سياسة عربية

صحفي بريطاني يرصد موقف الشيخ رائد صلاح من حركة حماس

الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني - (وكالات محلية)
الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني - (وكالات محلية)
نشر الصحافي البريطاني جوناثان كوك تقريرا صحفيا حول رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، جاء فيه "لا توجد بيوت مدمرة ولا أجساد مسحوقة أو مقطعة الأوصال هنا في أم الفحم، إلا أن إسرائيل تشن حملة على هذه البلدة، التي يقطنها ما يقرب من 45 ألف نسمة، ذات صلة وثيقة بالعدوان الحالي على قطاع غزة".
 
وقال الكاتب في التقرير الذي نشرته صحيفة "ميدل إيست آي": "إنها بلدة الشيخ رائد صلاح، زعيم الشق الشمالي من الحركة الإسلامية، والذي يعتبر الشق الأكثر تطرفاً في إسرائيل وينظر إليه على أنه قريب من الناحية الأيديولوجية إلى حركة حماس، مع أن الشيخ رائد يرفض المقاومة العنيفة إستراتيجية لحركته إلا أن ذلك لم يحل دون أن يعتبره معظم اليهود الإسرائيليين العدو رقم واحد للشعب".
 
وبين أن رفضه التعامل مع إسرائيل كدولة يهودية، وصرخته الجماهيرية بأن المسجد الأقصى في القدس بحاجة إلى الحماية من إسرائيل، والفترات التي يقضيها في السجن من حين لآخر، ساهم كل ذلك في وصمه بأنه “المدان بتسهيل الإرهاب وبالخطابة المحرضة للجماهير”، كما وصفه مقال أخير في الصحافة الإسرائيلية.
 
ولفت إلى أن "بفضل ابنها الأكثر شهرة، غدت أم الفحم ساحة معركة سياسية مهمة، وهذا هو المكان الذي كثيراً ما يثير قادة إسرائيل حوله الشبهات مشككين في ولاء أكبر أقلية فلسطينية في البلاد، والتي تقدر بخمس عدد السكان الإجمالي، طالما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى تبادل للأراضي بحيث تصبح أم الفحم وما حولها من بلدات جزءاً من الضفة الغربية".
 
ونوه كوك في تقريره إلى أنه "بإمكان المرء ملاحظة آثار المعركة عند مدخل أم الفحم، فهاهنا بقايا إطار مطاطي محروق في المنطقة التي تشهد مراراً وتكراراً صدامات بين الشرطة والسكان المحليين. وأثناء زيارتي لمقابلة الشيخ رائد كانت رائحة “سكانك” تملأ الهواء، وهذا السكانك عبارة عن سائل لاذع يستخدمه الإسرائيليون بدلاً من خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين".
 
وتابع: تفجرت الاشتباكات هنا وفي أماكن أخرى من شمال إسرائيل إثر جريمة القتل البشعة التي تعرض لها هذا الشهر في القدس الشاب محمد أبو خضير ذو الستة عشر ربيعاً وأيضاً تعبيراً عن الحداد على موتى غزة. ورداً على ذلك أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيره للمحتجين قائلاً: “لا مكان في دولة إسرائيل لمن يرجمون الشرطة بالحجارة”.
 
مخرب خطير
 
وتحدث حول ما يتداول عن الشيخ من معلومات قائلا: "بينما الصورة المتداولة عن الشيخ رائد صلاح هي لمخرب خطير، إلا أن الشيخ يتمتع بدعم كبير في أوساط المليون ونصف المليون فلسطيني من مواطني إسرائيل، وليس فقط من قبل المسلمين المتطرفين وإنما أيضاً في صفوف العلمانيين الفلسطينيين بما في ذلك بعض المسيحيين".
 
واستدل بما قالته أكاديمية في العلوم السياسية "تصف أمل جمال، وهي متخصصة في العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، نمط الإسلام الذي يدعو إليه الشيخ رائد بــ “الدافئ والروحي والجامع.”

