حقوق وحريات

"مصير مجهول" ينتظر نازحي مواصي رفح.. المئات في العراء (شاهد)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عُدوانه الدموي على كامل قطاع غزة المحاصر لليوم الـ 251- الأناضول
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عُدوانه الدموي على كامل قطاع غزة المحاصر لليوم الـ 251- الأناضول
"كلّو شرد من المكان، تاركا خلفه كل ما يملك" هكذا يقول أحد الصامدين في منطقة مواصي رفح، جنوب قطاع غزة المحاصر، مضيفا: "المكان كان مليئا بالكثافة السكانية، وكان يصلنا إليه الماء، لكن اليوم لم يعد هناك أي شيء، بسبب اشتباكات الاحتلال الإسرائيلي".

وعاشت منطقة المواصي، التي توجد جنوبي ساحل قطاع غزة، والتي كانت تُعتبر بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي "منطقة آمنة"، على إيقاع عُدوان متواصل، تسبّب في وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، فيما اضطر الأهالي إلى نزوح قسري آخر، لا يعرفون إلى أين.

ورصدت "عربي21" جُملة من المقاطع التي توثّق بالصوت والصورة، لما اقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات القليلة الماضية، من جرائم، ضاربا عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان. حيث رافق القصف العنيف للاحتلال الإسرائيلي توغّل الآليات والدبابات في المنطقة، التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين من مختلف مناطق القطاع.

رغم التحذيرات الدولية
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي، يحاول تجميع نازحي رفح، بمنطقة المواصي الواقعة على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، والتي تمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالا، مرورا بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع.

وتعد المنطقة مفتوحة، وليست سكنية، كما تفتقر إلى أدنى مقوّمات البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي وخطوط كهرباء وشبكات اتصالات، ناهيك عن شبكة الإنترنت.

Image1_620241317028100065784.jpg
وعلى الرغم من كافة التحذيرات الدولية بخصوص توسيع عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في رفح، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، إلى "تهجير سكان أحياء في قلب المدينة بشكل فوري، ليوسع بذلك عملياته التي بدأت الاثنين، شرقي المدينة".

وبتاريخ 6 أيار/ مايو الماضي، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن عن بدء عملية عسكرية في رفح، متجاهلا بذلك كافة التحذيرات الدولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، فيما سيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.

"نحو المجهول"
مضوا في اتّجاه غربي خان يونس ودير البلح، نحو مصير يصفونه بـ"المجهول" حيث لا مأوى لهم؛ سيرا على الأقدام، أو عبر وسائل نقل بدائية ومُنهكة، نازحين بشكل قسري من منطقة كانت تُعتبر لوقت قريب، منطقة آمنة تؤوي المدنيين، وذلك بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، الذي سُرعان ما يُخلف وعده ويقصف ما تبقّى من مناطق آمنة بكل وحشية.

وعقب سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على محور فيلاديلفيا، وتكثيف غاراته العنيفة غربي رفح، بات مئات الفلسطينيين، يستمرون في النزوح من منطقة المواصي؛ فيما يقول عدد من النازحين، عبر جُملة من المقاطع التي رصدتها "عربي21" إنهم "مضطرّين لترك المكان، ولو نحو مصير مجهول".

وتحدّث عدد آخر من النازحين عن شح الوقود وندرة المركبات، وفي ظل عدم توفر أي مأوى، فإن جُلّهم حرص على حمل خيمه معه، مع بعض الأغطية والأطعمة القليلة المُتوفّر عليها.

وأظهر مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فرحة فلسطينيين بعد عثورهم أن خرجت المياه من الأرض عندما كانوا يحفرون لإقامة خيمة في منطقة المواصي.



وفي السياق نفسه، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنه "تم نزوح ما يُناهز 150 ألف شخص من رفح"، مشيرة إلى أن الأمر تمّ جرّاء العملية العسكرية التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي على المدينة، متجاهلة كل التحذيرات الدولية.

اظهار أخبار متعلقة


كذلك، أكّدت لويز ووتريدج، وهي من قسم الإعلام لدى "الأونروا"، خلال منشور على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "كل مكان تنظرون إليه غرب رفح، هذا الصباح، تشاهدون حزم العائلات لأمتعتهم والشوارع خالية إلى حد كبير".

وتابعت: "الأونروا تقدر أن 150 ألف شخص فروا الآن من رفح. أُصدِرت أوامر إخلاء لمناطق جديدة نحو وسط رفح في الجنوب وجباليا في شمال غزة".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عُدوانه الدموي على كامل قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ 251، وذلك على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
التعليقات (0)