أكد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، الدكتور خليل الحية، على أن ما يقوم به الرئيس محمود
عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية "لا يمثلنا"، مشددا على أن مدينة القدس المحتلة هي "لب الصراع مع العدو الصهيوني".
وحذر القيادي البارز في "حماس" في حوار خاص مع "
عربي21"،من "حالة التفرد التي يمارسها الرئيس "عباس" وحركة "فتح" من خلفه"، محملا الطرفين "مسؤولية هذا التفرد".
وخاطب العالم بقوله: "ما يقوم به عباس لا يمثلنا، وكل من يمس ثوابت شعبنا لا يمثلنا"، داعيا الكل الفلسطيني بما فيه حركة "فتح" "للذهاب إلى انتخابات فلسطينية جديدة، ودراسة كيفية الخروج من حالة التفرد والتيه والضياع التي يعيشها المشروع الوطني".
وتسأل الحية: "لماذا يخشى عباس وحركة "فتح" من الانتخابات؟"، معتبرا أن عباس الذي يجلس على "كرسيه المهترئ استنفد كل ما لديه".
وحول أداء حكومة التوافق الفلسطينية قال: "نطالب الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها، وتنفيذ كل ما تم التوقيع عليه؛ وإذا لم يفعلوا ذلك، بلا شك سندرس البدائل التي يمكن للشعب الفلسطيني أن يبقى من خلالها صامدا ثابتا".
وتعهد الحية "بتعزيز المقاومة على الأرض وفي نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، وحماية شعبنا في كل أماكن تواجده من تغوّل الاحتلال"، مؤكدا أن حركته "يقظة لأي تطور يمكن أن يقوم به الاحتلال الإسرائيلي" في ظل أجواء الانتخابات الإسرائيلية التي تتخذ من الدم الفلسطيني قربانا لنيل ثقة الناخب الإسرائيلي.
وقال: "مشروع المقاومة مرشح للنجاح، وهو الأقدر على حسم الصراع مع العدو الصهيوني"، مؤكدا أن "هناك قرارا دوليا وإقليميا وفتحاويا وعباسيا أن تموت
غزة وتذهب في البحر".
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما هي رؤيتها في ظل انعدام الأفق السياسي ؟
نحن الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية ماضون في مشروع المقاومة، الذي يتمثل في تعزيز صمود شعبنا والحفاظ على ثوابتنا الفلسطينية، وتعزيز المقاومة على الأرض وفي نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، وحماية شعبنا في كل أماكن تواجده من تغوّل الاحتلال وسياساته القمعية التي تعمل ليل نهار على قضم ثوابت الشعب الفلسطيني.
نحن ماضون ثابتون مرابطون حتى ينتهي هذا الاحتلال، هذا حقنا كباقي شعوب الأرض التي قاومت الاحتلال.
كيف تراقبون سير الانتخابات الإسرائيلية، ودائما ما يقدم الدم الفلسطيني قربانا لنيل ثقة الناخب الإسرائيلي؟
هذه جولة من الجولات، وليست الجولة الأولى في الانتخابات الإسرائيلية، ذهب الاحتلال للانتخابات عشرات المرات واتخذ من الشعب الفلسطيني وقودا لها، نحن يقظون لأي تطور يمكن أن يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وجاهزون لحماية شعبنا والدفاع عنه، ومواصلة طريق الثبات والصمود والمقاومة وحماية ثوابت شعبنا الفلسطيني.
يرى مراقبون للوضع الفلسطيني، أن الرئيس عباس يتفرد بالقرار الفلسطيني، ما هو موقف "حماس" في ظل تفرد هذا الوضع؟
في البداية منظمة التحرير الفلسطينية التي ترأسها حركة "فتح" تفردت بالقضية الفلسطينية، وحركة "فتح" تفردت بالشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، واليوم تجلى هذا التفرد بشخص وحوله مجموعة من الناس، وأصبح الآمر الناهي الذي لا يستطيع أن يسأله أحد، واذا سأله أحد نصب له العداء وقمعه وحاصره وشطبه.