أما محمد زيدان، مدير جمعية حقوق الإنسان في الناصرة فيصفه بأنه “أكثر الشخصيات السياسية صدقية بين الفلسطينيين في إسرائيل. ينظر إليه على أنه غير قابل للإفساد وبأنه ملتزم بشكل قطعي بالنضال من أجل العدالة”.
 
خلال لقائنا كان الشيخ أشد حرصاً، وفي بعض الأوقات أكثر مراوغة، مقارنة بالصورة التي تروج له في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي تظهره كما لو كان متطرفاً مناهضاً للسامية. 
 
وأضاف كوك عبر تقريره عن الشيخ صلاح "لديه بالتأكيد ما يحمله على التصرف بحصافة. فالأحداث الأخيرة تعني أن معظم حلفائه الأيديولوجيين في المنطقة متورطين في مشاكل، وبشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين التي نزلت تحت الأرض بعد أن تلقت ضربات قوية واعتقل قادتها وحظر حزبها من قبل النظام العسكري الجديد برئاسة عبد الفتاح السيسي".
 
وأوضح أنه "في هذه الأثناء تواجه حركة حماس في المناطق الفلسطينية المحتلة قمعاً لا هوادة فيه. ففي الضفة الغربية استخدمت إسرائيل عملية اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين في يوليو ذريعة لإلقاء القبض على أنصار حماس وتقويض شبكة مؤسساتها. وفي غزة يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول إنزال ما يكفي من الإيذاء بحق حماس لإجبارها على التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق نار ما هي إلا وثيقة استسلام".
 
واعتبر أن "معظم دول الخليج، التي كانت في يوم من الأيام يعتقد بأنها من أكثر المتبرعين بالمال لحركات من نمط الإخوان المسلمين، بما فيهم حركة رائد صلاح نفسه، تحولت إلى دول معادية. هذا النمط الخاص الذي يمزج ما بين القومية الفلسطينية والإسلام والذي يميز جاذبية حركة حماس وحركة رائد صلاح يتعرض حالياً لتحدي الجماعات الجهادية المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، التي تطالب بالعودة إلى ما يفترض أنها فترة ذهبية كانت الخلافة الإسلامية خلالها تحكم المنطقة بأسرها. لقد تمكنت الدولة الإسلامية من تحقيق مكاسب غير متوقعة في العراق وسوريا ولكن بتكلفة رهيبة من سفك الدماء".
 
ولفت إلى أنه" يتجنب رائد صلاح الحديث عن نضوب موارد تمويله. إلا أن حليف حماس الوحيد في الخليج الآن هي دولة قطر التي وفرت الملجأ الآمن لزعيم حماس خالد مشعل والتي تعد بتمويل سخي لإعادة بناء غزة بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار".
 
في مؤشر على عزم إسرائيل عزل الحركات الإسلامية المحلية، اقترح ليبرمان هذا الأسبوع حظر قناة الجزيرة القطرية في إسرائيل، مدعياً أنها كانت تنشر الدعايات المغرضة، ومؤكداً أن “قطر تشكل العصب الاقتصادي لمعظم الجماعات الإرهابية المتطرفة”.
 
وتابع  "يدعى الشيخ رائد صلاح للظهور على شاشة الجزيرة بشكل منتظم، وخاصة للتعليق على المواجهات التي تجري بينه وبين الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
 
جريمة ضد الإنسانية
 
وأكمل كوك تقريره قائلا: "والآن، يتوقع أن تنتهي حرب إسرائيل على غزة على عتبة باب الشيخ رائد صلاح. فطبقاً لتقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية خطا نتنياهو خطوات باتجاه حظر الحركة الإسلامية الشمالية".
 
وأضاف أنه "بعد أن وصف عملية إسرائيل المعروفة باسم الجرف الواقي في غزة بأنها “جريمة ضد الإنسانية” سارع الشيخ رائد صلاح إلى القول بأنه لا توجد لديه معلومات خاصة عن مجريات الأمور هناك، وقال: “ليس لدينا صلة بحماس، إنما نتابع أخبار الانتهاكات التي تجري في غزة من خلال وسائل الإعلام، مثلنا مثل الآخرين.”
 
