رأى المفكر الصهيوني الأمريكي، وأحد منظري تيار المحافظين الجدد، دانيال بايبس أن إقدام الجيش
المصري على عزل الرئيس محمد
مرسي تطور "يبعث على السعادة".
وفي مقال نشره موقع صحيفة "
إسرائيل اليوم"، قال بايبس، الذي يرأس "منتدى الشرق الأوسط" في واشنطن: "من السهل تفسير السبب الذي يدفع المرء للسعادة عندما يتم اجتثاث الإسلاميين المتعجرفين من جذورهم في مصر".
وأضاف بايبس، الذي يعتبر من غلاة "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة، ومن مناصري اليمين المتطرف في "إسرائيل" أن ما يبعث على السعادة العارمة هو أن الانقلاب وضع حدا للحركة الوحيدة في العالم التي تتشبث بالمثاليات"، مشيرا إلى أن الانقلاب مثل ضربة غير مسبوقة لجماعة "الإخوان المسلمين".
واستدرك بايبس، الذي جاء مقاله بعنوان "سعادة وقلق في أعقاب الانقلاب"، قائلا: "إن ما يبعث على القلق هو التدهور الاقتصادي الكبير الذي لحق بمصر بعد الانقلاب، والذي يمكن أن يسهم من جديد في استعادة جماعة الإخوان المسلمين لشعبيتها الكبيرة".
ونوه بايبس إلى استفحال المظاهر التي تدلل على قرب انهيار مصر اقتصاديا، مشيرا إلى توقف عجلة الإنتاج وانهيار السياحة، منوها إلى أن هناك شكوكا في أن يكون بوسع حكومة الانقلاب شراء الدقيق اللازم لإطعام عشرات الملايين من البشر.
وتوقع بايبس أن تسود المجاعة في مصر، في حال لم يتم تدفق مليارات الدولارات من الخارج سنويا إلى خزانة الدولة، مستدركا أنه لا يوجد أساس للاعتقاد بأن هناك إمكانية لأن تحافظ الدول المعنية بنجاح الانقلاب على دفع هذه المبالغ الطائلة بشكل سنوي.
وأضاف أن عائلة من كل سبع عائلات مصرية قلصت من استهلاكها من الغذاء بفعل الضائقة الاقتصادية.
وأوضح أن حياة المصريين تحت حكم الانقلاب ستصبح جحيما لا يطاق في حال أكملت أثيوبيا بناء
سدها على "النيل الأزرق"، الذي سيقلص بشكل كبير من كمية المياه التي تحصل عليها مصر، ما يفاقم من تدهور الحياة هناك، ويعجل بانهيار حكم العسكر.
وحذر بايبس مجددا من خطورة أن يستفيد "الإخوان المسلمون" من تبعات الانقلاب في حال تبين للمواطن المصري أن حكم تحالف العسكر والليبراليين لم يسهم فقط إلا في حدوث مزيد من التدهور في أوضاعهم المعيشية.
واستنتج بايبس أن المصريين الذين تظاهروا ضد جماعة الإخوان المسلمين قد يتظاهرون في المستقبل من أجل عودتها إلى سدة الحكم.
وفي سياق متصل، حذر الجنرال والمستشرق "الإسرائيلي" رؤفين باركو من إن "إسرائيل" ستكون أحد أكثر الأطراف خسارة في حال سقط حكم العسكر.
وفي مقال نشره الأسبوع الماضي، قال باركو، الذي خدم في شعبة الاستخبارات العسكرية، إنه رغم دور انقلاب
السيسي في تحقيق الكثير من المصالح الإسرائيلية، لا سيما تعاظم الضغط على حركة حماس، فإن فشل الانقلاب يعني أن إسرائيل ستواجه بردة فعل قوية من الحكومة التي ستتولى الحكم بعد سقوط الانقلاب بسبب الانطباع السائد حول تأييد تل أبيب للسيسي.
ودعا باركو الرئيس أوباما لتأييد السيسي ودعمه بشكل معلن بدون أية مواربة، محذرا من أن سقوط السيسي يعني إسدال الستار على الحقبة الأمريكية في المنطقة.