"حماس" تحذر من حالة التفرد التي يمارسها الرئيس "عباس" وحركة "فتح" من خلفه، وتحملهما مسؤولية هذا التفرد، أيضا نحن نقول لكل العالم: ما يقوم به عباس لا يمثلنا، وما تقوم به منظمة التحرير الفلسطينية لا يمثلنا، وكل من يمس ثوابت شعبنا لا يمثلنا، وما بيننا من اتفاقيات تلزمهم بذلك، وبالتالي نحن نقول إنه على الكل الفلسطيني بما فيه حركة "فتح" الجلوس لدراسة كيفية الخروج من هذه الحالة، وأقول بملء الفم: أحد الحلول للخروج من هذه الحالة هو الذهاب إلى الانتخابات، لماذا يخشى عباس وحركة "فتح" من الانتخابات؟ تعالوا نذهب للانتخابات حتى تنتهي حالة التفرد والتيه والضياع التي يعيشها المشروع الوطني.
وعلينا أن نجدد شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ليدخلها الكل الفلسطيني، ونجدد الدماء في المجلس التشريعي والرئاسة، محمود عباس استنفد كل ما لديه، لذلك لماذا يبقى على كرسيه المهترئ، تعالوا نذهب الى الانتخابات، وليقل الشعب ما يقول في كل أماكن تواجده.
ما هو موقف "حماس" من المشاكل الداخلية لـ"فتح"، خاصة إذا خرجت للشارع؟
نحن تعودنا على خلافات حركة "فتح" الداخلية منذ سنوات طويلة، قيادات وأبناء فتح قتلوا بعضهم في لبنان وغزة والضفة الغربية، أطلقوا النار على بعضهم، كما أطلقوا النار علينا وعلى بعض النواب، خلافات "فتح" هذه لا شك تعود بالضرر على الكل الفلسطيني، لكن نحن في غزة نحذر من أي خلافات يمكن أن تخرج للشارع وتحدث فوضى، ليختلفوا كيفما يشاؤون هم أحرار، ولكن بعيدا عن الفلتان الأمني، وبعيدا عن مس الحالة الأمنية في غزة، غزة ستبقى آمنة، ولن نسمح بعودة الفلتان، لن نسمح لأحد كائنا من كان أن يجر غزة إلى الفلتان الأمني مجددا، أما خلافات "فتح" وغيرها من الفصائل هم أحرار بداخلهم.
نحن نطالب الجميع باحترام الحالة الأمنية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في كل الأماكن، ويحترم الحالة التي وصلت إليها غزة بعد سنوات طويلة من العيش بنعيم بعيدا عن الفلتان الأمني.
إلى متى تصمت "حماس" على حكومة التوافق؟
نحن ندرس البدائل مع كل الفصائل الفلسطينية، ونطالب الحكومة بالإيفاء بالتزاماتها، ونطالب "فتح" بالالتزام بتنفيذ كل ما تم التوقيع عليه، وهذا هو المخرج لهذه الحالة، إن لم يفعلوا ذلك، بلا شك سندرس البدائل التي يمكن للشعب الفلسطيني أن يبقى من خلالها صامدا ثابتا، نحن لا نريد أن ندخل في تجارب متعددة هنا وهناك، ولكن القاعدة الأساسية هي: على حكومة التوافق أن تلتزم بالالتزامات التي نصصنا عليها، ونحن سنبقى مع شعبنا في الحلوة والمرة في الضيق والفرج، وسنحميه بكل ما نستطيع، غزة تستحق أن يدافع عنها أبناؤها.
وأمام هذه الحالة الراهنة، مطلوب من الكل الوطني ومن كل الخيرين وأصحاب المروءة والرجولة أن يحموا غزة، إذا كان هناك قرار دولي وإقليمي وفتحاوي وعباسي منهم أن تموت غزة وتذهب في البحر كما تمناها رابين، فعلى أبناء غزة الشرفاء أن يحموها، وبالتالي إذا كان المطلوب اليوم هو إغراق غزة بالمشكلات، فعلى أبناء غزة أن يحموها منها.
باختصار، غزة تستطيع أن تنفق على نفسها، وتحمي نفسها كما حمت نفسها من العدوان الصهيوني ومن الطائرات وحمم القذائف، نستطيع أن نحمي غزة بأبنائها وأهلها ومالها وتجارها واقتصاديها وبنوكها وشركاتها، فالحل الأمثل إلى حين أن تستيقظ حركة "فتح" من نومها وسباتها وغيها، هو الذهاب لانتخابات تحفظ على الجميع حقه وتحفظ الوطن.