 وتساءل"هل لدى حركته تقارب أيديولوجي مع حركة حماس؟ يقول الشيخ رائد: “لديهم منظماتهم الخاصة بهم ولدينا منظماتنا الخاصة بنا. عملياتنا ومصالحنا محصورة ضمن حدود مجتمعنا الفلسطيني هنا. نضالهم يختلف عن نضالنا، فهم يعيشون تحت الاحتلال.”
 
وأشار إلى "يعتقد الشيخ رائد بأن هدف إسرائيل من شن عملية الجرف الواقي لم يكن وقف إطلاق الصواريخ من غزة وإنما تدمير اتفاقية المصالحة التي أبرمت مؤخراً بين حماس وفتح. "فالمصالحة أزعجت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك هو الحافز الأكبر وراء شن الهجوم".
 
ولدى الحديث عن وضعه هو، يبدو متفائلاً لدرجة ملفتة للنظر. يقول بأن الحكومات الإسرائيلية السابقة فكرت في حظر الحركة الإسلامية لكنها ما لبثت أن تخلت عن الفكرة. "أعتقد أننا موجودون هنا بتقدير إلهي وليس بسبب تصريح من نتنياهو".
 
وقال: "ولكن، وبينما يسرد الشيخ رائد القيود التي تفرضها إسرائيل عليه - مثل منعه من دخول القدس والضفة الغربية ومنعه من السفر إلى الخارج، وإبقائه تحت ما يشبه الإقامة الجبرية - يصعب على المرء تصور أنه لا يأخذ تهديدات نتنياهو على محمل الجد".
 
وتساءل "لماذا يعتبره الإسرائيليون مصدر تهديد لهم؟ “إسألهم هم. يقولون إنني متورط في نشاطات غير قانونية، ولكن كل أدلتهم سرية. إنه غموض ابتدعوه لكي يخدم أغراضهم”.
 
هجمات الـ “برايس تاغ”
 
تابع "يعتقد الشيخ رائد إن التهديدات الموجهة للحركة الإسلامية تعكس سياسة إسرائيلية على نطاق أوسع لقمع النشاط السياسي للأقلية الفلسطينية. “خطابهم الآن خطاب تحريضي ضد المجتمع العربي بأسره (في إسرائيل). لماذا يخافون منا؟ من المفروض أننا نحن الذين نخاف منهم”.
 
وأشار إلى الهجمات المسماة “برايس تاغ” التي تشنها جماعات اليمين المتطرف والتي تتوجه بشكل متزايد من استهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى استهداف الفلسطينيين داخل إسرائيل. حاولت إحدى هذه الجماعات في شهر إبريل حرق مسجد في أم الفحم. “إنهم لا يقومون بما يفعلونه بلا دعم من أعلى المستويات. فالقيادة الإسرائيلية تحاول توجيه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين”.
 
وبين أنه "تمايزت حركة الشيخ رائد صلاح الشمالية عن الحركة الجنوبية من خلال رفضها المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية العامة، وبذلك أبقت على يديها نظيفتين سياسياً وأثبتت أن لديها بصيرة نافذة في قراءة المزاج الشعبي للأقلية الفلسطينية. في آخر انتخابات عامة لم تتجاوز نسبة مشاركة المواطنين الفلسطينيين بالكاد النصف.
 
وأوضح كوك أنه "وبدلاً من ذلك ركزت الحركة الإسلامية على إقامة شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية تجاوز عددها العشرين تراوحت بين المدارس والعيادات الطبية ومراكز الرعاية الاجتماعية ومراكز الإعلام الإسلامية، مقدمة رؤية للمنظمات الإسلامية المتحررة من تدخل الدولة الإسرائيلية في شؤونها.
 
