أعلن القائد السابق للقوات البرية والبحرية الليبية، اللواء خليفة
حفتر، عن سيطرة قوات تابعة له على مواقع عسكرية وحيوية في البلاد، وهو ما نفاه المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية .
وقال حفتر، إن "مجموعة من ضباط الجيش التي تعمل تحت إمرتي، تنادت لتوحيد صف الجيش الوطني الليبي، وسيطرت على أماكن عسكرية وحيوية في البلاد".
وأضاف، "لقد أصدرت مجموعتي بياناً تعلن فيه عن تجميد عمل المؤتمر الوطني (
البرلمان المؤقت) والحكومة، إلى أن يتخذ الليبيون قرارهم بتسليم السلطة لأي جهة يرونها مناسبة".
وتابع حفتر "ما قمنا به ليس انقلاباً ولا نسعى لحكم عسكري، وإنما انسجاماً مع مطالب الشارع التي خرجت تطالب برحيل المؤتمر العام".
ونفى رئيس الحكومة الليبية على زيدان صحة الأنباء التي تحدثت عن وقوع
الانقلاب، وقال إن الأوضاع تحت السيطرة.
وأضاف "اطمئن الشعب الليبي بأن الأوضاع تحت السيطرة وأنما بثته قناة العربية عبر مكالمة هاتفية مع (القائد السابق للقوات البرية الليبية اللواء خليفة) حفتر، لا أساس له من الصحة واقعيا وأن المسألة مدعاة للضحك.
وكان حفتر أعلن في شريط مصور بثته قناة العربية السعودية التي تبث من دبي تجميد عمل المؤتمر الوطني والحكومة الليبية والإعلان الدستوري، رافضاً تسمية ذلك بالانقلاب العسكري.
وفي المقابل، نفى علي الشيخي، المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية، سيطرة قوات تابعة لـ"حفتر" على بعض المواقع العسكرية.
وقال إن "كل المواقع العسكرية في
ليبيا تحت سيطرة وزراتي الدفاع والداخلية، ولا سيطرة لقوات تابعة لخليفة حفتر على أي موقع عسكري".
من جهته، قال عمر حميدان، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام، إن "ما حدث لا يعدو أن يكون شخصاً خرج أمام كاميرا وقرأ بياناً، ولا يوجد أي تحرك عسكري على الأرض".
كما طالب الجيش الليبي اللواء المتقاعد "خليفة حفتر"، الذي أعلن في وقت سابق اليوم سيطرة قوات تابعة له على وحدات عسكرية، بتسليم نفسه للقضاء العسكري "من دون إراقة الدماء".
وقال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء عبد السلام العبيدي، في مؤتمر صحفي الجمعة، إنه صدرت مذكرة بإلقاء القبض على "حفتر"، متعهدا بتطبيق كافة القوانين العسكرية على منتسبي الجيش الليبي الذين "أقحموا أنفسهم في التجاذبات السياسية" الحاصلة في البلاد.
وأضاف عبد السلام العبيدي أن الجيش يسيطر على كافة الوحدات والثكنات العسكرية في البلاد، مؤكداً أن عناصر الجيش والمقاتلين الثوار في حالة "نفير عام" منذ أسبوعين تحسباً لأي "تحركات مشبوهة ضد الثورة الليبية".
وكانت صحيفة "عربي 21" كشفت في وقت سابق عن تحركات يقودها اللواء حفتر للانقضاض على الثوة، وقالت مصادر خاصة لـ"عربي 21" إن العقيد خليفة حفتر الفرجاني الذي منح رتبة لواء بسبب قتاله إلى جانب الثوار، قبل أن تسحب منه هذه الرتبة بسبب بعض الشبهات التي أثيرت حوله، ركز منذ رجوعه إلى ليبيا في شهور الثورة على جمع الأتباع وتأسيس قوة خارج قوة الجيش والدولة، كما سعى بالتوازي إلى إقناع القبائل في الشرق بالتحالف معه.