نحن في مرحلة تحرر، لا في مرحلة تكالب على سلطة بلا سلطة، الأصل أن نتنافس في مقارعة ومقاومة الاحتلال، بدل أن نختلف كيف يعيش المواطن الفلسطيني.
67 عاما والقدس تهود والحرب على أهل القدس والمسجد الأقصى لا تهمد، ما السبيل لنجدتهم؟
القدس المحتلة هي لب وحقيقة الصراع مع العدو الصهيوني، لذلك المعركة مستعرة هناك، وعلى الأمة أن تستيقظ، وشعبنا في الضفة المحتلة عليه أن يستيقظ لما يدور في القدس، غزة تنتصر للقدس والمسجد الأقصى، ونحن إلى الأمام في مشروع المقاومة محررين القدس وكل أرضنا الفلسطينية بإذن الله، وكل التحية لأهلنا في القدس المحتلة.
ما هي رسالة "حماس" للعالم؟
بكل وضوح، "حماس" حركة مقاومة فلسطينية لمشروع وطني كبير، نحن انطلقنا لهذا الغرض، وسنبقى لهذا الغرض، وجهتنا فلسطين والقدس، نحن نأمل من العالم والأمة أن يساعدونا في هذا المشروع، مهما خرج من الشعب الفلسطيني شخصيات وزعماء يتنازلون عن الحق الفلسطيني، سيبقى ثابت، نحن سنحميه بدمنا وأرواحنا وكل ما نملك، مشروع المقاومة مرشح للنجاح، وهو الأقدر على حسم الصراع مع العدو الصهيوني، وهذا ما نحن موقنون وقادمون عليه بإذن الله سبحانه وتعالى.
***************
في وقت سابق أكد فوزي برهوم، المتحدث باسم "حماس"، تعقيبًا على تصريحات عباس، أن "هذا الوصف من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتقاطع مع تصنيف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لحركة حماس".
وقال برهوم إن "هذه عبارة عن تشويه متعمد ومقصود من قبل عباس لسمعة المقاومة الفلسطينية وحركة "حماس" تحديدًا، مقابل استرضاء الغرب وإسرائيل".
وأضاف: "في الوقت الذي تقوم به المحكمة الأوربية برفع اسم حركة حماس" من قائمة
الإرهاب، فإن عباس يصر على أن يصفها بالإرهاب، وهذا سلوك مشين وصادم للشعب الفلسطيني". على حد تعبيره.
وشدد الناطق باسم حركة "حماس على " أن المطلوب من رئيس السلطة أن "يدافع عن المقاومة وشرعيتها، لا أن يؤلب الرأي العام والموقف العالمي ضدها وضد حركة حماس".
وكانت صحيفة السفير اللبنانية قالت إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حذر، خلال جولته التي يواصلها في عدد من الدول الأوروبية، من "فشل التنسيق الأمني مع إسرائيل"، لافتا إلى أن ما أسماها بـ"المنظمات الإرهابية" تترقب هذا الفشل.
ونقلت "السفير" عن مصادر موثوقة -حسب تعبيرها- قولها إن عباس ردّد في اجتماعاته مع القادة الأوروبيين القول إنه "إذا لم ينجح هذا الحل، عبر المفاوضات وحل الدولتين، فالبديل هو أن منظمات إرهابية تنتظر بفارغ الصبر توقف المفاوضات وفشل التنسيق الأمني مع إسرائيل؛ لتحويل المنطقة إلى فوضى، كما حصل في سوريا والعراق".
وأشارت الصحيفة -المحسوبة على فريق الثامن من آذار، الذي يقوده حزب الله- إلى أن عباس أضاف حزب الله اللبناني إلى كل قائمة تضم تنظيم الدولة الإسلامية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "كمنظمات إرهابية تترقب فشل التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وأضافت "السفير" أن "رسالة التحذير من الإرهاب التي حملها عباس جاءت في إطار سعيه إلى حشد التأييد الدولي، الأوروبي تحديداً، لدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، ونسبت لعباس قوله خلال لقاءاته مع الأوروبيين، إن هذا الاعتراف "هو وسيلة للضغط على إسرائيل كي تستأنف المفاوضات".