ملفات وتقارير

"اقتداء" ليبرمان بمصر والأردن.. حقيقة أم هذيان؟

توقعت استطلاعات الرأي الأخيرة حصول حزب ليبرمان على ستة مقاعد بالكنيست - أرشيفية
توقعت استطلاعات الرأي الأخيرة حصول حزب ليبرمان على ستة مقاعد بالكنيست - أرشيفية
تصاعدت لهجة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ضد المقاومة الفلسطينية التي يصفها بـ"الإرهاب"، وتعهد بالعمل على فرض عقوبة الإعدام على كل فلسطيني يدان بممارسة "الإرهاب"، اقتداءً منه بـ"الأردن ومصر" كما قال.

وفي كلمة له في مؤتمر معهد أبحاث الأمن القومي في الكيان المحتل، أمس الثلاثاء، قال ليبرمان إن "إسرائيل لا تستطيع عدم الرد على قتل إسرائيليين.. انظروا كيف يردّ الأردن ومصر"، في إشارة منه إلى قصف الطائرات الأردنية مواقع لتنظيم الدولة في سوريا، والقصف المصري لليبيا عقب "ذبح" التنظيم ذاته 21 مصريًا مسيحيًا.

وأضاف أن "الحرب ضد الإرهاب؛ هي التحدي الأكبر للعالم ولإسرائيل في القرن الحادي والعشرين"، مشيرًا إلى أن حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه، "سيقدم اقتراحًا لسن قانون يقر عقوبة الإعدام للإرهابيين"، على حد وصفه.

هوس وهذيان

يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت، إن تصريحات ليبرمان "تأتي ضمن حملته الانتخابية المتعلقة بالكنيست، والتي يميزها قدر كبير من الهوس، نتيجة الظروف السيئة التي يمر بها حزبه".

وأضاف لـ"عربي21" أن حزب ليبرمان يعاني من اعتزال كثير من أركانه العمل السياسي، إضافة إلى قضايا فساد كبيرة يُحقق فيها مع بعض قادته، ستؤدي في الغالب إلى تقديم لوائح اتهام في حقهم، مبينًا أن ذلك "انعكس على قوة الحزب في استطلاعات الرأي الأخيرة التي منحت الحزب ستة مقاعد بالكنيست الجديد، في أعلى تقدير".

وشكك شلحت في قدرة ليبرمان على تمرير قانون "إعدام" المقاومين الذين يصفهم بـ"الإرهابيين"، معللاً ذلك بأنه "طرح سابقا قوانين مشابهة تحتوي على مثل هذا الهذيان، ولم يتمكن من تمريرها".

وقال: "يهدف ليبرمان من طرح تلك الشعارات في خضم حملته الانتخابية، وتكرار انتقاده حكومة الاحتلال في الحرب العدوانية الأخيرة على غزة، والمطالبة بالرد على عملية حزب الله في مزارع شبعا، إلى جلب المزيد من الأصوات لصالحه".

ونوه إلى أن استطلاعات الرأي تفيد بأن المقاعد التي يخسرها ليبرمان تذهب لحزبي "الليكود" و"البيت اليهودي"، وقال: "لذلك؛ فإن من الطبيعي أن يرفع ليبرمان شعارات تنافس هذين الحزبين، وتتجه نحو اليمين الأكثر تطرفا".

وبناء على ما سبق؛ فقد خلص شلحت إلى أن "ما يصدر عن ليبرمان في هذه الفترة محدود الثقة، ونتفهم خلفيته الانتخابية، حيث إن انتخابات الكنيست تمثل حرب وجود بالنسبة له ولحزبه".

صرخة يائس

من جهته؛ شبه القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عاطف عدوان، حال ليبرمان بـ"من ينادي في الصحراء، ولا يُسمع إلا نفسه"، واصفًا إياه بأنه "لا يستطيع أن يتفهم حقوق الآخرين".

وأضاف لـ"عربي21" أن "الصوت النشاز الوحيد الذي يخرج من أفواه سياسيي ومثقفي العالم ليتحدث عن عقوبة الإعدام، هو صوت ليبرمان".

وأكد عدوان أن صفقة التبادل القادمة "ستُفرض عليه فرضًا، وهي ليست خيارًا بالنسبة له؛ لأن هناك تعهدات سابقة من قيادة الاحتلال لجيشها، بأن من يتم إلقاء القبض عليه فستعمل إسرائيل على إعادته".

وأضاف: "تصريحات ليبرمان عبارة عن صرخة يائس؛ لن يتحقق منها شيء".
التعليقات (0)