وعاد وتساءل: "هل هناك طريقة للتصالح مع الدولة اليهودية؟ يقول الشيخ رائد لا. فسياسات هذه الدولة “طغيانية وعنصرية”. ويضيف: “لقد رفضت المؤسسة الإسرائيلية مسالمتنا، رغم أننا مواطنون. إذا كانت لا تستطيع التعامل معنا، فكيف ستتمكن من صنع السلام مع الفلسطينيين بشكل عام؟ هناك رفض للاضهاد الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفي غزة، وفي القدس، وهذا الرفض ما هو إلا رد فعل على السلوك الإسرائيلي، إذا اختلف ذلك السلوك فإن رد الفعل سيختلف أيضاً”.
 
زرع بذور الفتنة الطائفية
 
ولفت إلى "يحمل الشيخ رائد صلاح الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المسؤولية عن السعي المستمر لإثارة واستغلال التوترات بين مختلف الطوائف الفلسطينية، مشيراً إلى جهود نتنياهو الحالية لتجنيد المسيحيين الفلسطينيين لأول مرة في الجيش الإسرائيلي. “لقد حاولت إسرائيل لعقود زرع بذور الفتنة إلا أن هذه السياسة فشلت في الماضي، ولا مفر من أن يفشل نتنياهو الآن أيضاً”.
 
ونوه إلى أن "مهرجانات “الأقصى في خطر” التي ينظمها الشيخ رائد صلاح تجذب عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين. ويقول الشيخ رائد إن حماية أهم مقدس إسلامي في القدس الشرقية المحتلة يقع على كاهل الأقلية الفلسطينية في إسرائيل، نظراً لما تفرضه إسرائيل من قيود تحول دون وصول الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية إلى المدينة، هذا بالإضافة إلى رفض إسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بالقيام بأي دور في القدس.
 
واعتبر أنه "من المحتمل أن تفجر السياسة الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى انتفاضة فلسطينية جديدة كتلك التي اندلعت عام 2000 حينما اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون ساحة المسجد الأقصى مدعوماً بالمئات من قوات الأمن".
 
وطرح سؤلا عبر تقريره على صلاح قائلا: "ولكن ما هو التهديد الذي تشكله إسرائيل للأقصى؟ هنا يضحك الشيخ رائد، ويقول: “الأقصى رهينة الاحتلال الإسرائيلي، وهذا يعني أنه يواجه خطراً دائماً. لا يوجد احتلال جيد في التاريخ. كل أنواع الاحتلال كانت مصدراً للشر”.
 
وأشار إلى "يعتقد الشيخ رائد بأن ادعاء إسرائيل بأن الأقصى بني على أنقاض معبدين يهوديين قديمين ما هو إلا حجة للاستيلاء على الموقع. “ليس لهم حق في ذرة من الأرض التي يقوم عليها المسجد الأقصى”.
 
هل ينبغي على المسلمين من مختلف أرجاء العالم القدوم للمساعدة في هذه المعركة لحماية الأقصى، كما اقترح بعض رجال الدين؟ الشيخ رائد صلاح يعارض هذه الفكرة، ويقول: “سوف نرحب بالزوار المسلمين بعد أن يندحر الاحتلال من القدس”.
 
رؤية منحرفة للإسلام
 
وقال كوك: "أحد وزراء الدفاع السابقين في إسرائيل، موشيه أرينز، كتب مؤخراً مقالاً عن حركة الشيخ رائد صلاح معتبراً أنها “منهمكة بشكل فعال في نشاطات تخريبية تستهدف تدمير دولة إسرائيل وإقامة دولة إسلامية مكانها”. أي نوع من الإسلام السياسي ينشد للمنطقة؟ وهل الجماعات الجهادية مثل الدولة الإسلامية حلفاء محتملين أم أعداء؟".
 
وبين أن "الشيخ رائد صلاح حريص على تحميل اللوم لمزيج غريب من المستبدين العلمانيين العرب، وإيران والغرب، بدلاً من تحميله للدولة الإسلامية، ربما رغبة منه في التسبب في مزيد من الجفاء بينه وبين داعميه السابقين في الخليج".
 
