسي، تحت عنوان "مصر بتفرح"، فقال في تدوينته: "مصر تفرح بجد لما يخرج آخر سجين بريء إلى الحرية.. وتفرح بجد لما تسترد آخر دولار من أموالها المنهوبة.. وتفرح بجد لما يشعر فيها كل مواطن بالكرامة.. وتفرح بجد لما تخلص شوارعها من القمامة.. وتفرح بجد لما نحتفل بشفاء آخر مريض سرطان أو فيروس.. وتفرح بجد لما نحتفل بتعليم آخر أمي.. وتفرح بجد لما يحس كل مواطن فيها بأدميته"، وفق قوله.
ثم عاد مساء الأحد، ليؤكد موقفه الناقد للسيسي بقوله: "إلى الذين يقولون إنني تحولت بسبب إهانتي في أحد الكمائن.. هذا المقال أنتقد فيه السيسي منذ عام، وبعد شهرين فقط من توليه منصبه الرئاسي.. لا مجال للمزايدة علي سليمان الحكيم"، مردفا تدوينته برابط مقال نشره قبل قرابة عام تحت عنوان "فمن لنا ليحنو ويرأف؟".
وأخيرا عاد الحكيم مساء الاثنين لينتقد دعوات وجهت إليه للتوقف عن الاحتجاج، فقال: "الأحرار فقط هم الذين يحاولون رد الإهانة بما يملكون حتي لو كان صرخة في البرية.. أما العبيد فيقابلون إهاناتهم بالصمت، وربما بالاستحسان أحيانا، باعتبار الإهانة شيئا اعتادوا عليه.. وياليتهم يكتفون بذلك، فيطالبون الأحرار بابتلاع الإهانة، والسكوت عليها، بل ويستنكرون علي الأحرار احتجاجهم، ويعتبرونه تجاوزا في حق المهين.. من حقه أن يهين، ومن واجبنا الصمت، والسكوت!".
إهانة "الحرائر".. وتحريضه على العنف
يُذكر أن سليمان الحكيم تعرض للطرد من استوديو قناة "الجزيرة" الفضائية، من قبل المذيع زين العابدين توفيق، مساء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، بسبب تطاوله على فتيات الإسكندرية المشهورات إعلاميا بـ"حرائر الإسكندرية"، المحكوم عليهن بالسجن لمدة 11 عاما، بدعوى قطعهن للطريق.
ويُعدّ سليمان الحكيم أحد أشد مؤيدي السيسي، ووصل الحال به إلى تحريضه على مزيد من القتل، وسفك الدماء. وتجسد ذلك في مقالات عدة، أبرزها بعنوان: "اغضب يا سيسي"، نشره في جريدة "المصري اليوم"، بتاريخ 25 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014.
وخاطب السيسي في مقاله قائلا: "حق عليك الغضب.. فاغضب.. استباحوا دماءنا الغالية.. فلماذا لا نستبيح دماءهم، وهي الرخيصة.. استهانوا بالقتل فاقتلهم.. واستصغروا الحياة فأصغرهم على الموت".
وأضاف: "فوضناك أمرهم، فلا تنفض قبل أن تنفض يديك منهم.. كانت سيناء عبر التاريخ مقبرة للغزاة فلا تحرم رمالها من الارتواء بدمائهم الخبيثة.. علق رؤوسهم فوق أسنة البنادق، وانشر جثثهم على جذوع النخل، وفروع الشجر.. فلنلاحقهم في الجحور. ونطاردهم في الأزقة والحواري بلا شفقة. فاقتل من قتل. واهدر من هدر".
واختتم مقاله بالقول: "أطلق يديك فيهم. وانزع قلوبهم من الصدور، وألق بها تحت أقدام اليتامى والثكالى.. لقد فوضناك بالغضب.. فاغضب عن تسعين مليون غاضب"، على حد قوله.
وفي أحدث مقالاته، انتقد الحكيم التفريعة الجديدة لقناة السويس، السبت، بعنوان "ليست قناة.. وليست جديدة".