تجمع الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في وسط
لندن السبت، عشية دخول
الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية حماس حيز التنفيذ، بعد حرب إبادة جماعية استمرت 15 شهرًا في قطاع
غزة، ولم تخل التظاهرة من اعتقالات في صفوف المشاركين، وأبرزهم كريس نينهام، أحد قادة التظاهرات وممثل منظمة أوقفوا الحرب.
وقالت صوفي مايسن، وهي امرأة تبلغ من العمر 50 عامًا من لندن اعتادت المشاركة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في العاصمة البريطانية: "نريد أن نكون متفائلين" بشأن اتفاق الهدنة، مضيفة: "علينا أن نخرج إلى الشوارع للتأكد من صمود وقف إطلاق النار".
وتشمل الهدنة، المقرر أن تبدأ صباح غد الأحد، إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لدى حماس، وإطلاق سراح معتقلين
فلسطينيين يحتجزهم الاحتلال، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية المكتظة في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية.
اظهار أخبار متعلقة
وتحولت المسيرة إلى تجمع ثابت في شارع "وايت هول"، الذي يضم مقار أبرز الوزارات البريطانية، بعد أن رفضت الشرطة المسار الذي اقترحته "حملة التضامن مع فلسطين" (Palestine Solidarity Campaign)، والذي كان يمر بمحاذاة كنيس يهودي.
وأعلنت الشرطة، التي نشرت عناصرها بأعداد كبيرة، عبر منصة "إكس" أنها اعتقلت في نهاية فترة الظهيرة "ما بين 20 و30 متظاهرًا" تجاوزوا النطاق المسموح به، وذلك بعد توقيف سبعة متظاهرين آخرين.
وظهر أحد المشاركين يلوح بالعلم الفلسطيني من فوق إحدى سيارات الشرطة.
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل" و"أوقفوا المذبحة في غزة"، وهتف البعض: "من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين".
اظهار أخبار متعلقة
وقال النائب البريطاني جيريمي كوربين: "موقفنا من الحكومة هو وقف تزويد إسرائيل بالسلاح"، مضيفًا: "نتنياهو مجرم حرب بحسب المحكمة الجنائية الدولية، والجيش الإسرائيلي ومن يدعمه سيكون متواطئًا في الجرائم".
وأكد كوربين: "لن ننسى الشهداء وآلاف القتلى، ولن ننسى ما شهدناه من جرائم. لا تظنوا أن هذه نهاية القصة، بل هي مرحلة جديدة ليكون الشعب الفلسطيني قادرًا على العيش بحرية وعدالة". وختم كلمته بقراءة قصيدة للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، مؤكدًا التضامن الأبدي مع أطفال غزة وشعب فلسطين.
من جهته، قال ستيفن كابوش، ناجٍ من المحرقة اليهودية: "يوم ذكرى المحرقة يجلب لي ذكريات مؤلمة. كنت في السابعة من عمري عندما غزت ألمانيا بولندا عام 1944، وما زالت حاضرة في ذهني الجثث المتروكة والمحروقة وجبال المنازل المدمرة، تمامًا كما تبدو غزة اليوم. أنا أفكر الآن في غزة، وهناك أمور شبيهة، مثل استهداف المستشفيات".
وأضاف: "يستخدمون المحرقة للتغطية على ما يقومون به في غزة، وهذا مرفوض. أشعر أن جلدي يحترق عندما أسمع ذلك". وختم كابوش قائلًا: "نرفض وصف هذه التظاهرات بأنها تظاهرات كراهية. وكيهود ناجين من المحرقة، نقول إننا جزء من هذا الحراك حتى تكون فلسطين حرة".
استنكار لاعتقال نينهام
واستنكر تحالف التضامن مع فلسطين في
بريطانيا اعتقال عدد من المتظاهرين على رأسهم كريس نينهام، أحد قادة التظاهرات وممثل منظمة أوقفوا الحرب.
وقال رئيس المنتدى الفلسطيني بالإنابة، عدنان حميدان: "ندين بشدة الاعتقال غير المبرر للقيادي البارز في تحالف أوقفوا الحرب المؤيد لفلسطين، كريس نيهام، وعددا من الناشطين والمتضامنين".
وتابع: "يستنكر المنتدى استخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة البريطانية ضد المتظاهرين، ويطالب بالإفراج الفوري عن السيد كريس نينهام وبقية النشطاء. ونرفض رضوخ الشرطة لإملاءات اللوبي الإسرائيلي والمبنية على أسس واهية بادعاء الخوف المبالغ به".