ونوه إلى أن "هناك مؤشرات كثيرة على أن الدولة الإسلامية لها نظرة منحرفة للإسلام. إلا أن الأعداء الحقيقيين للمشروع الإسلامي هم بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق والسيسي وإيران والقوى الغربية. كلهم يحاولون تقويض دور الدولة الإسلامية لتشويه المشروع الإسلامي".
 
وألقى الضوء على ما قاله صلاح عبر تقريره "يقول الشيخ رائد صلاح إن التفسير السليم للإسلام السياسي يوجد في استراتيجية الإخوان المسلمين، الذين انتظروا وصبروا إلى أن فازوا بتفويض الأمة لهم عن طريق صناديق الاقتراع. لقد انقلب عليهم العسكر في مصر بدعم من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. وذلك الانقلاب أسوأ بكثير من أي شيء تفعله الدولة الإسلامية".
 
وأوضح أن “ما نراه بوضوح هو أن القوى الغربية تسعى جاهدة لمنع العالم العربي من ممارسة الحياة الديمقراطية. فهم يعتقدون بأن الطواغيت من أمثال الأسد والمالكي يخدمون مصالحهم”.
 
ووجه سؤالا للشيخ حول المسيحيين كان نصه: "ولكن ماذا عن الخوف في أوساط المسيحيين الفلسطينيين من صعود نمط عنيف من الإسلام؟ ألا يضر ذلك بالمشروع الإسلامي الأكثر سلمية والأكثر انفتاحاً على الآخرين الذي يقول هو والإخوان المسلمون أنهم عنه يبحثون؟".
 
“بشار والمالكي والسيسي يهاجمون شعوبهم بشكل عشوائي سواء كانوا مسلمين أم مسيحيين، وينتهكون المقدسات سواء كانت كنائس أو مساجد. يقلقنا ذلك جميعاً، وليس فقط المسيحيين”.
 
لا مشكلة مع اليهود
 
وبسؤال للشيخ كان نصه: "إذن، ما هي رؤية الفلسطينيين للمستقبل؟"، يقول الشيخ رائد إنه لن يطرأ تحسن على وضعهم الكارثي ما لم ينتهي الاحتلال الإسرائيلي ويتوقف التدخل الغربي.
 
وتابع: "ما الذي تدعو إليه حماس؟ إنها تطالب بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وبعد ذلك سيقرر الشعب الفلسطيني كيف يعيشون بإرادتهم الحرة".
 
ولكن، هل يشمل ذلك المناطق التي تسمى إسرائيل، وماذا عن اليهود الذين يعيشون هناك؟ هل لهم مكان في تلك الدولة؟ يقول الشيخ رائد: 

“تتهمنا الدعاية الصهيونية زوراً وبهتاناً بأننا نريد أن نرميهم في البحر. نؤكد مرة أخرى بأننا لا مشكلة لدينا مع الديانة اليهودية ولا مع الذين يمارسونها. لكنلدينا مشكلة مع المشروع الصهيوني الذي يستغل الدين اليهودي والشعب اليهودي. الصهيونية هي التي صنعت النكبة التي نجم عنها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948، وتفرض الاحتلال على القدس والضفة الغربية وغزة. حينما ينتهي ذلك الظلم، بما في ذلك تركة النكبة، فلن تكون لدينا مشكلة مع الشعب اليهودي”.
 
وختم كوك تقريره بتوضيح من صلاح حول توجه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف، "ولكن، بالنظر إلى توجه المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، ما الذي يتوجب على الأقلية الفلسطينية عمله؟ إجابته على هذا السؤال تصلح وصفة للفلسطينيين في غزة كما تصلح لمن يعيش منهم في إسرائيل.
 
فقال الشيخ: “نحاول إنشاء المؤسسات في كافة مناحي حياتنا حتى نتمكن قدر الإمكان من تحقيق الاكتفاء الذاتي. إستراتيجيتنا التي هي محل إجماع هي أن نظل صامدين، أن نبقى بجوار مقدساتنا، وأن نبقى في بيوتنا مهما اشتدت علينا الهجمات”.
التعليقات (0)