ومع الانتصار على نظام القذافي، انطلق حفتر إلى منطقة ترهونة التي ينحدر منها ليقنع أعيانها بدعم مخططاته لتنفيذ ما يمكن أن يمثل انقلابا عسكريا يدعمه فيه ضباط من ترهونة وبني وليد، حيث تركزت الخطة على السيطرة على المناطق الحيوية في
طرابلس وأهمها المطار، لكن الثوار استطاعوا اعتقال الحبشي (بوعجيلة الحبشي الترهوني آمر كتيبة الأوفياء التي أسسها حفتر وسيطر بها على ترهونة) قائد الانقلاب الميداني، قبل أن يصدر قرار عن المؤتمر العام بإخراج أتباع القذافي الذين كانوا متمركزين في بني وليد، ومن بينهم سالم الواعر.
وبحسب المصادر الخاصة بـ "عربي 21"، فقد أجهضت محاولة حفتر الأولى واضطر إلى تغيير مخططه وبقي خارج ليبيا لبعض الوقت، ثم عاد وبدأ ينشط على المستوى الإعلامي واقترب من ملاك قنوات تعلن معاداتها للثوار الإسلاميين، مثل قناة ليبيا أولا لمالكها حسونة طاطاناكي، رجل الأعمال المقرب من سيف الإسلام القذافي والمقيم حاليا في الإمارات، وخرج حفتر ليتحدث ضد الإسلاميين والإخوان في قناة طاطاناكي كما واصل تدريب بعض المنضمين لقوته في معكسر لقوات الصاعقة ببنغازي.
وتضيف المصادر أن حفتر عاد بعد عام ليتحرك بمشاركة بعض حلفائه من منطقة "ورشفانة"، ومن بينهم عضو المؤتمر جمعة السايح، كما تسربت صورة حديثة تجمعه مع كل من قائد القوات التي حاصرت الموانئ النفطية في إجدابيا "إبراهيم الجظران" وجمعة السايح.
وقد اجتمع حفتر ببعض بيوت قبيلة البراعصة وأعيان منطقة تاجوراء وتواصل مع ترهونة مجددا للحصول على دعمهم لمخططاته، لكن كل تلك الزيارات انتهت برفض أعيان ومشايخ تلك القبائل والمناطق لكل ما طلبه حفتر منهم بخصوص التعاون لضرب الثوار الإسلاميين وربما إسقاط المؤتمر الوطني العام.
ورشحت معلومات عن عقد لقاء بين حفتر وموالين للقذافي في جنوب ليبيا بمشاركة ضباط أمنيين في طرابلس، إضافة إلى عقد اجتماع مؤيد له خارج ليبيا بحضور بعض قيادات التحالف. كما أشارت مصادر مقربة من حفتر أنه قام بزيارة لمصر والجزائر للحصول على دعم لمخططاته، ولم يكشف بعد عن رد هاتين الدولتين على مقترحاته وطلبه للدعم.
وتتحدث المعلومات المسربة من جهاز المخابرات العامة الليبي عن رصدها تحركات لحفتر ومقربين منه تشبه تلك التي رصدت قبيل محاولته الأولى سنة 2012. وهناك من يحدد يوم 10 يناير أو منتصف فبراير موعدا لانقلاب مصمم ليتناسب مع الحالة الليبية حيث لا يوجد جيش واحد يمكن أن ينفذ انقلابا ويفرض الأحكام العرفية، ولهذا فإن مصادر خاصة قالت لـ "عربي 21" إنها تتوقع أن يتحرك حفتر وحلفاءه بعمل عسكري يستهدف الإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين، وأنه سيستعين لتحقيق أهدافه بمجموعات منتمية لشخصيات فيدرالية وتشكيلات يقال أنها شكلت من قبل أعوان للساعدي القذافي في الجنوب الليبي ومنطقة المايا غرب وجنوب طرابلس.