المتحدث العسكري المصري: الإرهابيون جابوا آخرهم

توعد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، العميد محمد سمير، الإرهابيين في سيناء بالقضاء عليهم، وأكد أنهم "جابوا آخرهم"، وقال: "القوات المسلحة ستبيد المتبقي من هؤلاء الإرهابيين".

وقال سمير في حوار مع صحيفة "المصري اليوم" الأحد: "الوضع في سيناء مستقر تماما، والقوات المسلحة تسيطر على الوضع الأمني، حتى قبل وقوع الأحداث الأخيرة كان الوضع مستقرا، وما يحدث من عمليات فردية متقطعة، من وقت لآخر، لا يزعجنا، ولا يؤثر علينا إطلاقا".

وأضاف: "ما رأيناه في العملية الأخيرة هو آخر شيء يستطيعون فعله، و(ده آخرهم، مفيش بعد كده)، عبوات ناسفة، وهجوم على كمائن، (هو ميقدرش يعمل غير كده)، ولن تستطيع أي جماعة فرض السيطرة على متر واحد من أرض سيناء"، وفق قوله.

واستطرد بأن "القوات المسلحة ستبيد المتبقي من هؤلاء الإرهابيين، بعد قتل عدد كبير منهم، وهناك سيطرة من القوات المسلحة على شبه جزيرة سيناء بنسبة 100%".

وحول العملية الأخيرة في الشيخ زويد، قال سمير: "قمنا بفلترة جميع الصور التي وردت إلينا من العمليات في سيناء، وكانت ضمنها صور بشعة لجثث الإرهابيين بعد الضربات الجوية المكثفة التي نفذتها القوات المسلحة، ولم نستطع نشرها مراعاة لمشاعر المصريين".

وتابع: "أدعو وسائل الإعلام الوطنية إلى عدم تلقي أي معلومات من وسائل الإعلام الأجنبية، ويجب انتظار بيانات القوات المسلحة، لأنها تكون دقيقة للغاية، ونحن لا نقول غير الحقيقة، ونعلن الوقائع بدقة وصدق للرأي العام"، وفق قوله.

ويذكر أن كثيرين من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يشبهون العميد محمد سمير، بالمذيع المصري في عهد حمال عبدالناصر، أحمد سعيد، المشهور بأكاذيبه التي كان يرددها من أجل الدعاية لنظام عبدالناصر العسكري، ومنها زعمه أن الطائرات المصرية تدك تل أبيب، وذلك إبان نكسة 1967.

ويأخذ مراقبون على أداء المتحدث العسكري تأخره في مواكبة الأحداث، لا سيما إطلاع الرأي العام على الهجمات الأخيرة في سيناء، وقيامه بنشر صورة بشعة للقتلى، مجافية لدستور الحروب، وتعتيمه على أمور كثيرة، ومن ذلك العثور على أربع جثث جديدة للجنود في الهجمات الأخيرة، ما جعل سياسيين وإعلاميين يتناولونه بالنقد اللاذع.

وقد وجه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، انتقادا لاذعا إلى أداء المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، واصفا إياه بأنه "رجل رصين، لكنه يمارس مهمته الحساسة بثقافة إعلامية تجاوزها الزمن".

واعتبر أن "مطالبته للإعلام المصري بألا يستقي معلوماته من مصادر الأخبار الأجنبية، وأن (ينتظر) بيانات القوات المسلحة، التي انتظرناها أمس أكثر من 12 ساعة، هي دعوة من خارج عصر المعلومات الذي تتدفق فيه المعلومات بسرعة الضوء".

وأضاف حسني في تدوينة، بعد الهجمات الأخيرة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "عفوا سيادة العميد.. نحن سنة 2015 للميلاد": "لا أحد في عالم اليوم (ينتظر) صدور بيانات من القيادة العامة للجيش لكي يتابع ما يحدث حوله".

وتابع: "بيان الجيش هو مجرد أحد مصادر المعلومات، وليس مصدر المعلومات الوحيد، والتعامل معه على غير ذلك لا يصنع إعلاما، وإنما توجيها معنويا لم تعد له قيمة إعلامية تذكر في عالم صارت له ملامح غير ما كان قائما من ملامح".

ووجه حسني حديثه إلى المتحدث العسكري قائلا: "سيادة العميد.. حتى لا نلقي بالاتهامات على بعضنا البعض باستقاء المعلومات من مصادر معادية، مع خشية أن يتحول العالم كله إلى مصادر معادية، وحتى لا نتحول جميعا إلى متهمين بالتخابر، ونشر إشاعات كاذبة زمن الحرب، تهدف إلى التأثير السلبي على الروح المعنوية لرجال قواتنا المسلحة، أرجو منكم أن تجيبونا عن هذا السؤال: هل هناك مراسلون حربيون للإعلام المصري المقروء أو المسموع أو المرئي أو الإلكتروني قاموا بتغطية العمليات الحربية التي تجرى في سيناء؟!".

واستدرك: "بالمناسبة، فكرة المراسل الحربي فكرة قديمة، وتعود ربما للحروب النابليونية... مضى قرنان من الزمان منذ هزيمة نابليون في (ووترلو) يا سيادة العميد... وساعات العالم كله تشير لهذا عدا ساعاتنا".

وختم أستاذ العلوم السياسية تدوينته قائلا: "تحياتي لكم سيدي العميد، ولكل ضباط وجنود القوات المسلحة المصرية، وللقائد العام وقادة الجيش، وندعو لكم جميعا بالنصر وبالسلامة، لكن -عفوا- ليس هذا زمن (انتظار) بيان من القيادة العامة للقوات المسلحة لمعرفة أخبار ما يجرى من معارك يخوضها الجيش المصري.. ليس هذا زمن (انتظار) المعلومات"، وفق قوله.