صحافة إسرائيلية

باحث إسرائيلي: وصف اتفاق غزة "انتصارا كاملا" يعزز مفاهيم خطيرة

باحث إسرائيلي يقول إن اتفاق غزة "أهون الشرور" وليس نصرا باهرا- جيتي
باحث إسرائيلي يقول إن اتفاق غزة "أهون الشرور" وليس نصرا باهرا- جيتي
قال مايكل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، إن تقديم اتفاق إنهاء الحرب في غزة بوصفه "انتصارا كاملا" قد يفرز مفاهيم جديدة وخطيرة.

وأشار ميلشتاين في مقال، نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"،  إلى أن الاستنتاجات السابقة التي تبنتها أوساط إسرائيلية بعد عملية "حارس الجدار" في أيار/مايو 2021، والتي ادعت أن حماس تكبدت ضربة قاصمة، انهارت في تشرين الأول/أكتوبر 2023، محذرا من أن الإصرار على وصف الاتفاق الحالي بأنه "إنجاز دراماتيكي" يذكر بمواقف الماضي ويثير مخاوف من ولادة مفاهيم جديدة.

ودعا إلى التمييز بين الفرح المتوقع بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والإشادة بالإنجازات العسكرية، وبين الحاجة إلى رؤية دقيقة للواقع بعيدا عن الشعارات الفارغة والسياسات المتحيزة، مبيّناً أن هذا النهج ليس تشاؤماً بل وصفة متوازنة للتعامل مع واقع معقد يجمع بين إنجازات وثغرات تستلزم المعالجة.

اظهار أخبار متعلقة



أشار إلى أن السابع من أكتوبر علّم ضرورة الاعتماد على تحليل دقيق للطرف الآخر، موضحا أن حماس تدرك حجم الدمار لكنها لا ترى في الاتفاق تمييزًا، بل تعتز بإنجازاتها وتؤكد أنها حصلت على ضمانات لإنهاء الحرب، وأنها تواصل كونها القوة المهيمنة في قطاع غزة رغم الضربات الثقيلة.

ورأى أن مسألة نزع سلاح حماس تشكل جوهر الانقسام داخل دولة الاحتلال، لافتا إلى أن الحركة لم تلتزم بنزع السلاح، وأن ترامب لم يُصرّ على هذه النقطة، وأن خيارات تجريدها من قدراتها العسكرية تتطلب عمليا احتلال القطاع بالكامل لفترة طويلة، وفي حال لم توافق الحماس، فستضطر إسرائيل للعودة إلى القتال وربما تنتهك بذلك الضمانات المقدمة لإنهاء الحرب.

ونبه إلى ضرورة التشكيك بالتصريحات الإسرائيلية الصارمة التي رُوِّجت أخيرا على أنها "حقائق"، مثل الادعاءات بأن الاتفاق الحالي يختلف جذريًا عن المبادرات السابقة، أو أن حماس تخلت عن مطالبها السابقة، أو أن الضغط العسكري أنتج "وضعًا جديدًا" يؤدي إلى تنازل المنظمة عن سلاحها أو قبولها لمجلس سلام اقترحه ترامب.

اظهار أخبار متعلقة



وطلب إدراج انهيار هذه الأوهام في التحقيق المتعمق بأسباب فشل السابع من أكتوبر، معتبرًا أن صانعي فكرة السابع من أكتوبر الذين لم يجروا مراجعات لجميل إخفاقاتهم استمروا في إنتاج مفاهيم مضللة، مما ألحق أضرارا استراتيجية متواصلة.

أوضح أن الاتفاق يفتقر إلى وضوح بشأن المرحلة الثانية، مشيرا إلى أسئلة وعقبات محتملة تتعلق بكيفية تحديد مكان الرهائن وإعادتهم، وبآليات انسحاب إسرائيل من الأراضي وما إذا كان ذلك سيشمل مناطق مثل "العلاف" و"فيلادلفيا" المطلوبة من قبل حماس، وبشكل الحكومة المحلية الجديدة في القطاع، وبمصير أزمة نزع السلاح المتوقعة.

وذكر أن الاتفاق الجديد مثّل نهاية للعديد من الأوهام التي ازدهرت حول غزة منذ استئناف إسرائيل القتال قبل ستة أشهر، مشيرا إلى أن تكلفة انهيار هذه الأوهام لن يتحملها أحد على الأرجح، ومن بين الخسائر التي أشار إليها إلغاء خطط كبيرة مثل إدارة الهجرة الطوعية وآلية المساعدة الإنسانية الجديدة (GHF) والمليشيات التي رعتها إسرائيل، ما يثير إشكالات حول ضرورة حمايتها.

اظهار أخبار متعلقة



طالب بأن ينال الجمهور خطابا صادقا وناضجا ومعقدا بعيدًا عن التلاعب والروايات المغلفة، مؤكدا أن الاتفاق هو "أهون الشرور" وأفضل من احتلال دائم للقطاع، ومشددا على أهمية عدم تصوير الاتفاق، لأغراض سياسية، على أنه "نصر باهر"، كما حدث مع بعض التسويات الاقتصادية عشية السابع من أكتوبر.

وأكد على ضرورة إدراك الظلال والثغرات في الواقع الناشئ لتحديد التحديات بدقة والتخطيط لمواجهتها، مشددا على أن هذا ما لم يتحقق قبل السابع من أكتوبر وأنه يوجب تحولا في طريقة فهم القيادة للواقع وللطرف المقابل.
التعليقات (0)