يا إسماعيل؛ وأنت تبني القواعد مع الشهداء لم تكن إلّا درب الدم إلى الجنّة.. أنت إسماعيل؛ لا ضير عليك لأنك رسمتَ خريطة الشهادة وقدتَ نفسك على تضاريسها بغض النظر في أي أرض تموت.. أنت القوت وأنت الكلام الكبير في زمن السكوت..!
لله درّك من فحل شهادةٍ حمل فسيفساء
فلسطين معه حيث حلّ وارتحل.. وإن كنتَ الآن تمضي فلأن كثيرًا من الجبناء ما زالوا في قبور الحياة ولا يعلون إلى سماوات الله التي فيها يرزقون ..
يا لدلاك يا إسماعيل.. أعطيتَ فتدللتَ فنُلتَ.. أتحسب الذين قتلوك فرحين بما أتوا؛ بل هم المرتجفون بلهاث الخوف.. يشعرون كل ثانيةٍ بأنك ستجرّ كل فلسطين معك وتغرزها في صميم وجودهم، وإنك لكذلك والله.
لقد أوجعتنا يا إسماعيل وأنت بمنتهى فرحك.. أيها القائد والرائد والصامد والصاعد الآن إلى ذُرى الذُرى.. حيث أنت تَرى ونحن لا نَرى ولا نُرى..! لفلسطين الآن وجه العروس.. ولغزّة الآن شرف الحسم مع أبناء الدولة اللقيطة..!
الأوراق الآن غير الأوراق.. واللعبة حتمًا غير اللعبة.. والنهايات يا إسماعيل غير البدايات.. ومن ابتدأ هذا الأمر لن يستطيع إنهاءه والرهان مكسوبٌ لأنه بيد الذين باعوا أرواحهم لله؛ والله اشتراها؛ والله لا يستبدل بضائعه..!
هنيئًا يا هنيّة.. اذكرنا عند ربك.. فقد طفح الكيل وآن لأبناء اللقيطة أن يعودوا للملاجئ التاريخية..!
لله درّك يا إسماعيل وأنت القواعد مع شعبك الفلسطيني للبيت الجديد في القدس العربية؛ لا شرقيّة ولا غربية..! الله الآن معك وأنت الآن في رعايته.. والقوافل الآخرى قادمة إليك..فافرش لها الدرب للوصول..
(الدستور الأردنية)